المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمير عبدالعزيز بن سلمان: سَنُسائِل العالم‬



المراسل الإخباري
11-16-2022, 04:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المملكة وعبر مبادرات "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" في مواجهة تغيرات المناخ توصل رسائلها العملية للمجتمع الدولي، فهي تؤكد على دورها في الحياد الكربوني والبيئة، وتقدم أكثر مما تقدمه الدول الغربية التي عادت لاستخدام الفحم الذي يشكل مخاطر أكبر من الوقود الأحفوري وأن نسب الانبعاثات الكربونية من الولايات المتحدة وأوروبا أكبر بكثير من دول الشرق الأوسط..
كل شعارات وغوغائيات حماية المناخ سقطت في اختبار أوكرانيا، النجاح الوحيد الذي برز هو نجاح الدول التي طبقت نصيحة المملكة العربية السعودية بالتحول التدريجي والاستثمار الجاد في الطاقة المتجددة، وبسبب ذلك اُتِهمت بأنها تدافع عن النفط وتضر بمستقبل البشرية‬!
جاء في ذلك ما صرّح به وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان على هامش قمة المناخ كوب 27 في مصر: "إن العالم كان يأمل في أن "يُمثّل" بالسعودية باعتبارها أكبر مصدر للنفط، سنسائل (دول) العالم عما يقدمونه، لأننا نريد من الآخرين مضاهاتنا وتوجيه أموالهم لدعم القضايا التي يتشدقون بها"!
معلومٌ أن الطاقة المتجددة أو ذات المصادر الطبيعية أقل ضررا وأقل فاعلية هذا التناسب الطردي يجعل العالم غير مؤهلٍ حالياً للاعتماد الكلي أو النصفي حتى عليه نظرا لقلة فاعليته وأيضا كلفة تأسيسه بالإضافة إلى الأراضي الشاسعة التي يجب أن تكون خالية من أجل إقامة مشروع واحد عليه.
"انظروا إلى من كان يعطينا محاضرات تلو الأخرى عن حجم الانبعاثات، ما هو معدل انبعاثاتهم الآن!" بهذه الكلمات المفحمة يستمر الأمير عبدالعزيز بن سلمان‬ في إلجام المتشدقين بحجج المناخ المزعومة وأن أهدافهم سياسية وليست لمصلحة البشرية أبدا وبحجة المناخ.
ولذلك المملكة وعبر مبادرات "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" في مواجهة تغيرات المناخ توصل رسائلها العملية للمجتمع الدولي، فهي تؤكد على دورها في الحياد الكربوني والبيئة، وتقدم أكثر مما تقدمه الدول الغربية التي عادت لاستخدام الفحم الذي يشكل مخاطر أكبر من الوقود الأحفوري وأن نسب الانبعاثات الكربونية من الولايات المتحدة وأوروبا أكبر بكثير من دول الشرق الأوسط، وأن هذه الدول هي من ساهمت في حدة التغير المناخي بالعالم.
إن تغير المناخ حالة طوارئ عالمية، تتطلب حلولا منسقة على جميع المستويات وتعاونا لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، والتي أسفرت التوصل إلى إحدى أهم الاتفاقيات الدولية منذ نهاية الحرب الباردة، هذا ولأول مرة في تاريخ البشرية يتخذ المجتمع الدولي وعودا وتعهدات ملزمة قانونا، لمواجهة أحد أكبر التحديات البشرية للوصول إلى الحياد الصفري، ونظرا لأن التحديات التي نواجهها بطبيعتها عالمية، يتطلب تحقيقها رؤية مشتركة وحلولا منسقة بسياسات ومسؤوليات مشتركة بشأن المناخ لعقود قادمة.
فقد ساهمت سياسات المناخ في إدراك الدور الذي تلعبه المصالح السياسية والاقتصادية المؤثرة في وضع المعايير، وطريقة فرضها لتعزيز معاييره الصناعية على المجتمع الدولي، وتركيز جهوده في معالجة تغير المناخ لحشد السياسات على التدابير التي يمكنها أن تحد من الوقود الأحفوري فقط وإنهائه في نهاية المطاف، وتشديد سياسة خفض الانبعاثات على البلدان النامية بما يؤثر على نموها الاقتصادي، والتي تمثل تهديدا لأهم مصادر الدخل القومي للدول النامية، وعلى ضوء هذه المخاطر التي تستهدف مقدرات الشعوب وأمنها القومي التي يمارسها صانعو سياسات المناخ غير القادرين على التمييز بين الرؤى والرغبات، اتخذت المملكة زمام المبادرة وأطلقت مبادراتها المحلية والدولية التي تعزز طموحاتها وقدراتها.
ففي عام 1939م توج الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عصرا جديدا للمملكة مع تصدير أول شحنة للنفط، ومهدت أكبر تحديات عصرنا التي تواجه البشرية وكوكبنا أن نغير مسارنا من خلال دمج سياسات المناخ في الاستراتيجية الطموحة والشاملة رؤية 2030 ومدفوعة بالأهداف المناخية أطلقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، التي تجمع بين حماية البيئة وتحول الطاقة وبرامج الاستدامة ومكافحة تغير المناخ، وأعلنت عن التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060 لتكون جزءا حيويا من الحل في مواجهة أصعب تحديات هذا العصر والتي ستضمن للأجيال القادمة مستقبلا أكثر اخضرارا واقتصادا أكثر تنوعا واستدامة.
إن العالم لا يمر بأزمة مناخية فقط بل بأزمة طاقة وتحول رقمي وبتحديات لا تعرف الحدود، تتطلب طموحات وقدرات لا تعرف الحدود، نثق بأن الله قد منحنا وطنا مباركا ومنحتنا أرضها الوقود الأحفوري ومنحها موقعها أن تصبح بوابة للقارات وتحيط بها أهم المعابر المائية، ووهبنا قدرات لا تعرف الحدود للقيام بدور ريادي دولي، تراهن المملكة الآن على الهيدروجين، وتقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والسياحة، والاقتصاد الدائري، والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والبطاريات، والصناعات البحرية الخضراء، وتربية الأحياء المائية.
ختاما ثمة تساؤلات عن دور الدول الغربية ثالث أكبر ملوث في العالم، والتي تصور سياستها على أنها جهد طويل من أجل مكافحة التغير المناخي وأن تكون محايدا مناخيا بحلول 2050، والذي يشير الواقع أنه لا يزال بعيدا، حيث تعمل تكنولوجيا الهيدروجين على حماية طاقة الفحم واستنزاف مواردها المائية، وإن كان ذلك على حساب التحول للطاقة المتجددة، وقد تكون عالقة في معضلة طويلة لاستخدام الفحم وزيادة الانبعاثات، مهددا مصداقيتها كقائدة في مجال حماية المناخ ومعرضة أمن شعوبها للخطر، وهذه الظروف على الأرجح ستكون شديدة وطويلة الأمد، أو كما قال جرامشي: العالم القديم يحتضر، والعالم الجديد يكافح من أجل أن يولد، الآن هو زمن الوحوش!




http://www.alriyadh.com/1982841]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]