المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراجعة منهجية في التسامح والتعايش الحضاري بين الثقافات



المراسل الإخباري
11-11-2022, 03:30
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
التجربة السودانية في التعايش والتسامح واللذين يشكلان عنصرًا أساسيًا في الثقافة السودانية، إذ الأصل في المجتمع السوداني التعايش والتسامح، فالواقع السوداني ينزع نحو التسامح والمعايشة فتكوينات المجتمع وجدت على هذا الأساس، وبذلك سادت فكرة المواطنة والتي من خلالها يتساوى الناس، ومن هذا المنطلق يعتبر السودان مثالًا فريداً للتعايش في إطار مجتمعي متنوع، فالسلم الديني الاجتماعي حالة طبيعية في السودان..
لم يمر علي نموذج للتعايش الحضاري بين الثقافات والديانات كالنموذج الذي رأيته في السودان والهند.
فقد وقفت على التجربة الهندية للتسامح والتعايش من خلال دراساتي عن الهند.
فسر استمرار الحضارة الهندية وتدفقها يعود إلى تسامحها ونظرتها الواسعة للأشياء، فقد كانت الحضارة الهندية عبر عصورها التاريخية منفتحة على العالم الخارجي متفاعلة مع شتى الحضارات والثقافات، فقد تفاعلت مع الحضارة اليونانية، وفي القرن الميلادي الأول استجابت لدعوة المسيح عليه السلام، وفي العصور الوسطى تداخلت مع الحضارة الإسلامية، وبنفس الروح تفاعلت مع الحضارة الحديثة، وكانت إحدى التجارب الإنسانية في التعايش والتسامح.
وفي نفس الوقت وقفت على التجربة السودانية في التعايش والتسامح واللذين يشكلان عنصرًا أساسيًا في الثقافة السودانية، إذ الأصل في المجتمع السوداني التعايش والتسامح، فالواقع السوداني ينزع نحو التسامح والمعايشة فتكوينات المجتمع وجدت على هذا الأساس، وبذلك سادت فكرة المواطنة والتي من خلالها يتساوى الناس، ومن هذا المنطلق يعتبر السودان مثالًا فريداً للتعايش في إطار مجتمعي متنوع، فالسلم الديني الاجتماعي حالة طبيعية في السودان يسعى المجتمع لتحقيقه بل ويؤسس لها في جملة عقائده وعاداته وأعرافه الاجتماعية بدافع التعايش والترابط والتماسك الاجتماعي ومحاربة التعصب الديني والعرقي والالتفاف حول المشاريع الوطنية.
وقد تناول الدكتور محمد الفاضل اللافي الأستاذ بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس في كتابه [تأصيل الحوار الديني.. السودان نموذجًا: حالة التعايش الحضاري في السودان مؤكداً على طبيعته التسامحية حيث يتميز بتركيبة اجتماعية وثقافية خاصة نشأت عبر الأجيال المتعاقبة فتمازجت وتشكلت في بوتقة واحدة أهلت السودان عن جدارة ليصبح البلد القارة الحامل لتراث متميز كأنموذج للتعايش الحضاري بين الثقافات والديانات المختلفة.
فالإنسان السوداني من خلال حضوره النفسي وتكوينه الثقافي التاريخي تقوم علاقاته الاجتماعية على المجاملة والتجاوز والتسامح والتوادد والألفة الاجتماعية والتساكن والتعاون والبحث عن حياة الجماعة في إطار المجتمع الإنساني الأوسع، وقد صقلت وهذبت بعامل الإسلام الذي حمل للناس مبادئ جديدة وثقافة أخرى بتوسيع دائرة التشارك في المنفعة وإيجاد فرص التواصل بين الناس، ما أوجد للسودانيين مبدأ أساسيًا للاستفادة من التنوع الثقافي الذي يميز السودان، إذ أسهمت الأعراق والقبائل المختلفة في حركة بناء الثقافة السودانية نتاجًا لتفاعل التقاليد والمواريث السودانية للتمحور حول الدين.
لقد تم في السودان اعتناق المسيحية سلميًا ووديًا وبنفس الطريقة ترك السوداني المسيحية واعتنق الإسلام فمجرى الأحداث كان واحدًا عند تقبل المسيحية وعند تقبل الإسلام، فقد تميز التاريخ الديني والاجتماعي بطابع السلم والتعايش التي كانت راسخة في روع المسلم السوداني الذي وجد نفسه في إطار تختلف فيه العقائد، وتتعدد فيه الثقافات بتعدد الأعراق والأصول القبلية، ولذلك ليس غريبًا أن يحصل تزاوج بين الأسر السودانية برغم اختلاف الدين فكان يحدث في الجنوب أن تتزوج مسلمة بمسيحي أو وثني، وأن يوجد في نفس الأسرة اختلاف ديني بين الأبناء، فمنهم من يعتنق الإسلام ومنهم من يعتنق المسيحية، إذ لم يكن العامل المحدد في العلاقة هو الدين بقدر ما كانت علاقة التواصل والتعاون والمشاركة هي المحدد في التفاعل والتمازج بينهم فتواصل العلاقات الاجتماعية وتبادل المصالح والمنافع بين أطراف السودان بمختلف تركيبته الاجتماعية والثقافية يشكل قاعدة كبرى في تحقيق معنى المصالحة الوطنية وتوطيد دعائم البنية الداخلية السودانية.
ولقد زاد رسوخا اعتقاد الأغلبية الساحقة بأن وحدة السودان تكمن في توفير أقدار معتبرة من الاحترام والمبادئ الدينية والخصائص الثقافية والاجتماعية وأن يتم التفاعل بأسلوب حضاري سلمي وتلقائي على أساس التسامح والحوار الإرادي وغير الإرادي.
فالتسامح والتعايش تأكيد لمكانة الجماعات والثقافات في الكيان الوطني وحفظ للتوازن بين حقوق الفرد والجماعة دون تمييز أو إقصاء بسبب عرقيّ أو اجتماعيّ أو ثقافيّ أو فكريّ.




http://www.alriyadh.com/1981983]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]