تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موقف غريب لمالك مدرسة غير متعلم



المراسل الإخباري
02-01-2023, 03:48
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png موقف غريب ومؤلم ومحبط عايشته الأسبوع الماضي، أشارككم إياه لعلنا نستفيد ونتنبه إلى أن الرجال مواقف وقيم وأخلاق والتزام بالوعد وصدق في القول، وكل تلك من صفات العبد المؤمن.
أسرة من ذوي الدخل المحدود ممن يشملهم الضمان الاجتماعي الذي يقدمه هذا الوطن المعطاء لمواطنيه المحتاجين، أعرفهم جيدا كجيران لنا سابقين حينما كنا نقطن حي ثليم، عددهم أربعة أولاد وأربع بنات وأم عجوز مثابرة وأب مصاب بجلطة أفقدته القدرة على الحركة والكلام، تواصلت مع الأم أسألها عن أحوالهم فوصفتها لي وصف الحامدة لربها على كل حال، فسألت عن الأولاد وهل يعملون فأخبرتني أن ثلاثة منهم لم يحصلوا إلا على شهادة الابتدائية ولم يواصلوا في المرحلة المتوسطة، ربما لتنمر عانوا منه في مدرستهم بحي السويدي، أما الرابع فقال لوالدته: أريد أن أحصل على الثانوية وألتحق بالعسكرية وأتولى الصرف عليكم فلا نحتاج لأحد، ولكن سجليني بمدرسة أهلية وأعدك أن أبيض وجهك وأجعلك تفخرين بي.
تقول الأم صممت على أن أوفر من راتب الضمان الاجتماعي وحساب المواطن وأدخلته مدرسة أهلية وفعلا تخرج من الثانوية العامة علمي بتقدير جيد جدا منذ أربع سنوات وكان حلمه أن يقبل بإحدى الفرص المعلن عنها في الحرس الملكي أو الحرس الوطني أو غيرها في المجال العسكري، لكن المدرسة الأهلية رفضت تسليمه الشهادة لعجزي عن تسديد رسوم متراكمة قدرها 39 ألف ريال، وقدم أقرانه وزملاؤه وقبلوا وهو مازال عاطلا أربع سنوات لأن التقديم يحتاج لصورة طبق الأصل من الشهادة؛ والمدرسة تحتجز الشهادة منذ أربع سنوات.
تواصلت مع أهل الخير وما أكثرهم واستعد عدد منهم للمساهمة في التسديد، وبعد أن وصلنا لنصف المبلغ تواصلت مع مالك المدرسة هاتفيا وعرفته بنفسي فرحب وكنت أريد سؤاله إن كان ثمة تخفيض إذا سدد المبلغ دفعة واحدة والسماح بتسليم صورة الشهادة، فبادرني بالقول: (اعتبره معفًى من الرسوم كاملة)، فدعوت له وشكرته وبادرت بتبليغ الأم فبكت كثيرا وهي تدعو له وبشرت ابنها وهي معي على الهاتف فخر ساجدا يحمد الله، وتواصلت مع من وعدوا بالتسديد عنه وأبلغتهم بأنهم على نيتهم وسيكتب الله أجرهم وأن المالك أعفاه من الرسوم.
في اليوم التالي أرسلنا الطالب لاستلام الشهادة فأبلغه المحاسب أنه لم يعفَ من الرسوم وأن أحدا لم يبلغه، وقام المحاسب مشكورا بإرسال رسالة للمالك يستفسر فلم يرد عليه كالمعتاد، وتواصلت مع المالك مساءً فرد علي قائلا: (لقد أبلغت المحاسب للتو بالإعفاء)، فعدت واتصلت بالمحاسب فأبلغني أنه لم يكلمه ولم يرد على الرسالة، فعدت أتصل بالمالك فلم يرد، ولأنني لم أصدق أن يمارس أحد مثل هذا السلوك، قلت (جد لأخيك عذراً)، فتواصلت مع أحد أقرباء المالك ليفهم منه موقفه، وبعد أربعة أيام من تعطيل التبرع وتعطيل تقديم الطالب على فرصة عمره، أبلغني قريبه أن الرجل لم ينوِ لا إعفاءً ولا تخفيضاً!
هنا تساءلت: أين صدق الوعد والقول؟ وألم يكن بإمكانه أن يكون رجلا صادقا ويقول لي منذ البداية لا أستطيع؟! ولماذا أضاع على ذلك المسكين وأمه فرصة تسديد أهل الخير عنهم وجعلني أبلغهم بعدم الحاجة؟! أليس ما فعله من آيات المنافق فقد وعد وأخلف وحدث فكذب؟! وأي امتياز لمدرسة أهلية أو حتى التعليم الأهلي كله إذا لم يساير سياسة التعليم العام في المصداقية والنزاهة، ويكون المالك متعلما وصاحب مبادئ، وكيف لعبد مسلم يخشى الله ألا يرحم مسكينا ولا يتيح لمن رحموه أن يساعدوه والعبد العزيز يفترض ألا تأخذه العزة بالإثم بل يتواصل ويعتذر بعدم القدرة لا أن يكون جبانا فلا يواجه.
لذلك قلت في تغريدة ذات مساء إن الرجولة نوع والمرجلة طبع أي خلق، وأقصد أن هرمون الذكورة قد ينبت شعرا فوق الشفتين وفي الصدر والذراعين والساقين، لكنه لا يعطي شعورا بالمرجلة ولا يضمن أخلاق الرجال، والعبد العزيز حقا هو من يخشى العزيز الحكيم، الرحمن الرحيم، ونحمد الله أن في مجتمعنا المسلم رجالا ونساءً نذروا أنفسهم للعطاء وقد سددوا عن الطالب دون منة ولا نذالة.




http://www.alriyadh.com/1995350]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]