تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجموعة العشرين.. والمليارات الثمانية



المراسل الإخباري
11-18-2022, 05:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png عندما كانت قمة العشرين تلتئم للتو في إندونيسيا، تفاجأ المراقبون بخبر تخطي البشرية عتبة الـ8 مليارات نسمة، الأمر الذي يحمل المجموعة الثرية أعباءً أكبر في المستقبل القريب، وخاصة على صعيد تأمين الإمدادات الغذائية حتى يتفادى العالم خطر المجاعة، ونعتقد أن هذا الرقم الضخم الذي من المتوقع أن تهتز له دوائر صنع القرار، سيكون كاف جداً لإدراك عمق العلاقة بين شرايين الاقتصاد في القرية الكونية الصغيرة، والتي باتت الآن مهددة بتقطيع أوصالها بفعل انتكاسات رهيبة، ليس أقلها فشل القضاء على الجائحة رغم مرور عامين، وتداعيات الحرب الروسية التي ضربت سلاسل الإمدادات في مقتل.
في هذا السياق، يبدو دور مجموعة العشرين أساسياً في استنقاذ عالم تشكل المجموعة 65 % من سكانه، و85 % من ناتجه المحلي الإجمالي، و75 % من تجارته، وبالتالي يتعين علي هذه الدول الغنية تنفيذ خطة طريق واضحة لتأمين الإمدادات، وجعل الغذاء أرخص وأكثر وفرة، والالتزام بإنتاج المزيد من الأسمدة والبذور، وتعظيم الإمكانات التي يوفرها التعديل الوراثي، والتخلي عن هوس العالم الغني بالمواد العضوية، بينما يتوجب على الدول المنكشفة على المنتجات الغذائية القادمة من الغرب وروسيا وأوكرانيا، ومنها بعض الدول العربية، العمل على مشروع زراعي إصلاحي يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي.
كالعادة، يقتصر تمثيل العرب في مجموعة العشرين على السعودية، صاحبة المرتبة 16 بين دول المجموعة، والأهم أنها الدولة الأسرع نمواً هذا العام بين دول المجموعة بنمو 7.6 %، وقد تصل إلى 8 %، بناتج محلي إجمالي 3.8 تريليونات ريال (1.01 تريليون دولار)، وستكون المرة الأولى التي يتجاوز فيها الاقتصاد السعودي حاجز التريليون دولار، بعد أن بلغ 833.5 مليار دولار في 2021، والواقع، أن المساعدات والقروض التي قدمتها المملكة للدول الفقيرة والمنكوبة والمنظمات الدولية أعطتها ثقلا دوليا مرموقا، وقد بلغت هذه المعونات الإنسانية خلال ثلاثة عقود نحو 396 مليار ريال، وكانت آخرهم أوكرانيا التي حصلت منتصف الشهر الماضي على حزمة مساعدات من المملكة بقيمة 400 مليون دولار.
والحقيقة، أن وصول البشرية إلى محطة المليارات الثمانية يفرض على الاقتصادات الكبرى ضرورة التعاون من أجل صد خطر الأزمات المتعددة ومنها التضخم، والديون، والأوبئة، والتغير المناخي، والتحول إلى ديناميكية توفر سيولة مالية عاجلة للبلدان الضعيفة، ولسوء الحظ، فإن الحكومات الغربية تبدو زاهدة الآن في تقديم المساعدات المالية للدول الأشد فقراً، بسبب أزمة تكلفة المعيشة في أوروبا، وتراجع الشهية الشعبية المؤيدة للتعاون الدولي، وأبلغ ما يوصف به تردد بعض القادة الأوروبيين في تقديم يد العون والمساعدة أنه قصر نظر منهم لسببين، الأول أن ما تقدمه هذه الدول الغنية ليست صدقة، بل مصلحة ذاتية مستنيرة، حيث يساهم استقرار الدول الفقيرة في وقف تدفقات المهاجرين واللاجئين للقارة العجوز، وهذا مكسب كبير للأوروبيين، والثاني، أن سلاح المعونات ضرورة لاستعادة الثقة المفقودة بين الغرب ودول الجنوب، وهذا ما يعكسه تحدي الأفارقة للغرب إزاء الحرب الروسية، حيث امتنعت معظم الدول الأفريقية عن إدانة روسيا خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يعني أن اختيار الشركاء يعتمد جزئيًا على ما تقدمه الدولة الشريكة على الطاولة.




http://www.alriyadh.com/1983222]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]