المراسل الإخباري
11-22-2022, 03:48
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
في حياتي رجال يستحقون أن تمتد أعمارهم إلى الأبد لولا أن الله جعل لكل أجل كتاب، تعلمت منهم قيما وأخلاقا وأكرموني في تعاملهم واهتمامهم لأنهم من الكرام لا اللئام. عندما لمعت في رأسي فكرة المقال تذكرت والدي -رحمه الله- ومواقف كثيرة بسيطة وعميقة شكلت جزءا بارزاً في ذاكرتي وحياتي قبل وفاته وبعدها..
جعل الرجاجيل للماحي
حطوا بنا أمراض نفسية..
هذه الأغنية الشعبية التي قدمها ماجد العيسى باستعراض جديد ومختلف وانتشرت كالنار في الهشيم بمشاهدات بلغت 44 مليون مشاهدة على (يوتيوب) أحسب أنها قديمة أدتها مجموعة من النسوة الكويتيات منذ سنوات ولا أعرف من الذي كتبها، وكانت محدودة الانتشار في وقتها ولا أعرف صحة ودقة هذه المعلومات. وما يهمني في الأمر هو الوقوف عند السؤال السابق في عنوان المقال ماذا لو محي الرجال؟ ببساطة شديدة ستكون الإجابة لن تكون هناك حياة.. فالحياة خلقت لنا معاً لنتكامل وننتج ونصنع الحياة التي أرادها لنا الله عز وجل. وقد سبقني د. سعود كاتب وأشار إلى هذه الأغنية من قبل باستياء واضح كونها تدعم بوضوح ذلك الفكر الشاذ بتعميم مساوئ الرجال وغض النظر عن حسناتهم؛ الأمر الذي جعل من هذا الفكر منصة يقف عليها كل من يريد أن يشعل قضية في الجانب. وكذلك اعترض أحمد العرفج على تلك الكلمات نفسها لنفس الأسباب.
لست هنا أدعي أن المرأة لم تتعرض لكثير من العنف الفكري الذي أساء لها أولاً كما أساء للمجتمع بشكل عام وهو إرث ديني وثقافي يتناقله الناس منذ نزول آدم وحواء من الجنة، إرث عميق الجذور لا يتخلص منه إلا القليل من الناس مقارنة بالكثير منهم على مر القرون، وحتى الدين الإسلامي على ما فيه من وضوح بشأن دور المرأة والرجل في الحياة وتساويهما في التكاليف والحقوق والواجبات إلا أن تفسير البشر للنص القرآني بشكل خاطئ وخاضع لأهوائهم وكذلك تزوير نصوص نبوية (الأحاديث الموضوعة) أسهمت في تشويه دور كل منهما وحولت العلاقة بينهما إلى متسلِّط ومتسلَّط عليه! وأسهم في ذلك كثير من أهل الفكر والفلسفة سواء منهم المقتنع بفكر التسلط أو المدافع العنيف الذي يكيل الصاع صاعين ليضمن تفوقه.
حرب فكرية قديمة لم تنتهِ حتى في أكثر البلاد تقدماً كانت وما زالت المرأة تعاني من الفكر العنيف ضدها وأثره النفسي عليها فما بالك بالعنف الجسدي!
وأحسب أن الفروق الجسدية من حيث القوة العضلية والضخامة كان لها دورها أيضاً في اتساع الشق على الراقع لأن بعض المنحرفين والمرضى استغلوه الاستغلال الأمثل بوعي أو دون وعي منهم.
وبالمقابل كانت المرأة الضعيفة جسدياً تمارس بعض أنواع العنف ضد الرجل حتى العنف الجسدي؛ فكم من رجل قتل على يد امرأة، وكم من رجل أوذي نفسياً بسبب المرأة، وكم من أسرة هدمت أركانها بسبب امرأة ولأسباب تبدو ضخمة في رأسها وصغيرة في الواقع كان يمكن أن تعالج.. إن خيانة الرجل التي تؤذي المرأة لا تقل إيذاءً عن إهماله وإهمال بيتها وأولادها من أجل متع لحظية زائلة.
