المراسل الإخباري
12-10-2022, 06:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png متعب كلنا.. كلّنا
شاعرٌ عند باب الحقيقةِ يكذبُ..
أو شاعر مستحيل..!
بين الصدق والكذب علاقة وجود وتخلّق وتكاثر فكلاهما لا يكون إلا بالآخر.. ووجود ليس إلا فعلٌ ونقيض.. قائمة طويلة من المتضادّات التي يتأرجح فيها هذا الفراغ.. لنبقى في الصدق والكذب.. أجدادنا القدماء قالوا إن الجمل الخبرية فقط هي تلك التي تحتمل الصدق والكذب، والحقيقة والزيف وأشك والبرهان ثم تركونا في (إنشائياتنا) نكذب وفي كذبنا تتجمّل ثم نقنع التاريخ بكذبنا..!
على مستوى اللغة: فعلان: «صدق وكذب».. صدْقٌ وكذب.. أما الصدق فوسطه دالٌ ساكنة يفتّش جيوبها حرّاس الكلام فتمضي واثقة من تغلغل حقيقتها حتى آخر القاف..!
وأما الكذب فوسطه (ذال) ساكنة ذات حضور مراوغ، يبدو اللسان أثناءه أشبه بالمرتبك والمتوثّب للتراجع على مستوى النطق، ثم تنتهي المفردة بباء متوجسة تطبق عليها الشفتان، مخافة السقوط في المنعطف الأخير من الحقيقة..!
ومع هذا في كل زمان ومكان نقف على المنابر دون دال صادقة إلا ما شاء لنا الهوى ولكن لماذا حق لنا نحن الشعراء دون غيرنا الكذب على اعتبار أن أعذب الشعر أكذبه كما أن أكذب الشعر أعذبه كما قال أحد من كثيرين لا يثقون بنا..!
هل ثمة حقيقة أخرى يقدمها الكذبُ الذي نحترف، وهل علينا دائما أن نقول الحقيقة حينما نستأثر بما نرى، ونتفرّد فيما نشك ونرسل ما ندرك للتاريخ ولو بعد حين أعلم أنك إن الشاعر يفتح النوافذ للمتلقي لكنه لن يمنحه عينيه، لهذا ربما كان ذلك الكذب العذب قناعًا كلاميا للحقيقة حينما يكفي الشاعر الحديث عنها كذبا أو صدقا..
أقول ربما على أنني سأظل في كل زمان ومكان كُنْه هذا السحر المفرط الذي ترك الخبرَ لغنائه، والحقيقة لما تخرج به علينا، وبعد كل هذه الاستشهادات والاستدعاءت لشعراء التاريخ علينا أن تثق كثيرا كثيرا أنه لولا الشعر لما أدرك البشر على الأقل حقيقة ما هم عليه..
فاصلة..
القصيدة مذكورة في الكتاب القديم
مؤجّلة للكلام.. وآيلة للسكوتْ
القصيدة مثل الحقيقة تبكي وتضحك.. تلهو وتُنهك
تغتابُ شاعرَها في حديث البيوتْ..!
http://www.alriyadh.com/1986657]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
شاعرٌ عند باب الحقيقةِ يكذبُ..
أو شاعر مستحيل..!
بين الصدق والكذب علاقة وجود وتخلّق وتكاثر فكلاهما لا يكون إلا بالآخر.. ووجود ليس إلا فعلٌ ونقيض.. قائمة طويلة من المتضادّات التي يتأرجح فيها هذا الفراغ.. لنبقى في الصدق والكذب.. أجدادنا القدماء قالوا إن الجمل الخبرية فقط هي تلك التي تحتمل الصدق والكذب، والحقيقة والزيف وأشك والبرهان ثم تركونا في (إنشائياتنا) نكذب وفي كذبنا تتجمّل ثم نقنع التاريخ بكذبنا..!
على مستوى اللغة: فعلان: «صدق وكذب».. صدْقٌ وكذب.. أما الصدق فوسطه دالٌ ساكنة يفتّش جيوبها حرّاس الكلام فتمضي واثقة من تغلغل حقيقتها حتى آخر القاف..!
وأما الكذب فوسطه (ذال) ساكنة ذات حضور مراوغ، يبدو اللسان أثناءه أشبه بالمرتبك والمتوثّب للتراجع على مستوى النطق، ثم تنتهي المفردة بباء متوجسة تطبق عليها الشفتان، مخافة السقوط في المنعطف الأخير من الحقيقة..!
ومع هذا في كل زمان ومكان نقف على المنابر دون دال صادقة إلا ما شاء لنا الهوى ولكن لماذا حق لنا نحن الشعراء دون غيرنا الكذب على اعتبار أن أعذب الشعر أكذبه كما أن أكذب الشعر أعذبه كما قال أحد من كثيرين لا يثقون بنا..!
هل ثمة حقيقة أخرى يقدمها الكذبُ الذي نحترف، وهل علينا دائما أن نقول الحقيقة حينما نستأثر بما نرى، ونتفرّد فيما نشك ونرسل ما ندرك للتاريخ ولو بعد حين أعلم أنك إن الشاعر يفتح النوافذ للمتلقي لكنه لن يمنحه عينيه، لهذا ربما كان ذلك الكذب العذب قناعًا كلاميا للحقيقة حينما يكفي الشاعر الحديث عنها كذبا أو صدقا..
أقول ربما على أنني سأظل في كل زمان ومكان كُنْه هذا السحر المفرط الذي ترك الخبرَ لغنائه، والحقيقة لما تخرج به علينا، وبعد كل هذه الاستشهادات والاستدعاءت لشعراء التاريخ علينا أن تثق كثيرا كثيرا أنه لولا الشعر لما أدرك البشر على الأقل حقيقة ما هم عليه..
فاصلة..
القصيدة مذكورة في الكتاب القديم
مؤجّلة للكلام.. وآيلة للسكوتْ
القصيدة مثل الحقيقة تبكي وتضحك.. تلهو وتُنهك
تغتابُ شاعرَها في حديث البيوتْ..!
http://www.alriyadh.com/1986657]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]