المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التسمين والتونة والعسل تنتظر الحلول



المراسل الإخباري
01-05-2023, 05:16
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
هناك تساهل عربي كبير في استخدام هرمونات النمو لأغراض التسمين، وبالأخص في الدواجن والماشية، رغم خطورتها وتأثيراتها السلبية، وأضرارها الواضحة على صحة الناس المناعية والبيولوجية والعصبية، فقد أكد المختصون الأوروبيون إمكانية تحولها إلى مواد مسرطنة، وفرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حظرا على استيرادها من أميركا وكندا منذ 1989 وحتى العام الجديد الجاري..
قبل أيام ضبطت أمانة الرياض أربعة أطنان من الأرز وضعت في مستودعين، وذكرت بأنها كانت تخضع لعملية إعادة تعبئة بمعرفة عمالة أجنبية مخالفة، وفي مكان يفتقر لأبسط الاشتراطات الصحية وتتكاثر فيه الحشرات والقوارض، وتفريغ الأرز وإعادة تعبئته يكشف عن شبهة غش تجاري واضحة، ولا يستبعد أن المتورطين في العملية كانوا يحاولون الاستفادة من حيلة أرز تشانغ الصيني، وذلك عن طريق خلط الأرز الحقيقي بأرز بلاستيكي، وإضافة معززات رائحة ونكهة تجعله يبدو طبيعياً لغير المختصين، وقد استطاع التجار الصينيون خداع العالم لأربعة أعوام بهذا الأرز الهجين، وكشفت التقارير بأن الصين أنتجت سنوياً 800 ألف طن من أرز تشــانغ الأصلي في تلك الأيام، وفي المقابل، باعت وصدرت، عن نفس الفترة، أكثر من عشرة ملايين طن، ما يعني أن 90 % من الأرز الصيني كان مغشوشا.
بخلاف ما سبق هناك تساهل عربي كبير في استخدام هرمونات النمو لأغراض التسمين، وبالأخص في الدواجن والماشية، رغم خطورتها وتأثيراتها السلبية، وأضرارها الواضحة على صحة الناس المناعية والبيولوجية والعصبية، فقد أكد المختصون الأوروبيون إمكانية تحولها إلى مواد مسرطنة، وفرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حظرا على استيرادها من أميركا وكندا منذ 1989 وحتى العام الجديد الجاري، والدولتان تصدران لحومهما إلى الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج الماشية الخالية من الهرمونات، والذي بدأ العمل عليه في 1999.
الفكرة في الهرمونات أنها توفر 20 دولاراً من تكلفة تسمين الرأس الواحد، وتخفض من فترة التغذية قبل الذبح بمقدار 18 يوماً، وتشتمـل على هرمونات طبيعية كالاستروجين والتستوسيترون والبروجستيرون، وهرمونات صناعية كالترينبولون والزيرانول والملينغيسترول، والواجب، في الأحوال المثالية، أن تعمل الجهات الرقابية في المملكة على برنامج مماثل، وتتأكد من عدم قيام تجار الماشية في الداخل والخارج بهذه التجاوزات، وتنفذ العقوبات على المتورطين.
التونة المجمدة تعتبر كذلك من أكثر الأطعمة التي يتم الغش فيها، عن طريق حقنها بمادة (النتريت) وإجراء معالجات كيميائية عليها، وبما يجعل لونها أحمرا كأنها طازجة ويرفع سعرها، حتى وإن كانت مخزنة لمدة طويلة وغير صالحة، والتونة السابقة تأتي من السلفادور وبنما إلى أوروبا، وتوزع من الأخيرة إلى العالم في عبوات أو تقدم في مطاعمها المحلية، وقد تسببت في 454 حالة تسمم أوروبية عام 2017، وهو ما قاد (اليوروبول) أو الشرطة الجنائية الأوروبية، إلى استنفار أجهزة الشرطة في 11 دولة أوروبية، وساهم في إيقاف واحدة من أكبر عمليات تهريب الأغذية المغشوشة عام 2018، وتم فيها حجز 131 طنا من التونة المشبعة بالنتريت، وبالتالي أفقد هذه التجارة، غير المشروعة، جزءًا مهماً عوائدها السنوية، والتي تصل لقرابة 12 مليون دولار.
الاحصـــاءات العالمية تــــــؤكد بان ست مئة مليــون شخص يعــانون المرض، كل عام، نتيجة للتلوث الغذائي، وبعضهم قد يصاب بسرطانات خطيرة، ويموت بسببها خمس مئة ألف شخص نصفهم من الأطفال، وتحديداً في أفريقيا، وتقدر منظمة الفاو الأممية تكلفة الأغذية المغشوشة بما قيمته 95 مليار دولار سنوياً، والدول العربية ترتبط بشبكـة (إنفوسان) الدولية للسلطات المعنية بالسلامة الغذائية، والتي تأسست في 2004، وتتشارك معها المعلومات، والشبكة تدار بمعرفة منظمتي الفاو والصحة العالمية، ويوجد تحالف مابين الصين والاتحاد الأوروبي، وذلك لصياغة رؤية موحدة في ملف الأغذية وسلامتها، وبمشاركة من قبل 33 منظمة بحثية لمكافحة الغش الغذائي، ولعل عمليات المكافحة تحتاج إلى أفكار عملية لتوطيد العلاقة مع الموردين، وتطبيق إجراءات فعالة وميدانية في التدقيق والمتابعة، والاستثمار في الأجهزة الذكية للكشف الفوري على الغش الغذائي في موقعه، وبدون الاعتماد على الوسائل التقليدية في أخذ عينات والرجوع بها إلى المختبرات، ومعها تبادل المعلومات مابين القطاعين العام والخاص بما يخدم الطرفين.
هيئة الغذاء والدواء السعودية تفتخر بإنجازاتها، وأهمها، في رأيي، هو التوطين الكلي لوظائفها، بالإضافة لتفوقها على دول غربية رائدة في مجالات غذائية، كتقليل السكر والملح والسعرات الحرارية، ويعتبر مديرها التنفيذي أنها من أفضل خمس جهات رقابية في العالم، فيما يتعلق بالرقابة على الدواء والأجهزة الطبية والغذاء، وأنها ستصل إلى المركز الأول خلال سبعة أعوام، ويحيل لتأكيد ما يقوله إلى شهادات شخصية من مستثمرين وجهات رقابية عالمية، ومعها التقنيات الحديثة والممارسات الاحترافية التي تعمل عليها هيئته الموقرة، وبطبيعة الحال، لا توجد مؤشرات تساعد على قياس كلامه، والمسألة، في مجملها، انطباعية وبلا معيار علمي يقبل القياس كالأبحاث المقارنة، باستثناء أن قائداً من القيادات العاملة معه قال، مؤخراً، بأن المختبرات السعودية لا تستطيع التفريق في العسل المستورد ما بين المغشوش والأصلي، ولكنها قادرة على إثبات الغش في العسل المحلي لأنه يتم بطريقة بدائية، وأن المملكة تستورد من الخارج ما نسبته 82 % من العسل والبقية تنتج في الداخل، والأول ينتج بدولار واحد ويباع بحوالي 53 دولاراً.




http://www.alriyadh.com/1991026]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]