المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجيال الصيادلة «ميرك»



المراسل الإخباري
01-22-2023, 03:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حينما غادر الصيدلي الشاب "فريدريش جاكوب ميرك" مسقط رأسه "شفاينفورت" وسط ألمانيا قبل ثلاث مئة وخمسين عاماً، ليدير ويمتلك صيدلية وراء أخرى، لم يدرك أنه سوف يضع بذور أٌقدم منشأة دوائية تنشط حتى اليوم على الإطلاق! لا تزال تحمل اسم عائلته ولا يزال أحفاد أحفاده يمتلكون معظم أسهمها.
ولد "ميرك" عام 1573م، وعمل شاباً في نزِل والده ببلدته الصغيرة، التي تدرب فيها صيدلانياً، وهناك اكتسب مهارة تركيب الأدوية وابتكار الوصفات، ثم انتقل إلى "فسلبيرن" -الهولندية حالياً- لينشأ أول صيدلياته، ثم هاجر إلى "ديمرشتات" واستقر بها، واشترى صيدلية ثانية، أطلق عليها اسم "صيدلية الملاك"، ومنها انطلق في التراكيب الصيدلانية وتطويرها، التي سجلت باسمه وذاع صيته في ولاية "هسن" الألمانية، وطفق الصيادلة الألمان يستخدمون وصفاته لكميات أكبر، مما جعله مرجعاً يعتد به. لم يرزق بأبناء لكنه ورّث صيدلته وعُلمه لابن أخيه الصيدلي "جورج ميرك"، الذي سار على نهج عمه.
تسلسل أجيال العائلة من الصيادلة في إدارة فروع صيدلياتهم، حتى حفيد الجيل السادس الصيدلاني "إيمانويل ميرك"، الذي نجح في عزل وتوصيف قلويدات مختلفة في معمل صيدلية جده الأكبر، وابتكر عدداً من الأدوية الجديدة، وبدأ تصنيعها بكميات كبيرة عام 1827م، لدرجة أن وصف معمله أنه "خزانة الابتكارات الصيدلانية والكيميائية" قام وخلفاؤه من أبناء العائلة الصيادلة ببناء تدريجي لمصنع منتجات صيدلانية وكيميائية.
في العام 1887 بعث "إي ميرك" موظفه الأمين "ثيودور ووكر" ومعه مئتي ألف دولار ليؤسس فرعاً للشركة في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، لاحقاً عيّن ابنه -الصيدلاني أيضاَ- "جورج" رئيساً للفرع، ولكن سرعان ما صودرت الشركة خلال الحرب العالمية الأولى من قبل الحكومة الأميركية، بناء على قانون "التجارة مع العدو"، لكن "جورج ميرك" استطاع بعد أن وضعت الحرب أوزارها إعادة شراء فرع الشركة من جديد، ولكنه هذه جعلها شركة مستقلة عن الشركة الألمانية الأم.
توسع مصنع الشركة في "ديمرشتات"، وصار مصانع متعددة في مجالات تتجاوز الصيدلة إلى المواد الكيميائية والأجهزة الطبية وعلوم الحياة، ومراكز أبحاث ومجمعات سكنية، حتى أمست المدينة تعرف باسم مدينة "ميرك"! وتشعبت إلى ما يزيد على 250 شركة متخصص، بعددٍ تجاوز ستين ألف موظف في 66 بلداً حول العالم! ناهيك عن اختراع الكثير من الأدوية والاستحواذ على المئات من براءات الاختراع، حتى أضحت إحدى أضخم شركات الأدوية على مستوى العالم.
استطاع أجيال الصيادلة من عائلة "ميرك" الحفاظ على إرثهم العلمي ونجاحاتهم الدوائية حتى اليوم، حيث لا يزال الجيل الثالث عشر من العائلة يمتلك أكثر من 70 % من شركتهم المؤسسة قبل ثلاثة قرون ونصف القرن، ولا يزالون يعدون بالمزيد من التقدم الدوائي لصالح البشرية.




http://www.alriyadh.com/1993652]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]