المراسل الإخباري
01-03-2023, 04:18
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا زلت بين حين وآخر أستمتع بالعودة لروايات أجاثا كريستي؛ وخصوصاً "جريمة في قطار الشرق السريع" و"جزيرة الموت" و"موت فوق النيل" وغيرها من روائع الكاتبة الإنجليزية الأشهر في هذا النوع من الإبداع السردي. ربما تكون هذه الزيارات الخاطفة لروايات أجاثا جزءاً من النوستالجيا والحنين للماضي الجميل، لكن في كل مرة أنتهي فيها من إحدى رواياتها، أزداد إعجاباً بهذا النوع من السرد الممتع.
الرواية البوليسية أو روايات التحري هي أحد أنواع السرد الحديثة التي يؤرخ لبداياتها في منتصف العقد التاسع عشر حيث ولد هذا الفن مع نشر قصة "جرائم شارع مورج" للأديب الأمريكي إدجار ألان بو عام 1841، ومنذ ذلك الحين أخذت في التطور إلى أن بلغت مرحلة النضج مع آرثر كونان دويل وأجاثا كريستي وغيرهما من الكتاب الذين تخصصوا في أدب الجريمة والتحريات وخلقوا شخصيات خيالية ألهمت صناعة الأفلام مثل المحقق شارلوك هولمز وهيركيول بوارو.
النفس البشرية تنزع للإثارة والتحفز لفك الغموض، ولذلك وجد هذا الفن نجاحاً كبيراً بين عشاق القراءة، وكانت متعته في فترة ما قبل الثورة الاتصالية الجديدة والبث المباشر، تعادل متعة مشاهدة الأفلام والمسلسلات، بل وجد باحثون من جامعة تورينو الإيطالية تحسناً في المزاج لدى الكثير من مرضى الاكتئاب الذين خضعوا لتجربة قراءة الروايات البوليسية بانتظام.
لكن هذا الفن الأدبي الذي شهد نهضة كبيرة في الغرب على مستوى الروائيين والكتاب وتحول إلى صناعة مهمة؛ لم يحظ باهتمام من قبل المبدعين العرب، بل لا تكاد تجد له تصنيفاً بين الكتاب والروائيين في منطقتنا باستثناء روايات الغموض والإثارة التي أبدع فيها الكتاب المصريون مثل نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، عدا عن ذلك لم يعرف هذا الفن كُتاباً كثيرين في منطقتنا العربية، ويعزو الروائي السوداني د. أمير تاج السر ذلك إلى سببين؛ الأول أن "تقنيات الكتابة في هذا الفن لا تلائم مجتمعنا أبداً، ولو كتبت لربما لن تجد قارئاً يصدقها، وبالتالي لن تكتب"، والثاني "الغطرسة الكتابية التي تنتشر لدى الكتاب العرب، من ناحية تنميق اللغة، واختراع التراكيب الغريبة في اللغة العربية".
وأضيف إلى ذلك أن هذا الفن ربما لا يجد لدى الروائي العربي الاحترام ذاته الذي تجده الفنون الكتابية الأخرى؛ ربما لأنها مرتبطة بالتسلية وتمضية الوقت، وبالتالي لا يريد أن يوصف الأديب العربي بأنه كاتب لما يسمى بـ"روايات الجيب"، وهو تصنيف مجحف لهذا النوع من الإبداع الإنساني الجميل.
http://www.alriyadh.com/1990616]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
الرواية البوليسية أو روايات التحري هي أحد أنواع السرد الحديثة التي يؤرخ لبداياتها في منتصف العقد التاسع عشر حيث ولد هذا الفن مع نشر قصة "جرائم شارع مورج" للأديب الأمريكي إدجار ألان بو عام 1841، ومنذ ذلك الحين أخذت في التطور إلى أن بلغت مرحلة النضج مع آرثر كونان دويل وأجاثا كريستي وغيرهما من الكتاب الذين تخصصوا في أدب الجريمة والتحريات وخلقوا شخصيات خيالية ألهمت صناعة الأفلام مثل المحقق شارلوك هولمز وهيركيول بوارو.
النفس البشرية تنزع للإثارة والتحفز لفك الغموض، ولذلك وجد هذا الفن نجاحاً كبيراً بين عشاق القراءة، وكانت متعته في فترة ما قبل الثورة الاتصالية الجديدة والبث المباشر، تعادل متعة مشاهدة الأفلام والمسلسلات، بل وجد باحثون من جامعة تورينو الإيطالية تحسناً في المزاج لدى الكثير من مرضى الاكتئاب الذين خضعوا لتجربة قراءة الروايات البوليسية بانتظام.
لكن هذا الفن الأدبي الذي شهد نهضة كبيرة في الغرب على مستوى الروائيين والكتاب وتحول إلى صناعة مهمة؛ لم يحظ باهتمام من قبل المبدعين العرب، بل لا تكاد تجد له تصنيفاً بين الكتاب والروائيين في منطقتنا باستثناء روايات الغموض والإثارة التي أبدع فيها الكتاب المصريون مثل نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، عدا عن ذلك لم يعرف هذا الفن كُتاباً كثيرين في منطقتنا العربية، ويعزو الروائي السوداني د. أمير تاج السر ذلك إلى سببين؛ الأول أن "تقنيات الكتابة في هذا الفن لا تلائم مجتمعنا أبداً، ولو كتبت لربما لن تجد قارئاً يصدقها، وبالتالي لن تكتب"، والثاني "الغطرسة الكتابية التي تنتشر لدى الكتاب العرب، من ناحية تنميق اللغة، واختراع التراكيب الغريبة في اللغة العربية".
وأضيف إلى ذلك أن هذا الفن ربما لا يجد لدى الروائي العربي الاحترام ذاته الذي تجده الفنون الكتابية الأخرى؛ ربما لأنها مرتبطة بالتسلية وتمضية الوقت، وبالتالي لا يريد أن يوصف الأديب العربي بأنه كاتب لما يسمى بـ"روايات الجيب"، وهو تصنيف مجحف لهذا النوع من الإبداع الإنساني الجميل.
http://www.alriyadh.com/1990616]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]