إن التفاصيل كثيرة جداً وكل طرف يستطيع أن يتحدث عنها لساعات طويلة؛ ولكن بالمقابل يحتاج الطرفان إلى وقفة إنصاف. والتساؤل: هل يستحق الأمر الدعاء بالمحو من على وجه الأرض كما تقول تلك الكلمات.. أنا كامرأة آذتني جداً، ففي حياتي رجال يستحقون أن تمتد أعمارهم إلى الأبد لولا أن الله جعل لكل أجل كتاب، تعلمت منهم قيما وأخلاقا وأكرموني في تعاملهم واهتمامهم لأنهم من الكرام لا اللئام. عندما لمعت في رأسي فكرة المقال تذكرت والدي -رحمه الله- ومواقف كثيرة بسيطة وعميقة شكلت جزءا بارزاً في ذاكرتي وحياتي قبل وفاته وبعدها. صور لا تنسى منها صورته وهو يلف على عدة مدارس ليأخذني وأخواتي واحدة بعد أخرى في عز الحر وشدة البرد من مدارسنا، وما تزال صورته وهو يجمع غترته البيضاء كاملة فوق رأسه ليشعر بشيء من البرودة حين يبعدها عن رقبته وهو ينتظرنا بالسيارة أمام المدرسة تحت وهج الشمس، ولا أنسى حين يأخذنا إلى الفرع الأول لمكتبة المتنبي بالدمام لنشتري قصص المكتبة الخضراء، ولا أنسى زياراتنا المتكررة لشاطئ نصف القمر كل يوم جمعة كحال كثير من الآباء الكرام في تلك الفترة، ومنهم أيضاً كثير في أيامنا هذه ممن يعون دورهم تجاه الأهل والأبناء واحتياجاتهم الصغيرة والكبيرة.. لا أنسى صبره الطويل على إزعاجنا الصوتي المستمر في السيارة حين نذهب في أي رحلة قصيرة للتنزه.
كثيرة هي المواقف، وكبير هو الحب، وعظيم هو العطاء الذي قدموه، وما زال الرجال الكرام يقدمونه ولا يستحقون الإيذاء بتلك التفاهات وإن عدت فناً مختلفاً.
http://www.alriyadh.com/1983880]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في حياتي رجال يستحقون أن تمتد أعمارهم إلى الأبد لولا أن الله جعل لكل أجل كتاب، تعلمت منهم قيما وأخلاقا وأكرموني في تعاملهم واهتمامهم لأنهم من الكرام لا اللئام. عندما لمعت في رأسي فكرة المقال تذكرت والدي -رحمه الله- ومواقف كثيرة بسيطة وعميقة شكلت جزءا بارزاً في ذاكرتي وحياتي قبل وفاته وبعدها..
جعل الرجاجيل للماحي
حطوا بنا أمراض نفسية..
هذه الأغنية الشعبية التي قدمها ماجد العيسى باستعراض جديد ومختلف وانتشرت كالنار في الهشيم بمشاهدات بلغت 44 مليون مشاهدة على (يوتيوب) أحسب أنها قديمة أدتها مجموعة من النسوة الكويتيات منذ سنوات ولا أعرف من الذي كتبها، وكانت محدودة الانتشار في وقتها ولا أعرف صحة ودقة هذه المعلومات. وما يهمني في الأمر هو الوقوف عند السؤال السابق في عنوان المقال ماذا لو محي الرجال؟ ببساطة شديدة ستكون الإجابة لن تكون هناك حياة.. فالحياة خلقت لنا معاً لنتكامل وننتج ونصنع الحياة التي أرادها لنا الله عز وجل. وقد سبقني د. سعود كاتب وأشار إلى هذه الأغنية من قبل باستياء واضح كونها تدعم بوضوح ذلك الفكر الشاذ بتعميم مساوئ الرجال وغض النظر عن حسناتهم؛ الأمر الذي جعل من هذا الفكر منصة يقف عليها كل من يريد أن يشعل قضية في الجانب. وكذلك اعترض أحمد العرفج على تلك الكلمات نفسها لنفس الأسباب.
