تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حينما يكتب الروائي لعبة فيديو!



المراسل الإخباري
01-15-2023, 04:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لست من مدمني ألعاب الفيديو، لكن لطالما جذبتني الألعاب التي تعتمد على حبكة مشوقة وأحداث مثيرة، نعم البعض قد لا يلاحظ أن اللعبة تتضمن قصة على الإطلاق ويستمر في ضغط الأزرار وتجاوز الحوارات، بينما يتشبث لاعبون آخرون بكل كلمة وصورة في اللعبة، متلهفين على التحديات والألغاز القادمة.
منذ ابتكار لعبة "أنبوب الأشعة المهبطية" قبل أكثر من خمسة وسبعين عاماً، وتسجيلها السبق كأول لعبة فيديو، استغرق الأمر نحو عقدين من الزمان حتى ظهور "كمبيوتر سبيس" كأول لعبة تجارية، والتي كانت مجرد شاشة بدون ألوان! ثم لعبة "الصندوق البني"، التي فتحت الباب واسعاً لتسارع تطور وتعقد ألعاب الفيديو، مما جعلها صناعة ضخمة، تناهز المائتي مليار دولار أمريكي سنوياً.
مع تطور أجيال ألعاب الفيديو، ودخول أفكار متعددة ومواضيع جديدة، تصاعد اتجاه بناء قصص مغامرات، تجعل اللاعب جزءاً من قصة يتكشف أبعادها كلما تقدم في اللعبة، وكان الاتجاه سابقاً هو ابتكار قصص بسيطة من قبل شركات برمجة الألعاب، والتركيز على تطوير سرعة الحركة ودقة الرسومات، لكن حدة المنافسة وارتفاع سقف توقعات اللاعبين، جعل تلكم الشركات تستعين بأهل "الصنعة" الأصلية، ألا وهم الروائيون!
لك أن تتخيل حجم الإبهار والتشويق الذي يمكن أن يبتكره روائي متخصص في بناء شبكة العوالم البديلة حينما يكتب قصة لعبة فيديو! لذا اتجهت منذ سنوات الشركات المطورة للألعاب نحو عالم الكتاب، وبالذات الروائيون، للاستفادة من حرفة سرد القصص وتحويلها إلى ألعاب فيديو، أدى ذلك إلى إبداع أفضل القصص في تاريخ ألعاب الفيديو، والأمر يزداد نجاحاً حينما يكون الكاتب نفسه مدمن ألعاب فيديو كذلك! هذا ما حدث في لعبة الفيديو اليابانية " خاتم ألدن"، التي خطَ عالمها المثير مؤلف "صراع العروش" جورج مارتن، بالتعاون مع المخرج الياباني "هيديتاكا ميازاكي". إذ حينما رغبت شركة "بانداي نامكو إنترتينمنت" اليابانية إطلاق لعبة مثيرة وشيقة لم تجد أفضل من "مارتن"، الذي بعد هروبه من عالم الكتابة للتلفزيون تخصّص في الخيال العلمي والرعب والفنتازيا، ليكون خياراً مثالياً في عالم ابتكار لعبة فيديو مثيرة.
لم يكن "جورج مارتن" الأول، فهناك الروائي "دوغلاس أدمز" صاحب السلسلة الروائية "دليل المسافر إلى المجرة"، التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ومسرحيات ومجلات هزلية وفيلم وبالطبع ألعاب فيديو ناجحة! أيضاً "تيري براتشيت" الذي يعد من أوائل الروائيين، الذين حولوا روايتهم إلى ألعاب فيديو ناجحة، بل قادت البعض إلى العودة وقراءة الأعمال الأصلية.
النجاحات الأخيرة لألعاب الفيديو المعتمدة على روايات منشورة، أو من تأليف روائيين معاصرين تؤكد أن الأدب هو المصدر الأفضل لصناعة الترفيه، وإن إعطاء الخبز لخبازه يعزز نجاح المنتج الترفيهي في نهاية الأمر.




http://www.alriyadh.com/1992573]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]