تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التَّطَوُّعُ اللُّغَويُّ



المراسل الإخباري
01-07-2023, 06:04
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تواصل معي أحد الأصدقاء المهتمين في مجال التطوع، وكان لديه مشروع تطوعي يعده، وينوي أن يقدمه بشكل رسمي، وكان يطلعني عليه من باب إبداء الرأي، والإفادة من بعض المقترحات والملحوظات، ولا سيما اللغوية، والحق أنني أعجبت بذلك العمل الذي يشتغل عليه، فضلاً عن المبدأ الإنساني الذي يشغل باله، وقد اشتمل مشروعه على برامج تطوعية في مجالات متنوعة: اجتماعية، وصحية، وزراعية، وبيئية، وإعلامية، وتنظيمية، وكان من بين تلك المبادرات التي ينشدها المشروع مثلاً: رسم الخطط التطوعية، والمقترحات المهمة، كتشكيل الفرق الإنقاذية في البحث عن المفقودين، وتوضيح الأضرار والأخطار قبل وقوعها، وتيسير فرص العمل، وإرشاد السائحين، وتدريب المتعاونين، وما شابه ذلك من وجوه التطوع.
وبينما كنتُ أراجع المشروع مراجعة لغوية، أخذتُ أحدّث نفسي بأن هذا العمل الذي أمارسه الآن هو من صميم التطوع، ثم قلتُ في نفسي: ماذا لو وضع هذا الصديق العزيز ضمن قائمة برامجه برنامجاً آخرَ تحت عنوان (التطوع اللغوي)، وبخاصة أن هذا النوع من التطوع يعد من الأعمال الإنسانية النبيلة؛ فهو في غاية الأهمية، وحاجة الناس إليه أشد، وإنما يرتقي وعي الأفراد، والمؤسسات، والمجتمعات بممارسة هذا التطوع اللغوي؛ إذ هو إحدى ركائز النجاح، وإحدى علامات الجودة والتميز.
وقد نقلتُ إلى الصديق العزيز هذه الفكرة؛ ولأنه متحمس لمشروعه، ومتطلع لنجاحه فقد لامس هذا المقترح في نفسه رغبة وقبولاً، وأرجو أن يتحول معه هذا المقترح إلى واقع تطبيقي، وربما يكون هذا الصديق في ذلك البرنامج الجديد من أوائل المنادين بقيمة التطوع اللغوي، والممارسين له على أرض الحدث، وأحسب أنه في ذلك المشروع سيقدّم لوناً جديداً من التطوع يسهم في تحقيق الأجر أولاً؛ وذلك في خدمة لغة القرآن الكريم، والمحافظة على سلامتها من الأخطاء، ثم في خدمة المجتمع؛ وذلك في نشر ثقافة السلامة اللغوية، ونشر الوعي اللغوي المرتبط بالوعي العلمي، والمعرفي، والحضاري، وفي ذلك تفعيل للتغذية البصرية الناجعة، وتقليل من أضرار التلوث البصري الذي قد يصدر من أنواع كثيرة منها: التلوث اللغوي.
إن التطوعَ هَمٌّ يقبع في داخل الإنسان تجاه مساعدة الآخرين، وقد يتحول هذا الهم إلى جهد يبذله المتطوع في سبيل تحقيق المنفعة للناس دون مقابل، كما أنه عملٌ مخلصٌ يخدم به المتطوع دينه، ومجتمعه، ووطنه؛ لهذا لا يمكن أن يحصر التطوع في ميدان واحد، أو في حقل محدد، وإنما هو عطاءٌ لا حدود له، سواء أكان هذا اللون من العطاء مالياً، أو طبيّاً، أو علميّاً، أو بدنيّاً، أو نفسيّاً، أو مهاريّاً، أو نحو ذلك من أنواع العطاء الحسي، أو المعنوي، فالمهم هو العطاء دون مقابل، ومنفعة الناس، وتقديم الخير، وخدمة المجتمعات والأوطان، وكلما كان هذا التطوع مقنّناً، وممنهجاً، ومرسوماً بطرق رسمية، وبخطوات صحيحة، وقواعد سليمة، كان أكثر جمالاً وجلالاً.
إن التطوع اللغوي كغيره من أنواع التطوع الأخرى، قد يكون فردياً، وقد يكون مؤسساتياً، وأظن – على سبيل المثال - أن أكثر الجهود المتميزة التي يقدمها (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) اليوم، يمكن أن تدخل ضمن إطار (التطوع اللغوي المؤسساتي)، والأمثلة على ذلك التطوع المؤسساتي كثيرة، كما أن ما يقدمه المتخصصون في مجال التصحيح اللغوي دون مقابل، هو نوع مهم من أنواع التطوع اللغوي الفردي، وفي كلٍّ خَيرٌ.




http://www.alriyadh.com/1991299]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]