المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من طرائف استشارة أساتذة الجامعات



المراسل الإخباري
01-11-2023, 03:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الاستفادة من علم وتخصص وخبرة أساتذة الجامعات في الجهات الحكومية والخاصة فكرة رائعة بدأت منذ أكثر من أربعين سنة، وتتلخص بطلب الجهة الحكومية أو الخاصة من الجامعة الاستعانة بأحد الأساتذة كمستشار في مجال تخصصه يساعد الجهة على تنظيم عمل قسم من الأقسام ذي علاقة بتخصصه أو مساعدة الجهة نفسها في رسم خططها وسياساتها وتطوير أعمالها بما لديه من تعمق في ذلك الاختصاص.
الفكرة بدأت رائعة جدا ومفيدة حيث كانت الاستعانة تتم بفطاحلة من أساتذة الجامعات المتميزين والمخلصين ولكن مع مرور الزمن لم تخلُ الفكرة من اختلاط الانتفاع بالتنفيع، فأصبحت تراوح بين استشارة مثالية رائعة نافعة واستشارة تنفيعية الهدف منها الاستعانة بمستشار هو كالسراج في النهار لمجرد إفادته ماديا، وكانت الاستشارة بمقابل مادي قدره آنذاك خمسة آلاف ريال للجهة الحكومية.
ومن إيجابيات الاستشارة الجامعية أنها طورت كثيرا من أعمال الجهات الحكومية والخاصة وعادت بالنفع على الأنظمة والإجراءات، وهذا الغالب، ومن سلبياتها أن بعض الأقسام في بعض الوزارات كان رؤساؤها لا يروق لهم تدخل المستشار في عمل أقسامهم ويرغبون في عدم اطلاعه على كل شاردة وواردة في مجال عملهم، ومن السلبيات أيضا أنها أحدثت نوعا من مشكلات الغيرة والحسد بين أساتذة الكلية الواحدة إذا كانت الاستشارة لأحدهم دون الآخر رغم جدارته، أو الغبن إذا كانت الاستشارة (تنفيعية) لغير مستحق أو كفء، أما الأخطر فكانت ردة فعل المستشار غير الكفء عند إنهاء استشارته من المركز أو الجهة، حيث يقلب لهم ظهر المجن ويتحول لعدو لدود للمركز أو الجهة.
وهنا أروي أمثلة لبعض الطرائف التي عشتها أو عايشتها خلال 40 سنة مضت وأرجو أنها غير موجودة الآن أو يستفاد منها في تلافي حدوثها اليوم بتنظيم حازم عازم لهذه الخدمة.
منذ أكثر من 35 سنة استشارت وزارة الصحة أحد فطاحلة أساتذة كلية الصيدلة لتحسين وضع قسم الرخص الصيدلية ومراقبة الصيدليات الأهلية وشؤون الدواء (قبل إنشاء هيئة الدواء) إلا أن رئيس القسم كان يحاول جاهدا تلافي زيارة المستشار للقسم والاطلاع على أعماله ويقول له: "أبد يا دكتور خلك في بيتك أو مكتبك وحنا نرسل لك ما نحتاج بالفاكس إذا احتجناك"، واستمرت الحال هكذا، وإذا زارهم المستشار لا يطلعونه على شيء، فما كان منه إلا أن قام بنفسه بإلغاء الاستشارة والتضحية بالمبلغ.
أما الموقف الثاني فكان لمدير صيدلية في إحدى الجهات وافق على تنفيع مستشار غير متخصص فما كان من المستشار بعد أشهر إلا أن قلب على المدير أمزجة موظفيه وجعلهم يتمردون عليه ويعصون كثيرا من تعليماته! يستاهل.
أما الأعجب فمستشار بدأ بالحضور للمركز الحكومي أسبوعيا ثم كل أسبوعين ثم أصبح لا يحضر إلا كل شهر لاستلام شيك الاستشارة ثم أصبح يرسل سائقه لاستلام الشيك! وعندما أنهت الجهة استشارته لعدم حضوره وعدم الحاجة له، قلب على المركز وأصبح يحاربه في المؤتمرات بحجة أنه يضر بالبيئة والحياة الفطرية.
أجزم أننا اليوم أفضل حالا وسوف ننظم هذه الاستشارات بما يحفظ إيجابياتها ويلغي سلبياتها.




http://www.alriyadh.com/1992004]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]