المراسل الإخباري
11-22-2022, 03:48
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في منتصف عام 2019 زرت عاصمة كوريا الجنوبية سيئول في رحلة عمل، قابلت خلال الرحلة رجلاً مسناً يدعى "عبدالله لي" وهو من جيل الكوريين الذين عملوا في المملكة خلال الثمانينات، كان الرجل سعيداً جداً بلقاء الوفد السعودي؛ يتنقل بينهم وهو يروي بكل حب وشغف ذكرياته في المملكة وكيف شكلت تلك الحقبة علامة فارقة في دعم الاقتصاد الكوري.
قبل ذلك بعشر سنوات زرت سيئول بدعوة من عمدة المدينة، كنت ضمن مجموعة من صحفيي منطقة الشرق الأوسط الذين دعتهم كوريا الجنوبية للاطلاع على تجربتها مع التنمية، الرحلة بكل تفاصليها كانت ساحرة ومدهشة، رأينا قدرة الإنسان الهائلة عبر العمل الاستراتيجي والالتزام، على صنع المعجزات؛ إذ تحولت كوريا الجنوبية من اقتصاد قائم على الزراعة في الستينات، إلى أحد أهم اقتصادات العالم ووجهة ولادة للعقول المبدعة خصوصاً في مجال التكنولوجيا. المذهل في قصة كوريا الجنوبية هو إمكانية المقارنة السهلة بينها وبين جارتها الشمالية، كلا الشعبين قدما من ثقافة واحدة، الجنوبيون انطلقوا نحو المستقبل، في حين مازال يقبع الشماليون في الماضي، والفرق بينهما في كفاءة القادة.
في فترة الثمانينات كان عشرات الآلاف من الكوريين يتوافدون على المملكة. عملوا على إنشاء وتشييد مشاريع كبرى، ومازالت تلك المشاريع تشهد على كفاءتهم ودقتهم وإخلاصهم في العمل. خلال تلك الفترة تكونت الكثير من الروابط بينهم وبين الشعب السعودي. وكان السعوديون يكنون لهم الكثير من الاحترام خصوصاً بعد أن رأوا تفانيهم في العمل. يذكر المؤرخ والكاتب منصور العساف في سلسلة تغريدات بعضاً من هذه الذكريات، يقول "في بلقرن، رفض الكوريون مغادرة سكنهم قرب بلدة البضاضة دون أن يقدموا هدية لأبناء هذه البلدة الوادعة التي استقبلهم أهلها بمواجيب الكرم العربي طيلة فترة عملهم بمشاريع الطرق، فبادروا - من تلقاء أنفسهم - ببناء برج لخزان علوي يسحب الماء من أكبر بئر في البلدة ويسقي منها الأهالي" ويشير أيضاً إلى علاقة الأهالي بالكوريين، حيث رفضت سيدة في البادية أن يمد المهندس الكوري الكيابل إلى منزلها قبل أن تستضيفه وتقدم له خروفاً ليأكله مع ابنها.
بل دخل الكوريون حتى في المنتج الثقافي الشعبي، حيث يذكر العساف كيف كان الكوريون يقدمون الفزعات لأبناء الهجر والبوادي عبر إصلاح مركباتهم أو توضيب مكائنهم المتعطلة وهو ما دعا أحد "الكدادة" أن يردد أبياتاً تناقلها الناس عنه حيث يقول:
"يا سعود قرّب لنا الغوري
نبغى نتقهوى مع الكوري
اليوم وضّب مكينتنا
وقبل أمس وضّب لنا اللوري"
الكوريون حلوا ضيوفاً على المملكة على مدى أكثر من عقد من الزمان، وتركوا أثراً جميلاً جعل السعوديين يكنون لهم كل الاحترام والتقدير، ليس فقط جزاء جودة أعمالهم في المشاريع، بل إعجاباً بتفانيهم وحضارتهم ونهضتهم التي صنعوها خلال فترة وجيزة من الزمن.
