المراسل الإخباري
01-10-2023, 02:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المدرسة والجامعة مدعوتان للعناية بالطفل والشاب، وتشكيل نظام القيم حلقة من حلقات هذه الرعاية، فنظام القيم المرتبط بالمعايير الاجتماعية يشكل الإطار المرجعي للسلوك والتنشئة، وبقدر رعايتنا واهتمامنا بالطفل والشاب يرتفع مستوى تشكيل وبناء جهاز القيم، مما ينعكس إيجاباً على الهدف الأسمى، هدف النهوض بالمجتمع..
المدرسة في المطلق هي أهم مؤسسة اجتماعية لتربية الطفل بعد الأسرة، إذ أنها تكمل دورها بتعليم الأطفال قيم وأهداف وعادات المجتمع، محولة إياهم إلى كائنات قادرة على التفاعل والعيش مع أطفال آخرين، وتقوم المدرسة بهذا الدور من خلال المناهج الدراسية وعملية التدريب على النظام واحترامه، واحترام الزمن وأهميته في حياتهم وتقوم بإزالة الطبقية وتداخلها واندماجها وضمان تكافؤ الفرص التعليمية، باعتبار التعليم حق للجميع وحق من حقوق لطفل.
إن انتقال الطفل من الأسرة إلى المدرسة يعني انتقاله من مجتمع صغير بسيط محدود إلى مجتمع أوسع اتصالا بالحياة يشمل: نظام وقوانين، تكاليف وواجبات لم يألفها من قبل، علاقات من نوع جديد، منافسات جديدة، التضحية بكثير من الميزات التي كان ينعم بها، فمن كان مركز الاهتمام أصبح يعامل سواسية مع غيره، لا يسخر من غيره ويحترم من يحدثه، يلتزم الصمت في أوقات معينة، لا يغضب أمام مصلحة الجماعة، لا يأخذ أكثر من نصيبه.
أي أنه سيعاني من انتزاعه من مركزية الذات التي تسيطر على تفكيره ولغته وسلوكه، لأنه إلى حدود السابعة من عمره كما يراه العالم "بياجي" يكون شديد الخضوع لدوافعه، مستغرقا في اهتماماته وأموره الخاصة مما يجعله عاجزا عن العناية بمشاعر الغير وشؤونهم، أما بالنسبة للجامعة؛ فإنها المرحلة التي ينتقل فيها الشخص من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب ومرحلة التعلم من أجل الحياة، وهي المرحلة التي تبدأ فيها شخصية الشاب والفتاة بتحديد ملامحها.
إن للمدرسة والجامعة دوراً أساسيًا في بناء قيم صالحة لتشييد صرح البناء الاجتماعي السليم والمتطور، وقدرة المدرسة على إشاعة القيم النبيلة في الجسد الاجتماعي يعتمد حتماً على بناء وتشكيل نظام القيم في الناشئة وصيانة القيم الاجتماعية والإنسانية الخاصة بثقافة مجتمعنا، فلا ينبغي الركون إلى قدرة آلية تعاقب الأجيال على نقل هذه القيم، فهذه القدرة ضعيفة وغير محصنة لأنها تخضع لتأثير العوامل الاقتصادية والإكراهات التاريخية التي لا تقوى الأجيال على التغلب عليها، مما يؤثر حتماً في نوعية القيم المنقولة والمشكلة والمتطورة.
والمدرسة التي يعول عليها المجتمع ويعقد عليها آماله في إعداد الناشئة، قادرة بما أوتيت من وسائل بشرية وإمكانات، على أن تؤدي وظيفتها على أكمل وجه، لهذا ظل المربون والمفكرون والباحثون منذ عقود كثيرة من الزمن يؤكدون أن تحقيق وإرساء القيم الأساسية مرهونان إلى حد كبير بالمؤسسة التعليمية والتربوية، ويبينون في الوقت نفسه أن التربية على قيم المواطنة لا يمكن أن تتحقق من خلال دروس الشأن العام وحدها، فرغم أهمية هذه الدروس وقيمتها المعرفية، إلاّ أن التربية على قيم المواطنة يحتاج تحققها إلى عمل مكثف ومجهود متواصل لإرساء القيم التي تكتسي أهمية خاصة توازي بل تفوق أهمية المعرفة المدرسية، لأن جميع المعارف المدرسية يجب أن تخضع للقيم وتتضمنها، كما يجب تضمين القيم في كل الأنشطة التربوية المدرسية اليومية الأخرى وكل النظام التربوي المدرسي برمته حتى يتحقق الأمر المنشود.
