المراسل الإخباري
11-13-2022, 04:51
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
عظمته صلى الله عليه وآله كانت سابغة رداءها على كل من حوله، فنال كل من أصحابه منها ما يناسبه، ليس الرجال فحسب، بل حتى النساء أخذن من عظمته، حتى سطرت أم عمارة ببسالتها ما يعجز عنه أشاوس الرجال في عصرنا هذا، وأم سليم، وسودة، وفقيهة الأمة عائشة..
تحدثنا في المقال السابق عن عظمته صلى الله عليه وآله وسلم وأكمل اليوم ما بدأته فأقول: كان صلوات الله وسلامه عليه عظيماً في صدقه ووفائه، فقد كان يعرف بالصادق الأمين، ومن أعجب ما يمكن أن يشار إليه أن من يناصبه العداء ويتهمه بالسحر والشعوذة والكهانة والكذب بعد أن قال لهم: "إني رسول الله إليكم" كانوا يستودعونه أموالهم، ويحفظون عنده ودائعهم، وهم يتآمرون على قتله! وإنما أخّر علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الهجرة لكي يرد الودائع. فهل رأيتم أعظم من هذا في الصدق والوفاء؟
وكان عليه الصلاة والسلام عظيماً في الكرم، في الشجاعة، في البشاشة، في الصبر، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال. رواه الترمذي، وأحمد. ولفظ أحمد: وما لي ولعيالي.
وكان عليه الصلاة والسلام عظيماً في عفوه، وتسامحه، يكفيك دليلاً عليه أنه عفا عن قوم حاربوه وقتلوا أصحابه، وكذبوه وجمعوا لقتاله العرب، وفتنوا أتباعه في دينهم، ثم يقول لهم متأسياً بقول يوسف عليه السلام "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم".
وكان عظيماً في ملك النفس من شهواتها، وأذكر قصته مع ملك الجبال ليتبين لك أي عظمة لا يمكن أن تباري هذا التحكم في النفس فتلجمها من شهوة الانتقام!
لو بقينا اليوم كله نتذاكرها لضاق بنا الوقت، وما انتهينا، لكنها إشارات، تغني كل ذي لب، وتحشر كل ذي إنصاف فلا يمكنه المكابرة في أن هذا الرجل كان شيئاً آخر في عظمته، وما ترك شيئاً من الخير إلا وكان الأول فيه، ولا شيئاً من الشر إلا وكان أبعد الناس عنه، فحق لنا أن نفخر به، ونسعد باتباعه، ونتغنى بذكره، ونطرب لمدحه.
إن من أعظم مظاهر عظمته صلى الله عليه وآله وسلم، أنها عظمة لم تغمط عظمة من حوله، فإنك لو نظرت في أخبار المرسلين لرأيت نوحاً، وحده، وإبراهيم وحده، ولوطاً، وموسى وهارون، وعيسى، كلهم عليهم السلام لا ترى أحداً من حولهم، يبرزون في الأحداث، أو يشاركون فيها.
لكن إذا قرأت سيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنك تستطيع أن ترى من خلالها عظمة الصديق وبذله وصبره وإيمانه، ولن تتعب لترى شدة الفاروق في الحق، وعدله، وفرار الشيطان من أن يسلك فجاً سلكه، وقل مثل ذلك عن حياء ذي النورين وشجاعة علي رضي الله عنهم. وسترى أيضاً عظيم موقف سعد بن معاذ يوم بدر، وعظيم مشورة الحباب بن المنذر فيها، وسترى بلالاً يسير بين يديه في الجنة فيسمع حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم خشخشة نعليه، رضي الله عنه.
في السيرة عظمة سلمان الفارسي، وبحثه عن الحق، وعظمة خالد في قيادته العسكرية الفذة، ودهاء عمرو بن العاص، وتبتل عبدالله بن عمرو، وتسمع عظمة مزمار من مزامير آل داود وأنت تصغي إلى قراءة أبي موسى، وعظمة ساقي ابن مسعود وأنت تنظر إلى حموشتهما.
فعظمته صلى الله عليه وآله كانت سابغة رداءها على كل من حوله، فنال كل من أصحابه منها ما يناسبه، ليس الرجال فحسب، بل حتى النساء أخذن من عظمته، حتى سطرت أم عمارة ببسالتها ما يعجز عنه أشاوس الرجال في عصرنا هذا، وأم سليم، وسودة، وفقيهة الأمة عائشة، وفاطمة، وقبلهن جميعاً خديجة، رضي الله عنهن جميعاً.
