تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عام الخداع.. والريمونتادا الاقتصادية



المراسل الإخباري
12-23-2022, 03:17
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png خدعنا عام 2022 حين أطل كالحمل الوديع، فاستبشرنا خيراً بتعاف اقتصادي واسع بعد انتهاء عاصفة الإغلاقات، وتوقعنا زوال عصر الخسائر المالية المروعة، وتصورنا أنه العام الأقل بشاعة من سابقيه المحملين بتبعات الجائحة، لكنه، أعطانا درساً قاسياً لن ننساه أبداً، فقد اشتعلت فيه الحرب الروسية الأوكرانية، وتنامت أعداد الجوعى والفقراء، وزال عصر الأموال الرخيصة، وتفجرت أزمات التضخم، والبطالة، والطاقة، والعقوبات، وزاد تعطل سلاسل الإمدادات وأشباه الموصلات، وتفاقمت الديون، والأدهى، أنها معضلات ستستمر معنا في عام 2023، والذي نأمل أن يشهد ريمونتادا اقتصادية تاريخية.
‏باستثناء دول الخليج التي ستحقق فوائض مالية قد تتجاوز 100 مليار دولار، فإن معظم الدول ترزح تحت عاصفة الركود، وليس من المبالغة القول بأن الاقتصاد العالمي ينزف الآن بغزارة، ومعنويات الشركات والمستهلكين والمستثمرين في الحضيض، فاختلاط ضجيج الحرب بأزمة النفط والغاز والقمح والزيوت والأسمدة يشعر دولاً عديدة بالاختناق، بينما يطلق ارتفاع الأسعار والكساد موجة واسعة من عدم اليقين، ويكفي اهتزاز الثقة بشأن تأمين سلع استراتيجية كان الكثيرون يظنون بأنها لن تتأثر بالأحداث الجيوسياسية مهما حدث، لكنها أصبحت ضحية ورهينة وورقة ضغط.
في 2022، تغيرت قناعات المستثمرين بشكل لافت، فقد تابعوا يوميات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أحدثت أكبر صدمة في أسواق السلع الأولية والمواد الغذائية منذ سبعينيات القرن الماضي، وتألموا كثيراً من ارتفاع أسعار الفائدة، وتهاوي أسعار الأسهم والسندات، ومع تضرر النمو في أكبر 3 اقتصادات عالمية، الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو، أضحى العالم موعوداً بمخاض اقتصادي بالغ الخطورة في 2023.. مخاض قد يؤدي إلى إعادة توزيع الثروات والنفوذ في نادي الأغنياء، في ظل عالم تتبدل فيه قيم العولمة وتتعثر نماذج الاقتصاد الكلاسيكية، وتتصاعد الأسعار، وتتفاقم أزمات الطاقة، وتكثر النقاشات حول اندلاع حرب عملات وشيكة، ويتحدث البعض بقوة عن مزاحمة اليوان والروبل واليورو للدولار وإقصاؤه عن عرش الهيمنة.
بالنسبة للأفراد، فإن اتباع نهج استراتيجي للحفاظ على الأموال المكتسبة بشق الأنفس أمر ضروري للغاية، لكن الأكثر أهمية في ترويض الانكماش هو توافر السيولة النقدية، ووجود دخل شهري كاف لتغطية الفواتير العائلية، فالنقد هو الإمبراطور الذي يقهر الركود، ولا شك أن أفضل استراتيجية لبناء المحافظ الاستثمارية لابد أن تعتمد على تحقيق الكفاءة في تحمل تقلبات سوق هي بالفعل خارج التوقعات، مهما حاول البعض الترويج لتوقعاته، وشخصياً، لا أتذكر أي خبير اقتصادي وصف قاع الركود في عام 2008 بكل دقة، ولهذا، من الأفضل أن يبنى التحوط ضد المخاطر على استراتيجية نهج منظم يلتزم به المستثمرون أثناء فترات الصعود والهبوط.
من الناحية العملية، يجب على المستهلكين الاهتمام بحماية هويتهم وحساباتهم البنكية أكثر من أي وقت مضى، لأن سرقة الهويات والبيانات والقرصنة في ازدياد منذ تفشي الجائحة، حيث ينشط المحتالون بشكل ملحوظ خلال فترات الركود المرتبطة عادة بارتكاب جرائم السرقة والنصب والاحتيال، ولهذا السبب، يجب التخفف قدر الإمكان من حمل بطاقات الائتمان والشيكات المعرضة للسرقة، وباَلإضافة لذلك، من الضروري للمستهلكين الإنفاق بوعي أكبر، وإعادة تقييم التكاليف الشهرية للجوال والإنترنت وتطبيقات بث الأفلام، فهذا الترشيد يدعم مركزهم المالي عند وقوع أحداث غير متوقعة.




http://www.alriyadh.com/1988870]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]