وقد جاءت توصيات وقرارات المنظمات الدولية الوصية على قطاع التربية والتعليم في العالم مثل: منظمة اليونسكو واليونيسيف ومكتب التربية العالمي -وغيرها- تدعو إلى تضمين البرامج التعليمية والكتب والوسائل القيم الكفيلة بتكوين المواطن الحر والمتضامن والمسؤول والمتفتح الذي يقدر قيمة الحرية ويحترم كرامة الإنسان ويؤمن بحق الاختلاف، لأجل ذلك تدعو إحدى وثائق اليونسكو إلى العناية بالمقاربة التعددية في مجال اكتساب المعارف، التي تقتضي دعم نمو الفرد وتعزيز إيمانه بقدراته الذاتية واستقلاليته واحترام الآخرين وتطوير معنى المسؤوليات الاجتماعية في سياق التعاون والتآزر والاستقلال المتبادل.
علم النفس التربوي يضع في مقدمة أهدافه تشكيل نظام القيم بحيث يسهم انتقال مفاهيم القيم في المجتمع والأهل إلى الأطفال والشباب مع الحرص على حماية قدرة الطفل على الإبداع وتطوير المفاهيم، حيث إن المدرسة والجامعة مدعوتان للعناية بالطفل والشاب، وتشكيل نظام القيم حلقة من حلقات هذه الرعاية، فنظام القيم المرتبط بالمعايير الاجتماعية يشكل الإطار المرجعي للسلوك والتنشئة، وبقدر رعايتنا واهتمامنا بالطفل والشاب يرتفع مستوى تشكيل وبناء جهاز القيم، مما ينعكس إيجاباً على الهدف الأسمى، هدف النهوض بالمجتمع.
http://www.alriyadh.com/1991840]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
المدرسة والجامعة مدعوتان للعناية بالطفل والشاب، وتشكيل نظام القيم حلقة من حلقات هذه الرعاية، فنظام القيم المرتبط بالمعايير الاجتماعية يشكل الإطار المرجعي للسلوك والتنشئة، وبقدر رعايتنا واهتمامنا بالطفل والشاب يرتفع مستوى تشكيل وبناء جهاز القيم، مما ينعكس إيجاباً على الهدف الأسمى، هدف النهوض بالمجتمع..
المدرسة في المطلق هي أهم مؤسسة اجتماعية لتربية الطفل بعد الأسرة، إذ أنها تكمل دورها بتعليم الأطفال قيم وأهداف وعادات المجتمع، محولة إياهم إلى كائنات قادرة على التفاعل والعيش مع أطفال آخرين، وتقوم المدرسة بهذا الدور من خلال المناهج الدراسية وعملية التدريب على النظام واحترامه، واحترام الزمن وأهميته في حياتهم وتقوم بإزالة الطبقية وتداخلها واندماجها وضمان تكافؤ الفرص التعليمية، باعتبار التعليم حق للجميع وحق من حقوق لطفل.
إن انتقال الطفل من الأسرة إلى المدرسة يعني انتقاله من مجتمع صغير بسيط محدود إلى مجتمع أوسع اتصالا بالحياة يشمل: نظام وقوانين، تكاليف وواجبات لم يألفها من قبل، علاقات من نوع جديد، منافسات جديدة، التضحية بكثير من الميزات التي كان ينعم بها، فمن كان مركز الاهتمام أصبح يعامل سواسية مع غيره، لا يسخر من غيره ويحترم من يحدثه، يلتزم الصمت في أوقات معينة، لا يغضب أمام مصلحة الجماعة، لا يأخذ أكثر من نصيبه.
