المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جسر الإنترنت



المراسل الإخباري
01-08-2023, 03:50
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ظل وادي الموت الذي تمر به الابتكارات نحو تكوين كيانات اقتصادية مستقلة أو مرتبطة بكيانات أخرى عصياً على التجسير إلى أن جاء الإنترنت. يمثل الإنترنت منذ اختراعه جسر العبور الكبير لكل الابتكارات التي تقبل الرقمنة، حيث سمح للمبتكرين الوصول إلى المستفيدين دون وسائط، مما أدى إلى ظهور تقنيات استطاعت إثبات نفسها مع المستخدم مباشرة.
الابتكارات غير الرقمية، تلك التي تحتاج إلى معدات تصنيعية واستثمارات كبيرة، لا تملك جسراً يختصر المسافة لإثبات نفسه. يحتاج المستثمر إلى ما يثبت نجاح الابتكار مما يتطلب تمويلاً ابتدائياً كبيراً. فكر في ابتكار لتحلية المياه بخلايا نانوية مثلاً. يحتاج الاستثمار في تحلية المياه مئات الملايين لإنجاز النموذج التجريبي. في المقابل، لا يكلف صناعة نموذج ابتكاري في خدمة إلكترونية سوى بضعة آلاف.
منذ أن كان الإنترنت جسراً للابتكارات، زاد عدد العابرين واتسع لمن أراد طريقاً سريعة إلى الثراء والشهرة. لا شك أن الجسر لم يكن يوماً ما طوق نجاة إنما من يقع منه يتعافى بسرعة ويعود إليه عابراً من جديد. حجم الاستثمار الصغير الذي تحتاجه الابتكارات مقارنة بحجم الدخل المتوقع ضئيل، وإلى اليوم ما زال تسارع القطاعات التي وجدت وسيلة للعبور من جسر الإنترنت في ازدياد.
من مظاهر اتساع الإنترنت لاستيعاب تطبيقات جديدة ظهور جيل الإنترنت الثالث. يسعى الجيل الثالث من الإنترنت اليوم لتمكين التقنيات المالية من تجاوز المخاطر التي تحيط بها، جاعلة الإنترنت بيئة آمنة وموثوقة. ليست التقنيات المالية هي التي تعيد تشكيل الإنترنت لصالحها فقط، إنما جيل الصناعة الرابع يأخذ الاتجاه نفسه أيضاً. من خلال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تتحول الصناعة من منصة من المعدات الصلبة إلى منصة مرنة أكثر رشاقة وخفة.
على عكس الابتكارات التقليدية، تأتي الابتكارات الرقمية بمركبتها الخاصة التي تتجاوز بها عقبات الاستثمار المعروفة التي من أهمها علامات النجاح الأولية. الإنترنت وهو ابتكار في حد ذاته، أعاد اختراع نفسه مرات عديدة، لمواكبة متطلبات الاستثمار الجديد. لكن الإنترنت ابتكار مختلف لأنه فتح باباً كبيراً دخل منه الجميع، محولاً مسار التقنية التاريخي والإنساني لآفاق بعيدة. ومع صعود تقنيات جديدة اليوم لجيل الإنترنت الثالث فنحن على وعد بتحول جديد تشي به تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الدردشة الآلية.
في ضوء هذا التحول، تتفاوت الشركات الكبرى في قدرتها على المواكبة. فقد فشلت "فيسبوك" مؤخراً في قيادة الميتافيرس رغم استثمارها الكبير فيه، واليوم تواجه غوغل تحدياً كبيراً مع دردشة (جي بي تي). لا شك أن الشركات الكبرى وقفت على جسر الإنترنت مدة طويلة وسيطرت عليه بإحكام، لكن ما نراه الآن أن القبضة على وشك أن تفلت، وأن لاعبين آخرين على وشك أن يأخذوا مساحة خاصة بهم، تكبر التقنيات الجديدة بهم ويكبرون هم معها.




http://www.alriyadh.com/1991420]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]