المراسل الإخباري
12-24-2022, 03:42
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في مقهى التفاصيل وارتشاف قهوة جديدة تسمى (تفاصيل).. قال صديق يعشق التفاصيل، انظر إلى هذا الشارع الجميل، إنه يجمع بين المتعة البصرية وتوفر الخدمات للمشاة وغير المشاة، ولذوي الإعاقة. انظر إلى مساحة الرصيف وما يحتويه من أشياء جمالية، المباني السكنية والمكتبية الجميلة وما يتوفر في صالات استقبالها من خدمات، عد إلى الشارع وخذ فترة راحة على المقاعد المريحة، لاحظ وجود ممرات خاصة لراكبي الدراجات، متع ناظريك بالتشجير، ابحث في الرصيف عن نفايات ستجدها مهمة صعبة، ادخل دورات المياه، ستجدها واسعة ونظيفة وتخدم احتياجات الجميع، لاحظ في الفنادق الحديثة اختفاء ورقة عدم الإزعاج أو طلب تنظيف الغرفة، سيجد المقيم زراً داخل الغرفة لطلب هذه الخدمة، المصعد لا يرحب بك إلا ببطاقة الفندق، حتى باب الممر المؤدي إلى غرفتك يطلب استخدام هذه البطاقة، حتى في طريقك عائداً من الغرفة إلى بهو الفندق تحتاج هذه البطاقة، في المطار الترحيب بالمسافرين ومقابلتهم بالابتسام، تنظيم ووضوح في الإجراءات ومعاملة صديقة ومساحات واسعة وخدمات متنوعة،
في الطائرة في هذا الزمن لا يتوفر قراءة ورقية مثلما كان في السابق، ليس أمام المسافر إلا شاشة التلفزيون أو محاولة النوم، أو إحضار كتاب ورقي والحالة الأخيرة ستكون لافتة للنظر قارئ الكتاب الورقي في الطائرة في هذا الزمن سيحظى بفضول الآخرين أو بتعليق: مسكين إنه يقرأ من كتاب!
قلت للصديق، ملاحظاتك لم تذكر وجود نفايات متناثرة في بعض الشوارع وبعض الحدائق؟ قال: ألاحظ ذلك وألاحظ أيضاً في بعض الأماكن عدم توفر حاويات للنفايات أو توفر عدد قليل في أماكن متباعدة. قلت: أين تفاصيلك عن عدم وجود كاميرات مراقبة لكشف من يشوه الحدائق بالنفايات، أو يمارس سلوك تخريب الممتلكات العامة أو يستخدم وسيلة النقل لإزعاج الناس؟ أين تفاصيلك عن القضايا العلمية والاختراعات الحديثة؟ قال: التفاصيل كثيرة وتصعب الإحاطة بها ولكل إنسان تفاصيله الخاصة به التي توجهه نحو تفاصيل مختلفة عن اهتمام الآخرين.
قلت: ما العلاقة بين كل هذه التفاصيل أو الملاحظات؟ قال: لا أدري، ربما هي متغيرات هذا العالم السريعة وهي أكبر من هذه التفاصيل، متغيرات سياسية واجتماعية وثقافية تجبر البعض على الهروب إلى التفاصيل الصغيرة بحثاً عن الهدوء والوقاية من هجمة التقليد والمظاهر والاختراعات السلوكية وليس العلمية، علينا أن نتدرب على تسليط الضوء على التفاصيل الجميلة في حياتنا دون أن نهرب من التفاصيل السلبية.
قلت: أنت قلت أنك تهرب إلى التفاصيل الصغيرة بحثاً عن الهدوء، أليست التفاصيل مزعجة؟ قال: التفاصيل تقود إلى التأمل والتفكير والمعرفة.
قلت هل يعني هذا أنك تهرب منها إليها؟ قال: ربما!