الأسبوع الماضي زار سمو ولي العهد كوريا الجنوبية ووقع اتفاقيات واستثمارات ضخمة ستبني حقبة جديدة من العلاقات مع هذا البلد الجميل، وستساهم في وضع لبنة إضافية في الحراك الذي تشهده المملكة، وتؤسس لمشاريع كبرى وتنقل لنا المعرفة من بلد أثبت جدارته وكسب احترام العالم.
http://www.alriyadh.com/1983882]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
قبل ذلك بعشر سنوات زرت سيئول بدعوة من عمدة المدينة، كنت ضمن مجموعة من صحفيي منطقة الشرق الأوسط الذين دعتهم كوريا الجنوبية للاطلاع على تجربتها مع التنمية، الرحلة بكل تفاصليها كانت ساحرة ومدهشة، رأينا قدرة الإنسان الهائلة عبر العمل الاستراتيجي والالتزام، على صنع المعجزات؛ إذ تحولت كوريا الجنوبية من اقتصاد قائم على الزراعة في الستينات، إلى أحد أهم اقتصادات العالم ووجهة ولادة للعقول المبدعة خصوصاً في مجال التكنولوجيا. المذهل في قصة كوريا الجنوبية هو إمكانية المقارنة السهلة بينها وبين جارتها الشمالية، كلا الشعبين قدما من ثقافة واحدة، الجنوبيون انطلقوا نحو المستقبل، في حين مازال يقبع الشماليون في الماضي، والفرق بينهما في كفاءة القادة.
في فترة الثمانينات كان عشرات الآلاف من الكوريين يتوافدون على المملكة. عملوا على إنشاء وتشييد مشاريع كبرى، ومازالت تلك المشاريع تشهد على كفاءتهم ودقتهم وإخلاصهم في العمل. خلال تلك الفترة تكونت الكثير من الروابط بينهم وبين الشعب السعودي. وكان السعوديون يكنون لهم الكثير من الاحترام خصوصاً بعد أن رأوا تفانيهم في العمل. يذكر المؤرخ والكاتب منصور العساف في سلسلة تغريدات بعضاً من هذه الذكريات، يقول "في بلقرن، رفض الكوريون مغادرة سكنهم قرب بلدة البضاضة دون أن يقدموا هدية لأبناء هذه البلدة الوادعة التي استقبلهم أهلها بمواجيب الكرم العربي طيلة فترة عملهم بمشاريع الطرق، فبادروا - من تلقاء أنفسهم - ببناء برج لخزان علوي يسحب الماء من أكبر بئر في البلدة ويسقي منها الأهالي" ويشير أيضاً إلى علاقة الأهالي بالكوريين، حيث رفضت سيدة في البادية أن يمد المهندس الكوري الكيابل إلى منزلها قبل أن تستضيفه وتقدم له خروفاً ليأكله مع ابنها.
بل دخل الكوريون حتى في المنتج الثقافي الشعبي، حيث يذكر العساف كيف كان الكوريون يقدمون الفزعات لأبناء الهجر والبوادي عبر إصلاح مركباتهم أو توضيب مكائنهم المتعطلة وهو ما دعا أحد "الكدادة" أن يردد أبياتاً تناقلها الناس عنه حيث يقول:
"يا سعود قرّب لنا الغوري
نبغى نتقهوى مع الكوري
اليوم وضّب مكينتنا
وقبل أمس وضّب لنا اللوري"
الكوريون حلوا ضيوفاً على المملكة على مدى أكثر من عقد من الزمان، وتركوا أثراً جميلاً جعل السعوديين يكنون لهم كل الاحترام والتقدير، ليس فقط جزاء جودة أعمالهم في المشاريع، بل إعجاباً بتفانيهم وحضارتهم ونهضتهم التي صنعوها خلال فترة وجيزة من الزمن.
الأسبوع الماضي زار سمو ولي العهد كوريا الجنوبية ووقع اتفاقيات واستثمارات ضخمة ستبني حقبة جديدة من العلاقات مع هذا البلد الجميل، وستساهم في وضع لبنة إضافية في الحراك الذي تشهده المملكة، وتؤسس لمشاريع كبرى وتنقل لنا المعرفة من بلد أثبت جدارته وكسب احترام العالم.
http://www.alriyadh.com/1983882]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]