المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسم الرياض من زاوية أخرى



المراسل الإخباري
11-15-2022, 06:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
موسم الرياض أداة قوية جداً وناعمة جداً حركت بذكاء كل تلك العوامل من أجل الصالح العام على المستوى المحلي والدولي فالأمر لا يتوقف على حفلات غنائية ولا مسرحيات ولا مطاعم ومدينة ملاهٍ؛ فهو شكل جديد نقدم به أنفسنا لنا أولاً وللآخر ثانياً..
كل فعل تسبقه فكرة، كل الاختراعات بدأت بفكرة تبدأ بسؤال كيف، لماذا، ماذا لو؟ وكذلك الأحلام والخطط والأهداف حتى تغير المجتمعات يبدأ حين يكبر السؤال لماذا أو كيف؟ موسم الرياض هو إجابة عن أسئلة كثيرة تتردد في العقول لسنوات اختلط فيها الحلم بالخوف واليأس بالأمل ولكنه في النهاية حدث لم ولن يكون موسم الرياض مجرد وسيلة للترفيه أو الجذب السياحي أو انتظار المردود الاقتصادي فهو أولاً عامل من عوامل كثيرة تسهم في تغير المجتمعات عادة بعضها اقتصادي وفكري وديني وسياسي وثقافي.
موسم الرياض هو شكل من أشكال ثورة العقول الدافعة لتقديم فكر مختلف تتضامن فيه عوامل مشتركة، فإذا تحدثنا عن العامل الديني فنحن نعرف أنه أساس قام عليه الوطن وامتد تاريخه به وبالمحافظة على قدسيته وقدسية الدستور القرآني الذي أخضعه بعضهم في فترة ما لاختلاق دين لا نعرفه حين استلوا العلم من القرآن وألبسوه ثوب الجهل أو التجاهل، وفي الوقت نفسه ألبسوا جهلهم بالعلم الذي يقدمه القرآن للناس.
وإذا كان الدين هو بوصلة المجتمعات، فقد مر علينا زمن كنا نعلم فيه بأن هناك من عبث بهذه البوصلة فصارت تشير إلى اتجاه سياسي خطير، وقتها كان مؤشر هذه البوصلة يترنح ولا يكاد يثبت بسبب اضطراب من يحملونها، ففي خطة ما حرموا كل شيء وفي أخرى حللوا كل شيء بعد أن ضاقت بهم وعليهم السبل بسبب الاختناق الذي سببوه للمجتمع كل مرة يتغير اتجاههم كان يرغمون الناس عليه بطريقة أو أخرى ليجعلوا الناس (لا يتفكرون) كما أمرهم القرآن ولا يتعايشون كما حثهم ولا يتعلمون كما وجههم. وعندما جاء وقت التغيير على المستويين الثقافي والسياسي داخلياً وخارجياً سقطت الأقنعة بفعل القانون الداخلي والدبلوماسية الخارجية فلا تقدم بلا قانون ولا علاقات سياسية بلا دبلوماسية قوية وواضحة تظهر قوتها من الداخل للخارج وتميزها تلك القوة التي تنعكس على الداخل بكل وضوح.
موسم الرياض أداة قوية جداً وناعمة جداً حركت بذكاء كل تلك العوامل من أجل الصالح العام على المستوى المحلي والدولي فالأمر لا يتوقف على حفلات غنائية ولا مسرحيات ولا مطاعم ومدينة ملاهٍ؛ فهو شكل جديد نقدم به أنفسنا لنا أولاً وللآخر ثانياً، فحين أسمع الإشادة والانبهار على ألسنة كثير من الإعلاميين والكتاب والسياسين والفنانين من الدول الأخرى أدرك أنهم لا يقصدون الديكورات والإضاءات أو عوامل الإبهار الأخرى فالمقصود غالباً هو الإنسان السعودي أياً كان مكانه في هذا الموسم مفكر ومخطط يعمل كجندي مجهول أو بارز أو حتى ذلك النادل في المطعم وتلك المتطوعة للتنظيم أو ذلك المطرب أو العازف فكلهم يعبرون عن الإنسان السعودي الذي يقف باقتدار في كل مكان؛ هذا الإنسان ليس جديداً على العالم وإن بدا كذلك فهو ذات الإنسان الذي قيدته عوامل أخرى مقنعة في السابق وعندما سقطت برز بكل ما فيه من قوة ووعي وجمال معرفي ليقول ها أنذا وهذا وجهي الحقيقي.
موسم الرياض وشتاء طنطورة وغيرهما من المحافل أدوات تكاتفت فيها كل عوامل تغير المجتمعات لتقدمنا إلى العالم بصورة لم يعهدها منا ولكنها موجودة بداخلنا.
في بدايات عام 2016 كانت ابنتي تعمل في دبي عند مؤسسة خاصة يملكها شخص يحمل جنسية أجنبية وينتمي في الأصل لدولة مسلمة، هذه المؤسسة كانت تقدم خدمات الاستشارات الوظيفية لكثير من الجهات الأخرى داخل الإمارات وخارجها وكان لهم بالطبع تعاملهم مع السعودية وكلفت ابنتي بالتواصل معهم وقال لها مديرها يوماً عندما تتعاملين مع السعوديين ستجدين أن تعامل بعضهم ينبئك عن أسباب التطور البطيء للسعودية وهناك من سيجعلك فخورة بأنك سعودية، ولا أدري لماذا سجلت هذه العبارة في هاتفي حتى هذه اللحظة هل لأن نصفها الأول أزعجني أو بسبب النصف الآخر منها، ولكني أرجح الأول، ولم يمضِ سوى القليل من الوقت بعد سماعي لتلك العبارة حتى أعلنت السعودية خطة رؤية المملكة 2030. حينها تدفقت الحياة في كل القنوات وتسارعت الأحداث وتمددت الإنجازات وتفجرت الطاقات البشرية بأجمل وأبهى قوة لتحرك كل ما ينطق باسم المملكة العربية السعودية ونراه اليوم في كل مجال.
اليوم أتمنى لو قابلت ذلك الرجل لأسأله ما رأيك بما حدث ويحدث؟ ليس لأهمية ذلك الشخص بل لأهمية الأحداث والتغيرات.




http://www.alriyadh.com/1982618]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]