أي أنه سيعاني من انتزاعه من مركزية الذات التي تسيطر على تفكيره ولغته وسلوكه، لأنه إلى حدود السابعة من عمره كما يراه العالم "بياجي" يكون شديد الخضوع لدوافعه، مستغرقا في اهتماماته وأموره الخاصة مما يجعله عاجزا عن العناية بمشاعر الغير وشؤونهم، أما بالنسبة للجامعة؛ فإنها المرحلة التي ينتقل فيها الشخص من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب ومرحلة التعلم من أجل الحياة، وهي المرحلة التي تبدأ فيها شخصية الشاب والفتاة بتحديد ملامحها.
إن للمدرسة والجامعة دوراً أساسيًا في بناء قيم صالحة لتشييد صرح البناء الاجتماعي السليم والمتطور، وقدرة المدرسة على إشاعة القيم النبيلة في الجسد الاجتماعي يعتمد حتماً على بناء وتشكيل نظام القيم في الناشئة وصيانة القيم الاجتماعية والإنسانية الخاصة بثقافة مجتمعنا، فلا ينبغي الركون إلى قدرة آلية تعاقب الأجيال على نقل هذه القيم، فهذه القدرة ضعيفة وغير محصنة لأنها تخضع لتأثير العوامل الاقتصادية والإكراهات التاريخية التي لا تقوى الأجيال على التغلب عليها، مما يؤثر حتماً في نوعية القيم المنقولة والمشكلة والمتطورة.
والمدرسة التي يعول عليها المجتمع ويعقد عليها آماله في إعداد الناشئة، قادرة بما أوتيت من وسائل بشرية وإمكانات، على أن تؤدي وظيفتها على أكمل وجه، لهذا ظل المربون والمفكرون والباحثون منذ عقود كثيرة من الزمن يؤكدون أن تحقيق وإرساء القيم الأساسية مرهونان إلى حد كبير بالمؤسسة التعليمية والتربوية، ويبينون في الوقت نفسه أن التربية على قيم المواطنة لا يمكن أن تتحقق من خلال دروس الشأن العام وحدها، فرغم أهمية هذه الدروس وقيمتها المعرفية، إلاّ أن التربية على قيم المواطنة يحتاج تحققها إلى عمل مكثف ومجهود متواصل لإرساء القيم التي تكتسي أهمية خاصة توازي بل تفوق أهمية المعرفة المدرسية، لأن جميع المعارف المدرسية يجب أن تخضع للقيم وتتضمنها، كما يجب تضمين القيم في كل الأنشطة التربوية المدرسية اليومية الأخرى وكل النظام التربوي المدرسي برمته حتى يتحقق الأمر المنشود.
وقد جاءت توصيات وقرارات المنظمات الدولية الوصية على قطاع التربية والتعليم في العالم مثل: منظمة اليونسكو واليونيسيف ومكتب التربية العالمي -وغيرها- تدعو إلى تضمين البرامج التعليمية والكتب والوسائل القيم الكفيلة بتكوين المواطن الحر والمتضامن والمسؤول والمتفتح الذي يقدر قيمة الحرية ويحترم كرامة الإنسان ويؤمن بحق الاختلاف، لأجل ذلك تدعو إحدى وثائق اليونسكو إلى العناية بالمقاربة التعددية في مجال اكتساب المعارف، التي تقتضي دعم نمو الفرد وتعزيز إيمانه بقدراته الذاتية واستقلاليته واحترام الآخرين وتطوير معنى المسؤوليات الاجتماعية في سياق التعاون والتآزر والاستقلال المتبادل.
علم النفس التربوي يضع في مقدمة أهدافه تشكيل نظام القيم بحيث يسهم انتقال مفاهيم القيم في المجتمع والأهل إلى الأطفال والشباب مع الحرص على حماية قدرة الطفل على الإبداع وتطوير المفاهيم، حيث إن المدرسة والجامعة مدعوتان للعناية بالطفل والشاب، وتشكيل نظام القيم حلقة من حلقات هذه الرعاية، فنظام القيم المرتبط بالمعايير الاجتماعية يشكل الإطار المرجعي للسلوك والتنشئة، وبقدر رعايتنا واهتمامنا بالطفل والشاب يرتفع مستوى تشكيل وبناء جهاز القيم، مما ينعكس إيجاباً على الهدف الأسمى، هدف النهوض بالمجتمع.
http://www.alriyadh.com/1991840]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]