المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نشهد «صحافة مناخ» سعودية؟



المراسل الإخباري
11-14-2022, 04:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
أجزم فعليًا بضرورة الاهتمام بتنمية الكوادر في «صحافة المناخ» القادرة على صناعة القصص الإخبارية، وربط الرأي بمخاطر تغير المناخ، وتفسير القرارات على حياة الناس اليومية، وشرح تأثير الأضرار المناخية على الاقتصاد الوطني، ومدى ارتباط الإجراءات المناخية المحلية بمستقبل الناس..
تتفاعل في الغالب الممارسات المهنية الصحافية وتتكيف مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بل حتى مع التحديات والتغييرات المناخية، ومؤخرًا شهد المجتمع الدولي انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27)، بمدينة مدينة شرم الشيخ المصرية، وإقامة القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر لقادة العالم برعاية وحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبالشركة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وفي السنوات الخمس الأخيرة تعاظمت مسألة تحديات التغييرات المناخية، بل تم إدراجها ضمن ملفات الأمن القومي للدول، وتجاوزت بفكرتها مسألة "الأجواء" إلى مسألة "الوجود والبقاء" للبشرية جمعاء.
من خلال المراقبة المهنية التطويرية، شهدنا في العام الجاري (2022) عقدت عشرات البرامج والورشة التدريبية لتأهيل الصحافيين على الممارسات المهنية الاحترافية لـ "صحافة المناخ"؛ للتعاطي بشكل دقيق مع هذه المسألة بشكل مهني؛ ليس من أجل إيصال الرسائل الاتصالية للرأي العام من القمم والاجتماعات والمبادرات المناخية العالمية، بل لصناعة توجهات مختلفة في طريقة التغطية الإعلامية بشكل مُستدام.
ما يزال عالمنا العربي بحاجة إلى تكثيف التدريب من المؤسسات الصحافية والتدريبية، والاهتمام بتأهيل الكوادر على مفاهيم وتقنيات "صحافة المناخ"؛ لأن المسألة كما قلت أبعد من كونها مرتبطة بالتغييرات المناخية؛ بل تدخل ضمن مسار تكاملي يرتبط بـ"الاقتصاد الأخضر" و"التمويل الأخضر"، ومواجهة الكوارث البيئية المحتملة مما يحدث في الكرة الأرضية، واستيعاب أبعاد المسألة وتأثيراتها المدمرة على الكيان البيئي، السؤال المركزي بعد كل هذا هو: ما وضعنا كمؤسسات إعلامية سعودية من الممارسات الإعلامية من هذه الصحافة المتخصصة؟ سأعود للإجابة عنه بشكل مركز.
من المبادرات الإيجابية التي يمكن الإشارة لها في هذا الموضوع الورشة التدريبية التي قدمها "منتدى باميلا هوارد لتغطية الأزمات العالمية"، الذي أطلقه المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) بالشراكة مع شبكة الصحفيين الدوليين (IJNet) التابعة له، تحت عنوان "أفضل الممارسات لتغطية قمة المناخ (COP 27)"، حيث كان التفاعل معها واسعاً افتراضيًا وقدمت رؤية مهنية يمكن لأصحاب مهنة البحث عن المتاعب الاستناد عليها في تغطياتهم المستقبلية للمنتديات المناخية.
تبذل الحكومة السعودية جهودًا مكثفة عند التعامل مع تحديات "التغير المناخي"، وذلك من خلال مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، كونها قائمة على إطلاق البرامج والمبادرات التنفيذية وإصدار التشريعات اللازمة، لذلك من المهم على مؤسساتنا الصحافية والتدريبية، والجهات الحكومية ذات الصلة، تقديم البرامج التدريبية المتخصصة؛ لتوسيع مسار التعاطي الإخباري المناخي، والتأهيل المهني لكوادرنا الوطنية في مختلف المنصات الإعلامية على "صحافة المناخ" المُتخصصة.
أجزم فعليًا بضرورة الاهتمام بتنمية الكوادر في "صحافة المناخ" القادرة على صناعة القصص الإخبارية، وربط الرأي بمخاطر تغير المناخ، وتفسير القرارات على حياة الناس اليومية، وشرح تأثير الأضرار المناخية على الاقتصاد الوطني، ومدى ارتباط الإجراءات المناخية المحلية بمستقبل الناس، مثل تحول الطاقة والزراعة المستدامة، فضلًا عن تبيان دور الدول الكبرى في الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول النامية؛ لمنع تدهور حالة المناخ وعلاقة اتفاقية تغير المناخ باتفاقيتي التنوع البيولوجي والتصحر، وغيرها الكثير من القصص ذات الزوايا الإنسانية.
وانطلاقًا مما من الطرح السابق أوصي -كمقترح- المركز الوطني للأرصاد (NCM)، أو غيره من الجهات الحكومية ذات الصلة، بتبني مثل هذه المبادرات المهنية ذات القيمة المضافة، بالتعاون مع سبيل المثال مع "هيئة الصحفيين السعوديين"، أو المراكز التدريبية الإعلامية، تأهيل مواهبنا الإعلامية الوطنية في "صحافة المناخ"، والتي سينعكس دورها على الأداء الإعلامي السعودي بدرجة كبيرة، بالتماشي مع تطلعات القيادة الرشيدة، التي أضحت من الدول العالمية الرائدة في مكافحة التغيرات المناخية.
على المستوى الوطني نحن بحاجة اليوم أكثر من أي مضى لتفعيل الإطارات الإعلامية الوطنية في التعاطي مع مسألة المناخ، ولتكن جائزة سنوية تحت مسمى "جائزة التميز الإعلامية في صحافة المناخ"؛ لأننا سندرك حينها مدى أهمية أن يكون الإعلام شريكًا رئيسًا في هذا الجانب.. دمتم بخير.




http://www.alriyadh.com/1982410]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]