المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذا بانشيز أوف اينشرين



المراسل الإخباري
11-10-2022, 04:03
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أعتذر عن صعوبة العنوان لكنه عنوان فيلم إيرلندي لا يمكن ترجمته لأنه عبارة عن أسماء. ولو أردت ترجمته فستكون الترجمة هكذا "بانشيات اينشرين". والبانشي في الفلكلور الإيرلندي هي روح أنثى تنذر بنواحها بموتٍ قريب. واينشرين عبارة عن جزيرة خيالية في آيرلندا يقول عنها مخرج وكاتب الفيلم إنه أراد أن تكون أسطورية، تم التصوير في جزيرتين في آيرلندا. والأحداث في العام 1923. حيث هناك حرب أهلية لا تعيشها الجزيرة ولكن تسمع أصداءها تأتي من بعيد.
هذا النوع من الأفلام هو الذي يوقعني في غرام السينما، ويزيد في إيقاعي في غرامها كلما وجدته، لأنني في مشاهدتي لكل أنواع الأفلام التي أتسلى بها، يأتي مثل هذا الفيلم كي يملأ روحي ويذكرني كم أحب السينما، وكم أنا على استعداد لمشاهدة الكثير من اللغو السينمائي كي أصل لهذا الفيلم.
الفيلم من بطولة الممثلين القديرين كولين فارل وبريندان غليسون. وقد نال فارل جائزة أحسن ممثل في مهرجان فينسيا هذا العام عن هذا الدور، وهي جائزة مستحقة لو رأيتم كيف مثل دور البريء الساذج الذي ندرك من خلال الفيلم أن فهمه للحياة يتجاوز فهم المثقف الذي يبحث عن دور بطرق معقدة قد تؤدي به إلى الإضرار بنفسه بدون نتيجة أو بشكل مجاني غير مفهوم.
الفيلم مليء بالقفشات التي تجعلك تضحك بعفوية تتبع لعفوية الحوار والأحداث، في ذات الوقت يملؤك بالمشاعر التي تعرف أنك تعرفها، أحسست بها عند غدر صديق أو حين بحثت عن معنى لهذا الغدر أو الهجر. ومشاعر أخرى عن الفخر بأختك أو الدفاع عن شخص عاجز أو الإدراك بأنك يجب أن تغادر المكان الذي أحببت، مشاعر كثيرة يجعلك هذا الفيلم تستعيدها، على الرغم من أن أحداث الفيلم تقع في بلد بعيد، في جزيرة صغيرة معزولة، لكن المشاعر الإنسانية تبقى واحدة، مهما اختلف المكان أو اللغة.
الشخص الطيب قد يتحول إلى شرير إذا أردت أن تسمي رد الفعل لحدث رهيب يقوم به شخص تجاهك شرًا. هذه إحدى المحاور التي يدفعك الفيلم أن تفكر فيها، هناك الكثير من الأسئلة الفلسفية التي يخلقها داخلك هذا الفيلم، كيف يمكن لفيلم أن يكون بسيطاً لهذه الدرجة وان يكون معقدا تماما بنفس الدرجة.
فيلم خال من الفانتازيا الهوليودية، خال من العنف والجنس وكل المبالغات والتأثيرات التي يولع بها السينمائيون الذين يسيرون على خطى هوليود، لكنه فيلم، يدخل إلى أعمق أعماقك.
هذه الأفلام التي لا تحتاج إلى تقنيات معقدة، هي التي أحلم بها وأتمناها في سينما بلدي.




http://www.alriyadh.com/1981824]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]