المراسل الإخباري
11-15-2022, 06:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تعرضت في المقال السابق لسيرة ستيف جوبز الذاتية التي وثقها والتر إيزاكسون وتحدثت عن عبقرية جوبز والثمن القاسي الذي دفعه ثمناً لها. الكتاب ممتع جداً ومليء بالكثير من الدروس التي تستحق التأمل خصوصاً عند ربط تلك السيرة التي وثقت بدايات ثورة الاتصال الاجتماعي بما نعيشه الآن.
ستيف جوبز هو أحد الآباء المؤسسين للحاسبات الشخصية والهواتف الذكية التي انطلقت منها ثورة اتصالية غيرت شكل حياة البشر الاجتماعية بشكل لم يعهده الإنسان في تاريخه؛ وبالتالي لفت انتباهي في أحد مقاطع الكتاب الحديث عن الحقبة التي ولدت فيها الحاسبات الشخصية. في تلك الفترة كان "الهيبيون" يرون التكنولوجيا كتهديد ونذير شؤم، وأداة سيطرة يستخدمها الحكام ضد الشعوب وأن البنتاغون وأصحاب النفوذ هم من قاموا بصناعتها، حيث حذر المؤرخ لويس ممفورد من أن أجهزة الحاسب تسلبنا حرياتنا وتدمر القيم الداعمة للحياة؛ لكن بحسب والتر، فقد لاح التغيير في أوائل السبعينات؛ ففي تلك الفترة كتب جون ماركوف في دراسة له أن الحاسبات انتقلت من حالة الرفض باعتبارها أداة تتحكم بها الحكومات في الشعوب إلى التقبل والاعتناق، وباتت رمزاً لتحرير الفرد وأداة لحرية التعبير.
الواقع أنه بعد تلك العقود الطويلة وبعد نضج تكنولوجيا التواصل نستطيع القول: إن ما كتبه ماركوف صحيح إلى حد كبير، فمنصات التواصل أظهرت قدرة هائلة على كسح كل الوسائل التقليدية في تلقي المعلومات، وأصبح الكل يتحدث عن كل شيء إلى الحد الذي وصلنا فيه إلى فوضى عارمة في صناعة المحتوى والأخبار والمعلومات وغيرها.
اليوم لا يمكن القول إن تلك الثورة الاتصالية التي بدأت إرهاصاتها في ذلك الوقت بذريعة إعطاء الكل حرية التعبير كانت إيجابية أو سلبية في المجمل، ورغم أن لهذه العملية الاتصالية الجديدة الكثير من الجوانب الإيجابية خصوصاً في تعزيز الترابط البشري "بمفهومه العالمي"، ولفت الانتباه لقضايا لم نكن لنعرف عنها لولا هذه المنصات ورفع الظلم والتكاتف في وقت الكوارث وسهولة إيصال المعلومات والتعليمات وغيرها، إلا أنها أيضاً أحدثت كشطاً في النسيج الاجتماعي وجاءت بالكثير من التغيير الهادر المخيف الذي أظهر أسوأ ما في الطبيعة البشرية وأصبحت الآن أجيال جديدة تعيش مخاضاً قيمياً وأخلاقياً قد ينتج عنه شكل جديد من تعاطي البشر مع بعضهم البعض.
تذكرت ما قرأته في سيرة ستيف جوبز ومراحل ولادة هذه الثورة في السبعينات وأنا أقرأ تغريدات المالك الجديد لمنصة تويتر إيلون ماسك وهو يعد بمستوى جديد من حرية التعبير وتغيير منهجية القمع التي مارستها الإدارة السابقة، بحسب تعبيره، لكن يظل السؤال حول ما ستجلبه الحرية المطلقة لإحدى أهم منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن رأينا ما أحدثته حرية التعبير غير المنضبطة على مدى العقد الماضي.
http://www.alriyadh.com/1982621]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ستيف جوبز هو أحد الآباء المؤسسين للحاسبات الشخصية والهواتف الذكية التي انطلقت منها ثورة اتصالية غيرت شكل حياة البشر الاجتماعية بشكل لم يعهده الإنسان في تاريخه؛ وبالتالي لفت انتباهي في أحد مقاطع الكتاب الحديث عن الحقبة التي ولدت فيها الحاسبات الشخصية. في تلك الفترة كان "الهيبيون" يرون التكنولوجيا كتهديد ونذير شؤم، وأداة سيطرة يستخدمها الحكام ضد الشعوب وأن البنتاغون وأصحاب النفوذ هم من قاموا بصناعتها، حيث حذر المؤرخ لويس ممفورد من أن أجهزة الحاسب تسلبنا حرياتنا وتدمر القيم الداعمة للحياة؛ لكن بحسب والتر، فقد لاح التغيير في أوائل السبعينات؛ ففي تلك الفترة كتب جون ماركوف في دراسة له أن الحاسبات انتقلت من حالة الرفض باعتبارها أداة تتحكم بها الحكومات في الشعوب إلى التقبل والاعتناق، وباتت رمزاً لتحرير الفرد وأداة لحرية التعبير.
الواقع أنه بعد تلك العقود الطويلة وبعد نضج تكنولوجيا التواصل نستطيع القول: إن ما كتبه ماركوف صحيح إلى حد كبير، فمنصات التواصل أظهرت قدرة هائلة على كسح كل الوسائل التقليدية في تلقي المعلومات، وأصبح الكل يتحدث عن كل شيء إلى الحد الذي وصلنا فيه إلى فوضى عارمة في صناعة المحتوى والأخبار والمعلومات وغيرها.
اليوم لا يمكن القول إن تلك الثورة الاتصالية التي بدأت إرهاصاتها في ذلك الوقت بذريعة إعطاء الكل حرية التعبير كانت إيجابية أو سلبية في المجمل، ورغم أن لهذه العملية الاتصالية الجديدة الكثير من الجوانب الإيجابية خصوصاً في تعزيز الترابط البشري "بمفهومه العالمي"، ولفت الانتباه لقضايا لم نكن لنعرف عنها لولا هذه المنصات ورفع الظلم والتكاتف في وقت الكوارث وسهولة إيصال المعلومات والتعليمات وغيرها، إلا أنها أيضاً أحدثت كشطاً في النسيج الاجتماعي وجاءت بالكثير من التغيير الهادر المخيف الذي أظهر أسوأ ما في الطبيعة البشرية وأصبحت الآن أجيال جديدة تعيش مخاضاً قيمياً وأخلاقياً قد ينتج عنه شكل جديد من تعاطي البشر مع بعضهم البعض.
تذكرت ما قرأته في سيرة ستيف جوبز ومراحل ولادة هذه الثورة في السبعينات وأنا أقرأ تغريدات المالك الجديد لمنصة تويتر إيلون ماسك وهو يعد بمستوى جديد من حرية التعبير وتغيير منهجية القمع التي مارستها الإدارة السابقة، بحسب تعبيره، لكن يظل السؤال حول ما ستجلبه الحرية المطلقة لإحدى أهم منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن رأينا ما أحدثته حرية التعبير غير المنضبطة على مدى العقد الماضي.
http://www.alriyadh.com/1982621]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]