هذه نتف من العظمة التي تشرف قلبي بذكرها، وتعطر قلمي بسطرها، عن عظيم لفت العظمة حياته، حتى أخرجت لنا أعظم الأمم، وأرقاها، وخيرها وأتقاها، فكانت جديرة باختيار الله لها كي تكون على الأمم شهيدة، وتسبقها في الخير والإيمان. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1982240]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
عظمته صلى الله عليه وآله كانت سابغة رداءها على كل من حوله، فنال كل من أصحابه منها ما يناسبه، ليس الرجال فحسب، بل حتى النساء أخذن من عظمته، حتى سطرت أم عمارة ببسالتها ما يعجز عنه أشاوس الرجال في عصرنا هذا، وأم سليم، وسودة، وفقيهة الأمة عائشة..
تحدثنا في المقال السابق عن عظمته صلى الله عليه وآله وسلم وأكمل اليوم ما بدأته فأقول: كان صلوات الله وسلامه عليه عظيماً في صدقه ووفائه، فقد كان يعرف بالصادق الأمين، ومن أعجب ما يمكن أن يشار إليه أن من يناصبه العداء ويتهمه بالسحر والشعوذة والكهانة والكذب بعد أن قال لهم: "إني رسول الله إليكم" كانوا يستودعونه أموالهم، ويحفظون عنده ودائعهم، وهم يتآمرون على قتله! وإنما أخّر علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الهجرة لكي يرد الودائع. فهل رأيتم أعظم من هذا في الصدق والوفاء؟
وكان عليه الصلاة والسلام عظيماً في الكرم، في الشجاعة، في البشاشة، في الصبر، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال. رواه الترمذي، وأحمد. ولفظ أحمد: وما لي ولعيالي.
وكان عليه الصلاة والسلام عظيماً في عفوه، وتسامحه، يكفيك دليلاً عليه أنه عفا عن قوم حاربوه وقتلوا أصحابه، وكذبوه وجمعوا لقتاله العرب، وفتنوا أتباعه في دينهم، ثم يقول لهم متأسياً بقول يوسف عليه السلام "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم".
وكان عظيماً في ملك النفس من شهواتها، وأذكر قصته مع ملك الجبال ليتبين لك أي عظمة لا يمكن أن تباري هذا التحكم في النفس فتلجمها من شهوة الانتقام!
لو بقينا اليوم كله نتذاكرها لضاق بنا الوقت، وما انتهينا، لكنها إشارات، تغني كل ذي لب، وتحشر كل ذي إنصاف فلا يمكنه المكابرة في أن هذا الرجل كان شيئاً آخر في عظمته، وما ترك شيئاً من الخير إلا وكان الأول فيه، ولا شيئاً من الشر إلا وكان أبعد الناس عنه، فحق لنا أن نفخر به، ونسعد باتباعه، ونتغنى بذكره، ونطرب لمدحه.
إن من أعظم مظاهر عظمته صلى الله عليه وآله وسلم، أنها عظمة لم تغمط عظمة من حوله، فإنك لو نظرت في أخبار المرسلين لرأيت نوحاً، وحده، وإبراهيم وحده، ولوطاً، وموسى وهارون، وعيسى، كلهم عليهم السلام لا ترى أحداً من حولهم، يبرزون في الأحداث، أو يشاركون فيها.
لكن إذا قرأت سيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنك تستطيع أن ترى من خلالها عظمة الصديق وبذله وصبره وإيمانه، ولن تتعب لترى شدة الفاروق في الحق، وعدله، وفرار الشيطان من أن يسلك فجاً سلكه، وقل مثل ذلك عن حياء ذي النورين وشجاعة علي رضي الله عنهم. وسترى أيضاً عظيم موقف سعد بن معاذ يوم بدر، وعظيم مشورة الحباب بن المنذر فيها، وسترى بلالاً يسير بين يديه في الجنة فيسمع حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم خشخشة نعليه، رضي الله عنه.
في السيرة عظمة سلمان الفارسي، وبحثه عن الحق، وعظمة خالد في قيادته العسكرية الفذة، ودهاء عمرو بن العاص، وتبتل عبدالله بن عمرو، وتسمع عظمة مزمار من مزامير آل داود وأنت تصغي إلى قراءة أبي موسى، وعظمة ساقي ابن مسعود وأنت تنظر إلى حموشتهما.
فعظمته صلى الله عليه وآله كانت سابغة رداءها على كل من حوله، فنال كل من أصحابه منها ما يناسبه، ليس الرجال فحسب، بل حتى النساء أخذن من عظمته، حتى سطرت أم عمارة ببسالتها ما يعجز عنه أشاوس الرجال في عصرنا هذا، وأم سليم، وسودة، وفقيهة الأمة عائشة، وفاطمة، وقبلهن جميعاً خديجة، رضي الله عنهن جميعاً.
هذه نتف من العظمة التي تشرف قلبي بذكرها، وتعطر قلمي بسطرها، عن عظيم لفت العظمة حياته، حتى أخرجت لنا أعظم الأمم، وأرقاها، وخيرها وأتقاها، فكانت جديرة باختيار الله لها كي تكون على الأمم شهيدة، وتسبقها في الخير والإيمان. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1982240]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]