المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رياضة إبطاء التقدم في السنّ



المراسل الإخباري
01-28-2023, 03:19
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من منا لا يريد أن يبقى على هذه البسيطة لأطول وقت ممكن، وهو يتمتع بصحة جيدة؟ ومن منا لا يريد أن يستمتع بأوقات فراغه وإجازاته السنوية بطريقة صحية وممتعة؟ الكل يريد ذلك، ولكن القلة تعرف السر وتطبقه، والغالبية لا تأبه لذلك لأسباب كثيرة بعضها ثقافي، وبعضها بسبب الكسل والتسويف.
من أجمل الرياضات التي تسهم في المحافظة على الصحة البدنية والنفسية والذهنية رياضة المشي في أحضان الطبيعة (الهايكنج). بدأت هذا النشاط الرياضي قبل نحو خمس وثلاثين سنة، حين كنت في بعثة قصيرة لبريطانيا. وجدت أنه لا تخلو مدينة أو قرية في الريف الإنجليزي من مسار للمشي بين التلال القريبة من تلك البلدات.
وقد أشارت دراسة علمية موثقة ومحفزة، لفوائد كثيرة لرياضة الهايكنج، صحية ونفسية واجتماعية، وهي رياضة من السهولة ممارستها، ذلك أنها بعكس الكثير من الرياضات لا تكلف كثيراً، كل ما تحتاجه لهذه الرياضة حذاء مناسب ومخصص للهايكنج وهو الأهم، وعصا، ونظارات شمسية، وكمية كافية من المياه تحمل في حقيبة على الظهر، وكلما كانت حقيبة الظهر أثقل كانت الفائدة على العضلات أكثر.
وتشير الدراسة إلى الفوائد العظيمة لهذا النشاط، بصرف النظر عن طول المسار ومدى صعوبته، لكن أفضله ما كان فيه صعود وهبوط لتكون الفائدة شاملة جميع العضلات، ويفضل أن يكون المسار بين أودية وتلال، بين مرتفعات ومنخفضات، وكلما كان الارتفاع أكثر كانت الفائدة أكثر لاكتساب اللياقة وفقدان الوزن.
وتعد رياضة الهايكنج من أهم الرياضات التي تسهم في مكافحة الكثير من الأمراض كمرض السكري وزيادة الوزن، كما تخفض الضغط والكلسترول. كما أن المشي على الأرض الترابية أفضل من المشي على الإسفلت أو الخشب، مما يخفف الضغط على المفاصل ومنها الركب.
ويمكن إجمال الفوائد على المستوى الشخصي والأسري والوطني بما يلي:
أولاً، المشي في الهواء الطلق وفي أحضان الطبيعة من أجمل وأمتع الرياضات، ذلك أنه يجمع بين الرياضة والمتعة، بين الرياضة البدنية والنفسية، وفوائده الصحية كثيرة ذكرت بعضاً منها في بداية المقال، إضافة إلى فوائدها الأسرية، فلا شيء كمشاركة أفراد الأسرة في مثل هذا النشاط، وهو محبب للجميع ومنهم الأطفال، بشرط أن يكون متدرجاً وسهلاً في البداية.
ثانياً، لرياضة الهايكنج فوائد اقتصادية، ذلك أنها تجذب الآلاف من هواة الهايكنج من داخل البلد وخارجه إلى المسارات المشهورة والتاريخية، ففي الهملايا تعيش أسر وقرى كثيرة على ممارسي هذه الرياضة، وفي مدينة شامونيه الفرنسية سألت بائع تحف عن عدد سكان البلدة، أجاب: ثمانية آلاف شخص فقط، ويزيد العدد إلى ثمانين ألف في فصل الصيف، معظمهم من هواة الهايكنج الذين يأتون لمسار "مونت بلانك" الذي يمتد لمسافة 170 كم ويمر بثلاث دول هي فرنسا وإيطاليا وسويسرا لينتهي المسار في البلدة نفسها. هؤلاء الرياضيون يشغلون معظم غرف الفنادق والمطاعم ومحلات بيع الأدوات الرياضية والتحف، ومثل هذا المسار يوجد في إسبانيا وأسكوتلندا وفي معظم الدول الأوروبية، وفي شمال وجنوب أمريكا، وفي الهملايا (جبل إفيريست)، وفي تنزانيا (جبل كلمنجارو).
ثالثاً، تعتبر رياضة الهايكنج من أفضل وأرخص وسائل اكتشاف المناطق الساحرة بجمالها، فلا يستطيع السائح أن يكتشف جمال جبال الهملايا بما تحويه من شلالات وأنهار وجبال وقمم عالية وثلوج إلا بالمشي على الأقدام حيث لا يمكن الوصول إليها إلا بهذا الطريقة. كما أنها الأفضل لالتقاط الصور الجميلة التي تبقى ذكريات لا تنسى.
فرق كبير بين من يقضي بعضاً من إجازته في رياضة الهايكنج، وبين من يقضيها متسكعاً بين المطاعم والمتاجر في المدن الكبيرة الملوثة بهوائها وازدحام مواصلاتها، وحتى يكون أفراد الشعب أصحاء ومنتجين، علينا أن نشجع هذه الرياضة على مستوى الأسر والمدارس والأندية الرياضية، وتشجيع القطاع الخاص على تبني المؤسسات التي تنظم مثل هذه الرحلات داخل المملكة وخارجها، علماً أنه يوجد جمعية أهلية لرسم المسارات بمسمى (درب) بحاجة إلى الدعم والمساعدة.
وأخيراً حين نقول إن الأعمار بيد الله، فإن الله أعطانا العقل والأسباب لنختار بين العيش بصحة وعمر مديد، وبين أن نهمل ونتواكل ونسيء فهم القضاء والقدر، وعلى سبيل المثال من تجرع السم ومات فقد وضع حداً لحياته وسيحاسب على ذلك، ولولا القدرة على الاختيار لما كان العقاب والثواب.




http://www.alriyadh.com/1994707]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]