نص جامد ونص متحرك

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لكتابة نص مسرحي تعليمي لا بد من الاستناد والارتكاز على القصة، فهي التي تبنى عليها كافة عناصر العرض المسرحي، وقد استخدم القرآن الكريم القصة كفعل له الأثر الكبير في التهذيب والتربية والترفيه وبث الفضائل والأخلاق الحميدة، قال تعالى مخاطباً نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) سورة يوسف الآية الثالثة، فمن الأمور المعروفة في مجال التربية أن القصة تستهوي الطالب المتلقي وتترك أثراً واضحاً في نفسه، وتؤكد لديه القيم المرغوب فيها من خلال مشاركته الوجدانية وتعاطفه مع أبطال القصة ومعايشته للحوار والأحداث التي تصورها، ولعل أكثر ما يثير اهتمام الطلاب الصغار، القصص التي تصور الحيوانات والطيور وتروى على ألسنتها الأهداف التربوية المراد بثها وتعليمها، فالنص المسرحي كتابة أدبية فنية مرتبطة بالمعلومة، يتناول المؤلف بفهمه وإدراكه لقواعد وقوانين وأسس الكتابة المسرحية، هذه المعلومة المراد إظهارها بما فيها من وحدات الزمان والمكان والموضوع، والنص هو شكل من أشكال التعبير عن المشاعر والأفكار والأحاسيس لدى الكاتب، إن النص في مسرح المدرسة تكون مدخلاته ومخرجاته من الواقع المدرسي بما فيه علوم ومعارف وتربية، وفي الغالب يتمحور النص المدرسي حول الموضوعات التاريخية كالمعارك الإسلامية وسيرة السلف هي الأكثر طرحاً بالمسارح المدرسية أو موضوعات منهجية تتعلق بالشؤون المدرسية بأسلوب نقدي يجمع الجد والهزل والمتعة الهادفة، وقد يحاكي النص التراث الشعبي والأسطورة القديمة وحياة الغابة كموضوعات رئيسة له، النص في المسرح التعليمي يبدأ بالتأليف والكتابة المسرحية بعدها يتحول النص إلى عرض تمثيلي درامي فوق خشبة مسرحية ويؤدي العرض التمثيلي مجموعة من الطلاب تحت إشراف معلم لديه قدرة الإخراج المسرحي، أي أن المسرح التعليمي عمل أدبي كنص جامد فوق الورق، يكون موجها للطلاب بما يناسب مراحل أعمارهم المتدرجة، ومن ثم ينتقل فوق الخشبة المسرحية إلى عرض تمثيلي درامي مبسط كنص متحرك يقدمه الطلاب الموهوبون في التمثيل أو المستهدفون من الطلاب لغرض تعليمهم، عالم الطفل في المدرسة وخارجها مختلف درامياً عن عالم المسرح للكبار، فمسرح الطفل ضمن أهدافه الرئيسة التربية بالفن، فالطفولة في العصر الحاضر قادرة على استيعاب هذه الأهداف بحكم نقاء سريرتها وصفاء قلوبها الخالية من عقد الحياة ومشكلاتها، وأي نص مسرحي للطفل يمكن أن يكون ناجعاً وفعالاً إذا ما أخذ المؤلف في اعتباره الخطوات التالية 1- المعرفة بأدب مسرح الطفل 2- النظرة التقديرية للطفل 3- التبسيط الدرامي 4- البعد عن الاستخفاف بعقلية الطفل، أخيراً وليس آخراً من أجل كسب ثقه الطفل كمبدع أو متلقي لما يقدم له، لا بد للمؤلف من الاختيار الأمثل للموضوعات التي تخاطب عقليته تعود بالفائدة وتسلية معا.
النص أو المؤلف لا بد أن يدخل إلى عالم الطفل من خلال الأسطورة، والحكاية، والأحلام، والمغامرات، والحيوان، بالإضافة إلى عالم الخيال العلمي وعالم المعلومات المستجدة، النص لا بد أن يكون تبعاً للمراحل العمرية للطفل، إذ أن مسرحية طفل الخامسة تختلف عن مسرحية طفل الثامنة. والأخيرة تختلف عن مسرحية طفل العاشرة وهكذا، يحترم فيه المؤلف القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية، وأن يكون النص مهذباً للوجدان وموقظاً للشعور بالمتعة: وهو أن الكاتب لمسرح الطفل عليه أن يبتعد عن الترميز والغموض وضبابية الطرح والإسقاطات التي قد تجعل العرض كما يبدو مسألة حسابية، ويجب أن يراعي المؤلف معيار القصر والإنجاز فتعرض المسرحية في فصل واحد أو مشاهد متنوعة قصيرة، وأن تتناغم عناصر النص مع اللغة والموضوع والعقدة مع الخصائص لمراحل الطفولة المتدرجة.




http://www.alriyadh.com/1988278]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]