تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 2023م.. عَاماً للشِّعْرِ العَرَبِيِّ



المراسل الإخباري
02-04-2023, 03:09
http://www.alriyadh.com/media/thumb/cd/69/800_f9aa53a910.jpg ما زال الشعر العربي منذ غابر الأزمان إلى يومنا هذا حاضراً شامخاً، وما فتئ يثبت حضوره وتصاعده، وأنه الجنس الأدبي الأكثر توهجاً وإشراقاً ضمن قائمة الأجناس الأدبية؛ فبه عُرِفت فصاحة العرب، وتُذوِّقت بلاغتها، ودُوِّن تاريخها، وسُطِّرت أمجادها؛ ولهذا ما انفك الشعر منذ القديم يمدّ العربي بقوة واعتزاز، فكان قوة ناعمة تجعل منه صاحب اعتداد بإرثه الحضاري والمعرفي؛ ومن هنا لم يكن الشعر ميداناً خاصاً بجمال الألفاظ ورونقها، وعذوبة المعاني وروعتها، بل كان يتعدى ذلك إلى أن أصبح قيمة معرفية، إضافة إلى كونه قيمة نفسية ذات أثر عاطفي مهم.
إن الشعر العربي بوظائفه المتعددة، وغاياته المتنوعة، أصبح ينحو منحى العلم؛ ولهذا نجد ابن سلام الجمحي (231هـ) في كتابه (طبقات فحول الشعراء) يقول: "وكان الشعر في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به، به يأخذون وإليه يصيرون"، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه"؛ فمن ها هنا كان للشعر قيمته العلمية التي جعلت الجاحظ (255هـ) يفاخر به أمام فلسفة اليونان في قوله: "قلّ معنى سمعناه في باب معرفة الحيوان من الفلاسفة، وقرأناه في كتب الأطباء والمتكلمين، إلا ونحن قد وجدنا قريبًا منه في أشعار العرب والأعراب".
ولأهمية الشعر العربي، وبيان فضله، وعظيم قيمته وأثره؛ فقد أوردت كتب الأدب كثيراً من مناقبه، فمن ذلك ما جاء عند ابن رشيق القيرواني (456هـ) في كتابه (العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده)، حيث جاء فيه: "كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى أبي موسى الأشعري: مر من قبلك بتعلم الشعر؛ فإنه يدل على معالي الأخلاق، وصواب الرأي، ومعرفة الأنساب"، وجاء فيه أيضاً: وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الشعر ميزان القول، ورواه بعضهم: الشعر ميزان القوم".
فالشعر العربي لم يعد موطن جمال لغوي تتزين به الألفاظ والمعاني فحسب، بل هو مصدر علمي، ومنبع معرفي، وميدان فلسفي لكثير من العلوم والمعارف، وليس أدل على ذلك من تنوع مشاربه، واتجاهاته، فمن شعر غنائي ذي فضاء رحيب، إلى شعر تعليمي ذي ميدان عجيب، إلى شعر التمثيلي (المسرحي) ذي حقل خصيب، وأما الموضوعات والأغراض فهي من الاتساع بحيث لا نجد غرضاً أو موضوعاً إلا وقد طرقه الشعر العربي، ويكفيك أن تعرف هذا الاتساع والامتداد أن الشعر الأندلسي – مثلاً - بألوانه المستجدة، وأغراضه المستحدثة، كان باباً للتثاقف الأدبي مع الآخر الأجنبي في شعر (التروبادور).
واليوم تسعى المملكة العربية السعودية ضمن جهودها الطموحة في الارتقاء بكل ما من شأنه تعميق الأثر الأدبي، والثقافي، ولعل من ذلك موافقة مجلس الوزراء على تسمية هذا العام (2023م) عام الشعر العربي؛ إيماناً بأثر الشعر العربي وأهميته، ويأتي هذا الاختيار الوجيه امتداداً للدعم غير المحدود الذي يحظى به قطاع الثقافة بوصفه إحدى ركائز رؤية المملكة، وهو امتداد لسلسة من الاهتمام المتواصل الذي يحظى به الأدب وأهله بشكل عام، ويحظى به الشعر تحديداً، وإن من ينظر في جهود وزارة الثقافة، وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وغيرها من المؤسسات الثقافية السعودية كجائزة الملك فيصل العالمية، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وأكاديمية الشعر العربي، وجوائز الملتقيات، والشخصيات، والأندية الأدبية، سيدرك ذلك الاهتمام بشكل جلي.




http://www.alriyadh.com/1995828]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]