قلت: وهل يشمل ذلك التفاصيل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ قال: يفترض ذلك ولكننا في عصر السرعة نكتفي بالعناوين، أو لا نملك إلا العناوين.
قلت: ألا ترى أنك متناقض؟ قال: عليك أن تبحث عن تفاصيلي لتجد الجواب، أما التفاصيل السياسية فيصعب فهمها لأنها غامضة الوضوح وواضحة الغموض.
قال: هل من توضيح؟ قلت: ألم تقرأ أن وزير خارجية أميركا يحذر حكومة نتنياهو المقبلة من بناء مستوطنات جديدة؟ ما الفرق بين هذه التحذيرات والتحذيرات المتكررة الموجهة لإيران؟
قال: عد بنا إلى التفاصيل الجميلة لو سمحت.
قلت: سنعود.
http://www.alriyadh.com/1988960]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في الطائرة في هذا الزمن لا يتوفر قراءة ورقية مثلما كان في السابق، ليس أمام المسافر إلا شاشة التلفزيون أو محاولة النوم، أو إحضار كتاب ورقي والحالة الأخيرة ستكون لافتة للنظر قارئ الكتاب الورقي في الطائرة في هذا الزمن سيحظى بفضول الآخرين أو بتعليق: مسكين إنه يقرأ من كتاب!
قلت للصديق، ملاحظاتك لم تذكر وجود نفايات متناثرة في بعض الشوارع وبعض الحدائق؟ قال: ألاحظ ذلك وألاحظ أيضاً في بعض الأماكن عدم توفر حاويات للنفايات أو توفر عدد قليل في أماكن متباعدة. قلت: أين تفاصيلك عن عدم وجود كاميرات مراقبة لكشف من يشوه الحدائق بالنفايات، أو يمارس سلوك تخريب الممتلكات العامة أو يستخدم وسيلة النقل لإزعاج الناس؟ أين تفاصيلك عن القضايا العلمية والاختراعات الحديثة؟ قال: التفاصيل كثيرة وتصعب الإحاطة بها ولكل إنسان تفاصيله الخاصة به التي توجهه نحو تفاصيل مختلفة عن اهتمام الآخرين.
قلت: ما العلاقة بين كل هذه التفاصيل أو الملاحظات؟ قال: لا أدري، ربما هي متغيرات هذا العالم السريعة وهي أكبر من هذه التفاصيل، متغيرات سياسية واجتماعية وثقافية تجبر البعض على الهروب إلى التفاصيل الصغيرة بحثاً عن الهدوء والوقاية من هجمة التقليد والمظاهر والاختراعات السلوكية وليس العلمية، علينا أن نتدرب على تسليط الضوء على التفاصيل الجميلة في حياتنا دون أن نهرب من التفاصيل السلبية.
قلت: أنت قلت أنك تهرب إلى التفاصيل الصغيرة بحثاً عن الهدوء، أليست التفاصيل مزعجة؟ قال: التفاصيل تقود إلى التأمل والتفكير والمعرفة.
قلت هل يعني هذا أنك تهرب منها إليها؟ قال: ربما!
قلت: وهل يشمل ذلك التفاصيل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ قال: يفترض ذلك ولكننا في عصر السرعة نكتفي بالعناوين، أو لا نملك إلا العناوين.
قلت: ألا ترى أنك متناقض؟ قال: عليك أن تبحث عن تفاصيلي لتجد الجواب، أما التفاصيل السياسية فيصعب فهمها لأنها غامضة الوضوح وواضحة الغموض.
قال: هل من توضيح؟ قلت: ألم تقرأ أن وزير خارجية أميركا يحذر حكومة نتنياهو المقبلة من بناء مستوطنات جديدة؟ ما الفرق بين هذه التحذيرات والتحذيرات المتكررة الموجهة لإيران؟
قال: عد بنا إلى التفاصيل الجميلة لو سمحت.
قلت: سنعود.
http://www.alriyadh.com/1988960]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]