المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهارات السياسية المطلوبة لأوروبا أمام أزماتها القائمة



المراسل الإخباري
11-14-2022, 04:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
أوروبا بحاجة ماسة إلى تعديل مسارها وهي بحاجة إلى شراكة واسعة مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة الدول الغنية، فحركة التاريخ لن تمهل أوروبا كثيراً، وأصبحت الحاجة واضحة إلى أن تعترف أوروبا أنها تقف أمام خيارات وحيدة من الشراكات مع مساحات جغرافية جديدة في العالم..
أوروبا التي تقع في وسط الأزمة الروسية الأميركية عبر ثقب أوكرانيا الذي يشبه بشكل دقيق ثقب الأوزون، والحقيقة أنه لم يكن التوقيت مناسباً لأوروبا لكي تتحمل عملية ترقيع الثقب السياسي الذي أحدثته الأزمة الأوكرانية الروسية، أوروبا التي لا تعيش أفضل حالاتها تواجه أزمة كبرى يمكن القول إنها تاريخية وقد تغيير صورة أوروبا بأكملها، تقول الدراسات إن أوروبا تواجه ثلاث مشكلات رئيسة: أزمة تغير المناخ، ارتفاع معدل كبار السن، الثورة الرقمية، فيما يخص أزمة المناخ فأوروبا سبب رئيس في أزمة المناخ، فهي تفرض ضريبة على الطاقة القادمة من خارج أوروبا بينما هي لا تفعل ذات الشيء مع أكبر المؤثرين على المناخ -الفحم الحجري- الذي تستخدمه أوروبا بشكل موسع وكبير.
المهارات البشرية القادمة تحتاج إلى الأجيال الجديدة من البشر، وهذا مرتبط بأزمة أوروبا التي تعاني من نقص حاد في معدل الشباب، وهذا على العكس تماما عما يحدث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المستقبل بحسب التنبؤات يقول إن دخل العالم سيكون معتمدا بشكل كبير على التقنية وأدواتها وهو ما يجيده الشباب وبحسب توقعات موقع (سكاي هيف) فإنه في العام 2025م ستة ترليونات ونصف الترليون من الدخل القومي في العالم سوف تأتي من نمو الأعمال والوظائف المرتبطة بالإنترنت.
أوروبا قد تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية كبرى والاحتمالية هنا كبيرة وهذا ما سوف يجعلها أمام خيارات سياسية متعددة وخاصة الشراكة مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث الفرصة الوحيدة للحصول على الفرص المفقودة في أوروبا وكذلك الحصول على الشباب ممن يجيدون المهارات المستقبلية المطلوبة للحياة، فالمهارات الجديدة لا يمكن أن يتعلمها كبار السن، فالفروقات كبيرة جدا إلى درجة القول إنه للمرة الأولى التي يقلب في التاريخ صفحة التطور بهذه السرعة، فقد اعتدنا أن التحولات التاريخية بطيئة وواضحة المعالم بحيث ويمكن التنبؤ بالمستقبل وفق معطيات واضحة، اليوم هذه الصيغة تتغير فالتحولات في عالم السرعة البشرية يصعب اللحاق بها أو حتى التنبؤ بمستجداتها.
أوروبا التي تقف أمام صدمات تاريخية كبرى تبحث بعمق وسائل تمكنها من التكيف وإلا سوف تتهاوى في مقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخاصة عندما يشعل تغير المناخ أزمة التصحر ويدفع ذلك سكان بعض دول أوروبا إلى الهجرة التي ستعمل بالتأكيد على الإخلال بالمنحنى الخاص بالسكان وستكون الآثار المنتظرة ظهور انحراف معياري شديد في المنحنى السكاني، كل هذه المعطيات والأسئلة المقلقة لأوروبا يصاحبها اليوم حاجة أوروبية من أجل بذل الجهود للحصول على حلول تساهم في إدارة وقيادة هذه التحولات بشكل صحيح.
أوروبا بحاجة ماسة إلى تعديل مسارها وهي بحاجة إلى شراكة واسعة مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة الدول الغنية، فحركة التاريخ لن تمهل أوروبا كثيراً، وأصبحت الحاجة واضحة إلى أن تعترف أوروبا أنها تقف أمام خيارات وحيدة من الشراكات مع مساحات جغرافية جديدة في العالم، موقع أوروبا السياسي أصبح عرضة للتغير التدريجي، ولم تعد أوروبا قادرة على تحمل الأزمات السياسية كما في أوكرانيا، قد تفاجئنا الأرقام في أوروبا بتنامي الهجرة العكسية وقد نجد الكثير من الأوروبيين وبشكل ملفت للنظر يبحثون عن بلدان بعيدة عن أوروبا بحثا عن العمل وعن فرص جديدة للحياة ودول الخليج تحديدا هي أحد البقع الجغرافية المؤهلة لذلك.
إذا أوروبا تواجه أزمة وتحديات فعلية وإذا كانت بحاجة إلى مهارات اقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة فهي قبل كل ذلك بحاجة إلى مهارات سياسية في كيفية تعاملها وإعادة التفكير في تحالفاتها، ويبدو أنه أصبح على الأوروبيين أن يتعاملوا مع مرحلة جديدة من البناء السياسي لقارتهم، وخاصة مع الشرق الأوسط الذي شهد علاقات أوروبية امتدت على مدى قرون حيث استطاعت أوروبا أن تكون الفاعل الرئيس في هذه المنطقة بلا منازع لسنوات طويلة من الزمن.
المهارات السياسية الأوروبية عليها أن تستعد للتحولات التي يدفعها نحوهها الشرق الأوسط وخاصة أن معطيات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت ظاهرة، فعالم اليوم والثورة الرقمية تتطلب تغييراً جذريا في المهارات السياسية الأوروبية، العالم اليوم يمر عبر نفق المساوات فلم يعد هناك عالم أول وعالم ثانٍ، هناك عالم يتميز بأنه يحمل أفقاً مفتوحاً نحو التطور وفرصة لكل الدول الساعية إلى تحقيق التقدم، وذلك لسبب بسيط هو أن الثورة التقنية غيرت معادلة القوى في العالم وستغير في معايير ومهارات السياسات الدولية حيث لم تعد المهارات السياسية محتكرة لدول دون أخرى.




http://www.alriyadh.com/1982409]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]