تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيدي لا بيد عمرو



المراسل الإخباري
01-29-2023, 04:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من الواضح أن نموذج الابتكار الهرمي الذي تبنته بعض الشركات لم يأتِ بنتائج عظيمة كما هو مأمول، الابتكار الداخلي عموماً لم ينجح في تطوير منتجات ثورية، والسبب ليس أن هذه الشركات لا تستطيع الوصول إلى تلك المنتجات، إنما بكل بساطة لا تريد ذلك.
تكلمنا عن قلق الابتكار وهو الشعور الدائم بوجود مشكلة يجد غيرك لها حلاً، وبحجم المشكلة يكون حجم النجاح، ومصدر القلق الحقيقي أن يكون الحل ناجحاً وعلى حسابك، حل ممتاز لمشكلة عويصة يزحزحك من مكانك، الأمر الأكثر مرارة أن يكون الحل الذي يقضي عليك من صنعك.
إذا وجدت الشركة نفسها أمام ابتكار ناجح، هل يكون الأمر كما يقال بيدي لا بيد عمرو، أم على نفسها جنت براقش؟ هل تقبل الشركة أن تدفع بالابتكار لينجح مهما كانت النتيجة، فإن كان ولا بد فيكون بيدها لا بيد غيرها، أو أنها تدفع به فتكون قد جنت على نفسها من باب الغفلة وسوء التدبير؟
الذي يجري الآن مع شركة غوغل وتقنية الدردشة فائقة الذكاء يضعها أمام خيارين: فإما أن تدفع بالتقنية التي يمكن أن تنجح نجاحاً يقضي عليها، وإما أن تكف يدها عنه ليصبح بيد غيرها، فإن نجح فتكون قد جنت على نفسها أو يفشل فتنجو. الأمر الآن مزيج بين الاثنين، فقد ساهمت غوغل في تطوير التقنية لكنها لم تكن وحدها فقد ساهم معها آخرون أيضاً، والآن مهما توقفت عن دعمه أو حاولت منافسته فقد دارت عجلة الابتكار دورات عديدة في تسارع خرجت به عن السيطرة.
في وجه الابتكار الناجح، تنفذ الشركات استراتيجيات تنافسية لمواجهته منها الاستحواذ، إذا وجدت شركة مثل مايكروسوفت أو أمازون تقنية فريدة فإنها تنظر إلى الاستفادة منها في تنمية ما في حوزتها من تقنيات إما مشابهة أو مكملة، فعندما أرادت غوغل دخول سوق الخرائط الرقمية استحوذت على شركات صغيرة تمتلك تقنيات ناجحة في مجال الخرائط، والغرض من الاستحواذ هو اختصار الوقت، فإذا كانت ستنفق على التطوير مبالغ كبيرة وسيأخذ منها وقتاً طويلاً للوصول بالتقنية إلى النضج الذي تنافس به فمن الأسهل شراء الشركة بمنتجاتها وموظفيها. ربما تصلح استراتيجية الاستحواذ للشركات الصغيرة ذات النطاق المحدود والنمو المتوسط، لكن لا تصلح للشركات عالية النمو إلا في حالات محدودة، ففي حالة الشركات الناجحة نجاحاً باهراً، فإن الاستحواذ خيار مكلف، لكن قد تلجأ إليه الشركة عندما يصبح الخيار الوحيد، فقد تستحوذ حماية لنفسها من الشركة المستحوذ عليها، أو حماية لها من وقوعها في يد منافس آخر.
ينطوي الابتكار على مخاطر غير ما نتصوره لأول وهلة، فليس قلق الابتكار منوطاً بفشله فقط، لما يرتبط به من تكاليف تعود بالخسارة على المستثمرين، إنما يشمل القلق من النجاح الباهر الذي ربما يعيد تشكيل المشهد من جديد.




http://www.alriyadh.com/1994803]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]