لست هنا أدعي أن المرأة لم تتعرض لكثير من العنف الفكري الذي أساء لها أولاً كما أساء للمجتمع بشكل عام وهو إرث ديني وثقافي يتناقله الناس منذ نزول آدم وحواء من الجنة، إرث عميق الجذور لا يتخلص منه إلا القليل من الناس مقارنة بالكثير منهم على مر القرون، وحتى الدين الإسلامي على ما فيه من وضوح بشأن دور المرأة والرجل في الحياة وتساويهما في التكاليف والحقوق والواجبات إلا أن تفسير البشر للنص القرآني بشكل خاطئ وخاضع لأهوائهم وكذلك تزوير نصوص نبوية (الأحاديث الموضوعة) أسهمت في تشويه دور كل منهما وحولت العلاقة بينهما إلى متسلِّط ومتسلَّط عليه! وأسهم في ذلك كثير من أهل الفكر والفلسفة سواء منهم المقتنع بفكر التسلط أو المدافع العنيف الذي يكيل الصاع صاعين ليضمن تفوقه.
حرب فكرية قديمة لم تنتهِ حتى في أكثر البلاد تقدماً كانت وما زالت المرأة تعاني من الفكر العنيف ضدها وأثره النفسي عليها فما بالك بالعنف الجسدي!
وأحسب أن الفروق الجسدية من حيث القوة العضلية والضخامة كان لها دورها أيضاً في اتساع الشق على الراقع لأن بعض المنحرفين والمرضى استغلوه الاستغلال الأمثل بوعي أو دون وعي منهم.
وبالمقابل كانت المرأة الضعيفة جسدياً تمارس بعض أنواع العنف ضد الرجل حتى العنف الجسدي؛ فكم من رجل قتل على يد امرأة، وكم من رجل أوذي نفسياً بسبب المرأة، وكم من أسرة هدمت أركانها بسبب امرأة ولأسباب تبدو ضخمة في رأسها وصغيرة في الواقع كان يمكن أن تعالج.. إن خيانة الرجل التي تؤذي المرأة لا تقل إيذاءً عن إهماله وإهمال بيتها وأولادها من أجل متع لحظية زائلة.
إن التفاصيل كثيرة جداً وكل طرف يستطيع أن يتحدث عنها لساعات طويلة؛ ولكن بالمقابل يحتاج الطرفان إلى وقفة إنصاف. والتساؤل: هل يستحق الأمر الدعاء بالمحو من على وجه الأرض كما تقول تلك الكلمات.. أنا كامرأة آذتني جداً، ففي حياتي رجال يستحقون أن تمتد أعمارهم إلى الأبد لولا أن الله جعل لكل أجل كتاب، تعلمت منهم قيما وأخلاقا وأكرموني في تعاملهم واهتمامهم لأنهم من الكرام لا اللئام. عندما لمعت في رأسي فكرة المقال تذكرت والدي -رحمه الله- ومواقف كثيرة بسيطة وعميقة شكلت جزءا بارزاً في ذاكرتي وحياتي قبل وفاته وبعدها. صور لا تنسى منها صورته وهو يلف على عدة مدارس ليأخذني وأخواتي واحدة بعد أخرى في عز الحر وشدة البرد من مدارسنا، وما تزال صورته وهو يجمع غترته البيضاء كاملة فوق رأسه ليشعر بشيء من البرودة حين يبعدها عن رقبته وهو ينتظرنا بالسيارة أمام المدرسة تحت وهج الشمس، ولا أنسى حين يأخذنا إلى الفرع الأول لمكتبة المتنبي بالدمام لنشتري قصص المكتبة الخضراء، ولا أنسى زياراتنا المتكررة لشاطئ نصف القمر كل يوم جمعة كحال كثير من الآباء الكرام في تلك الفترة، ومنهم أيضاً كثير في أيامنا هذه ممن يعون دورهم تجاه الأهل والأبناء واحتياجاتهم الصغيرة والكبيرة.. لا أنسى صبره الطويل على إزعاجنا الصوتي المستمر في السيارة حين نذهب في أي رحلة قصيرة للتنزه.
كثيرة هي المواقف، وكبير هو الحب، وعظيم هو العطاء الذي قدموه، وما زال الرجال الكرام يقدمونه ولا يستحقون الإيذاء بتلك التفاهات وإن عدت فناً مختلفاً.
http://www.alriyadh.com/1983880]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]