المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطلابَ ابتكارٍ أم مهارات؟



المراسل الإخباري
11-29-2022, 07:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
نحن نعيش في عالم يشجِّع التنافس، ويكافئ المميز، ويعاقب الضعيف، فالطلاب الذين يسعون إلى مهنة وليس لديهم شغف حقيقي بها، سيكونون بكل تأكيد غير سعداء أو غير ناجحين، أو كليهما معاً!..
كل تعليم في العالم يتميز بسياساته ورؤيته، وسياقه، وتتحدد غاياته بناءً على أهدافه وتطلعاته ومواهب طلابه ومعلميه والمجتمع الذي يحيط به، ويبقى فيه النظام التعليمي الديناميكي المبدع، من يحدد وضوح الهدف من التعليم؛ لأنه الأساس لتعليم وتمكين طلابنا من نجاحات المستقبل ومعايشته.
ولنبدأ معاً باختصارات البداية، وبطرح سؤالٍ أساسي.. "ما الهدف من التعليم؟"، نحن نتفق على أن طلابنا بحاجة إلى إتقان مستوى معين من المقرر الدراسي والمهارات الأساسية، ولكننا نختلف أكثر فيما يتعلق بكيفية "دمج" هذا الإتقان في التجربة التعليمية والحياتية!
وبتبسيط أكثر، قد نريد وتعليمنا أن يصبح كل طالبٍ في مرحلة الصفوف الأولية وما بعدها قارئاً كاتباً جيداً، وأن يجيد إجراء العمليات الحسابية دون استخدام آلة حاسبة، وأن يتواصل شخصياً بشكل فعّال.. وإتقان تلك "المهارات الأساسية" يتطلب الممارسة والتدريب لا شك.
واجنر، وسميث في كتابهما "إعداد طلاب عصر الابتكار.. تعليم قائم على المهارات لا المحاضرات" يريان أن الهدف الأساسي للتعليم هو تعريض الطلاب لمجموعة واسعة من الحرف والأنشطة، لمساعدتهم في تحديد شغفهم، فشغف الأطفال بالحيوانات، أو الرياضة، أو بناء الأشياء، أو الرسم، أو الغناء، أو طرح الأسئلة، أو جمع العملات.. غالباً ما يتبدد إذا لم يتحول إلى "مهارات" وكفاءات تدوم مدى الحياة.
لذا نشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن كثيراً من الطلاب يتخرجون بشهادات دراسية ووثائق اعتماد أكاديمي فقط، وأنهم يفتقرون إلى الكفاءات والمهارات اللازمة للحصول على وظائف مُناسبة في اقتصادنا المتسارع وأسواق العالم التنافسية.
قد يكون تصميم نظامُنا التعليمي يتناسب مع الثورة الصناعية قبل عقود، كما أننا نؤمن أن معظم أساليب تعليمنا الحالية لا تشجع على الإبداع وروح المبادرة والابتكار التي يحتاجها أبناؤنا في القرن الواحد والعشرين.. نتفهم ذلك ونجزم به قبل دخول "الإنترنت"؛ فكان من المنطقي فعلاً أن تركز مدارسنا على التعليم والتلقين فقط!.
أما الآن ونحن نعيش ما "بعد" ثورة المعلومات، ونُزامن ثورة البيانات الكبرى و"فرضيات" الثورة الصناعية الخامسة، فلم تعد هناك ميزة تنافسية لطلاب الحفظ والتلقين، بعدما أصبحت المعرفة سلعةً متاحةً للجميع عبر الإنترنت!.
ومن أجل المنعطف ذاته، كان من المهم إعادة النظر في تصميم التعليم وإبداع رؤية جديدة؛ لتمكن الطلاب أولاً وتسد الفجوة المتسعة بين حمل الشهادات والاحتفاء بالاعتمادات الأكاديمية وبين الكفاءات والمهارات المطلوبة في سوق العمل، بالبدء في تعليم الطلاب وتمكينهم من طرح الأسئلة الذكية، وتحليل المعلومات بدقة، وتشكيل الآراء المستقلة، والتعاون، والتواصل بفاعلية، وهذه هي "المهارات الأساسية" لأي عمل في هذا العصر.
ويتابع واجنر، وسميث، إن تنمية تلك "المهارات الأساسية" وتعزيزها هي ما يحدِّد ويقيِّم مستوى "المدارس"، حيث يخرج ملايين الأطفال كل عام من كنف نظام تعليمي يعلِّمهم ويختبرهم بشأن حفظ وفهم المواد الدراسية فقط، الأمر الذي يمكن لأي هاتف ذكي القيام به الآن، وبالتالي فإن ما نقوم به يدفعهم إلى الفشل والتعاسة والسخط الاجتماعي المستقبلي، وذلك حتماً ما يؤدي إلى افتقادنا للكفاءات العصرية الذكية، ونقص المهارات، والعجز عن الإبداع، وتراجع الاقتصاد، وتقلب الحياة الاجتماعية..
لذا نجد أن من أهم أهداف القرن الحادي والعشرين في التعليم هو إكساب الطلاب المهارات الأساسية والضرورية لإتقان أي عمل حتى يكونوا مواطنين صالحين، وإلهامهم لبذل قصارى جهدهم حتى يعيشوا في عالم أفضل، بالإضافة إلى تعزيز إدراكهم بعواطفهم وإحساسهم المتنامي بالهدف والغاية، واتجاهاتهم وشغفهم، نحن نعيش في عالم يشجِّع التنافس، ويكافئ المميز، ويعاقب الضعيف، فالطلاب الذين يسعون إلى مهنة وليس لديهم شغف حقيقي بها، سيكونون بكل تأكيد غير سعداء أو غير ناجحين، أو كليهما معاً!.




http://www.alriyadh.com/1984874]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]