تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اللاعب الأهم خلف الستار



المراسل الإخباري
11-06-2022, 03:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في البدايات كانت البرمجيات بعيدة عن حياة الناس العامة سوى في عدد قليل من المؤسسات، بعد الإنترنت دخلت البرمجيات كل بيت كالتلفزيون والكهرباء، بل وأصبحت البرمجيات محمولة لا تنفك عن يد كل واحد منا، مع هذا الانتشار السريع فمن المتوقع مستقبلا أن تتوارى البرمجيات عن الأنظار مرة أخرى، وإن ظلت موجودة في كل مكان.
كان الإنترنت الدافع الأكبر لانتشار البرمجيات وتطورها، فرغم وجود برمجيات قبل الإنترنت، منذ منتصف الستينيات بظهور أنظمة مثل (نظام / 360) من أي بي أم، إلا أن انتشاره كان محدودا، لكن بظهور الحاسوب الشخصي متزامنا مع الإنترنت الذي ساهم في نموهما معا، أصبح الحاسوب الشخصي وبرمجياته صديق العائلة، ومع نمو صناعة البرمجيات، نمت صناعة الحاسب كذلك بالدرجة نفسها حتى أصبح الهاتف الجوال حاسوبا شخصيا صغيرا بحجم الجيب.
أدى نضج صناعة البرمجيات إلى دخولها صناعة السيارات، أصبحت البرمجيات التي في معظم السيارات اليوم أكبر من برمجيات الحاسوب الشخصي، ومع نمو البرمجيات في المركبات عموما، بما في ذلك الطائرات المدنية والحربية والسيارات، تحولت التقنيات التي تستخدم لصناعتها لتعتمد على البرمجيات أيضا، وأصبح من الصعب أن نحصي عدد البرمجيات التي تدخل في صناعة قلم رصاص، تماما كما لا نستطيع أن نحصي عدد الخبرات اللازمة لصناعته كما في مقال الاقتصادي فريدرك حايك عن المعرفة والمجتمع.
نتيجة لدخول البرمجيات في صناعة السيارات، سواء في السيارة نفسها أو في المصنع، دخلنا في عصر الصناعة الرابعة، فإذا كان عصر الصناعة الأول هو الاعتماد على الآلة، والعصر الثاني هو الاعتماد على التقنية، والعصر الثالث هو الاعتماد على ثورة المعلومات، فإن العصر الرابع هو الاعتماد على الأتمتة، فمع تطور شبكات الاتصال، ومع وجود برمجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ستنقلنا البرمجيات بقدرتها على الاتصال والتحكم إلى بعد جديد.
الاتجاه الذي تأخذه البرمجيات بكل ممكناتها سيؤدي بها لتكون في كل مكان مستقبلا، فمع دخول عصر الصناعة الرابعة، فإن القدرات التي تتطور في المصانع ستتحول بدرجة ما إلى المنازل، ومع الوقت ستلحق البرمجيات بالتقنيات الأخرى التي لم نعد نلقي لها بالا مثل الكهرباء، فكما أن المدن اليوم لا تستطيع الحياة دون كهرباء، فإن البرمجيات ستحل مكانها بحيث لا تستطيع المدينة أن تعيش دون برمجيات تعمل متصلة بكل مكان في المنزل وفي الشارع والأماكن العامة على مدار الساعة دون انقطاع.
إن ثنائية الظهور والاختفاء من خصائص البرمجيات الفريدة. فكما أن البرمجيات ظاهرة من خلال واجهاتها التي نتحكم من خلالها بالتطبيقات، فإن ما تخفيه أكبر حجما وأكثر تعقيدا وإثارة، ومع انتشار الذكاء الاصطناعي مستقبلا، لن تحتاج كثيرا من البرمجيات إلى واجهات استخدام، حيث سيختفي دور البرمجيات تدريجيا حتى يصبح اللاعب الأهم في حياتنا من خلف الستار.




http://www.alriyadh.com/1981083]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]