المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب والروبوت!



المراسل الإخباري
02-10-2023, 04:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
الحب فطرة فُطر عليها الإنسان والحيوان أيضاً، وهي تلك العاطفة والمشاعر الوجدانية التي تميز بها هذا المخلوق على وجه الأرض لكي تعمَّر ويُستخلف فيها؟
دمار يلحق بالعالم حتى يحيله إلى كومة من المعالم الأثرية لكل دولة، فلا يبقى إلا التاريخ، خاملاً على أطراف كل مكان ينتظر أن يُبعث إنسان جديد يحميه ويبجله ويعيد له مكانته التي افتقدها في غياب البشرية، إثر انفجار نووي يدمر كل شيء ولم يبقَ سوى الآلات.
وفي هذه الحال يتصدر صندوق الطرد مكانته مع جامع القمامة وهما آلتان تعتمدان على بعضهما البعض بإذكاء الشحن عبر زنمبرك يحمله كل واحد منهما في ظهره. وفي هذه الحال يُنصب كل واحد منهما نفسه امبراطوراً على العالم في تبادل مع الآخر؛ إلا أن صندوق الطرد ينفرد بالسلطة لنفسه فقط باعتبار أن آلة جمع القمامة تفقد ذاكرتها حينما ينتهي الشحن، فيوهمه أنه كان إمبراطوراً بالأمس.
الإمبراطور يسوقه الضجر للبحث عن معشوقته الفضلات، فيجد كُرة من الثلج يذيبها ليخرج منها شاب وفتاة سبق أن حقنا نفسيهما بمصل ضد التلوث النووي. وعند سؤالهما يعرف الإمبراطور أنهما عالِم وحبيبته من زمن الإنسان وهو بدوره يخبرهما بأنه إمبراطور هذا العالم المكون من حطام برج إيفل وجبال كردستان وسور الكرملين وغابات الأمازون وغيرها، في حين أنه يخبرهما بأن صديقه تنتابه حالات إغماء وفقاً للتلوث البيئي. وبناء عليه ينبه على جامع القمامة بألا يخبرهما أنهما آلات لكي يحكموا سيطرتهم على العالم. ينبري العالم في تنقية المناخ وجمع الطعام بعد معالجته، لكن محبوبته تضجر من إهماله لها فتتجه بمشاعرها للإمبراطور طمعاً في السلطة، وهو أيضاً يبادلها المشاعر ويوافقها الرأي برغم نصيحة صديقه له بأن يدعهما وشأنهما لكي ينجبا ذرية تعمل على صيانتهما، لكن الامبراطور يطمع في الفتاة فيتفق معها على تدبير مكيدة يعدم على إثرها العالِم في الغسالة صندوق الإعدام. وحينها يخبر الإمبراطور الفتاة أنه آلة لا يقوى على شيء فتذهب الفتاة في الفلاة تبحث عن آدم جديد!
فالحب فطرة فُطر عليها الإنسان والحيوان أيضاً وهي تلك العاطفة والمشاعر الوجدانية التي تميز بها هذا المخلوق على وجه الأرض لكي تعمَّر ويُستخلف فيها؟
هذا ملخص سريع لنص مسرحي كتبته عام 1997 بعنوان (حالة اختبار)، وكأنني أتساءل عن ماذا لو وجدت مشاعر إنسانية بين الروبوت والإنسان؟ وهي مشكلة قدرية إذا ما حدث ذلك، فالأمر سيتحول إلى تدمير الإنسان نفسه كما تدمر ذلك العالِم الذي من شأنه عمارة الكون، فالإمبراطور أحب الفتاة التي لم يستطع التواصل معها بعد ذلك، فالمشاعر لدى الآلات مبرمجة بلا إحساس مفعم يقول في ذلك "بليك ليمون" بأن إحدى الشركات الحية أصبحت تصنع روبوتاً ذا مشاعر حتى وإن نفت الشركة مؤخرا؛ إلا أنه يظل أمرا ًخطيراً للغاية فقد سبق وأن عرض فيلم (آي لاف يو) بأن السيدة تمتلك روبوتاً ليكون لها ونيساً وصديقاً، لكن الروبوت أحبها، هذا الحب الذي أوقعها في شرك مطاردته لها طيلة أحداث الفيلم.
فقصص الحب أو الكراهية قد تجعل من الحياة جحيما، كما كان يعيش "خواكين فينيكس" في أحد أفلامه في دور "ثيودور تومبلي" في إحدى فترات حياته بعد أن هجرته حبيبته وأصبح وحيداً يُجهز حاله للطلاق، كان يشغل تومبلي وقته بألعاب الفيديو والخروج مع أصدقائه حتى اشترى نظام تشغيل ذكي أُعلن عنه كأذكى نظام تشغيل بالعالم، تبدأ قصة حب جديدة لكنها هذه المرة لسامانثا (سكارلت جوهانسون) الصوت الأنثوي لنظام التشغيل الذكي الذي يحول حياته إلى جحيم.
وكذلك "هالي جويل" و"جود لو وفرانسيس" ونخبة من الممثلين، في مأساة ذلك الطفل الآلي ديفيد الذي يمتلك مشاعر بشرية، تتبناه أسرة تعاني من مرض ابنها البشري، نشأت علاقة قوية وحب شديد بين ديفيد وأمه من التبني، لكن الأمر يصبح جحيما لديفيد عندما عاد الابن.
فمن اللافت للنظر أن مهندسين أمريكيين اقتربوا من ابتكار روبوت يمتلك مشاعر بشرية اسموه (EVA) مؤكدين على أنه قادر على إظهار تعابير دقيقة مما يساعد على التعامل مع الإنسان.
وفي هذا دعا "بيليك" إلى إنشاء منظمة دولية وقاعدة بيانات تابعة للأمم المتحدة، والسبب وراء هذه الدعوة يقول: "لو نظرت إلى التقنية النووية علي سبيل المثال فقد قمنا بالبحث العلمي في مجال التقنية النووية ثم استخدمنا القنبلة النووية ثم أنشأنا منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة لحماية البشر من الأسوأ، أنا أدعو لإنشاء منظمة دولية تنظيمية لمراقبة هذا القطاع على المستوى الدولي، وفي هذه الحال يمكنك تطوير أي نظام تريد حتى لو كان ضارا بالبشر أو ضارا بالكوكب"، فمن الخطورة أن يحمل الروبوت مشاعر إنسانية. وهنا تكمن المخاوف في أن الآلة قد تكون مستقلة عن البشر لكن الشركات في هذا القطاع تقاوم هذه الدعوة وبشدة، بحجة أن المشاعر هي برمجة تدخل للآلة ولكن لا يمكن أن تكون صاحبة قرارات آو تطورات أو تتطور إلى فعل!
وهذا هو التساؤل الذي طرحته في عملي المسرحي (حالة اختبار) منذ عشرين عاما وهو كيف لو استغنت الآلة عن الإنسان؟ تساؤل حرك الفعل المسرحي نحو التطور وهو أن صندوق الطرد سرق المعرفة من العالِم حينما رآه يصلح زنبمرك فتاة آلة الهارب لكي تستمر في إصدار نغماتها الموسيقية بلا نشاز، حيث إنه أخذ يركن ظهره إلى زنمبرك آلة الهارب فيشحن نفسه بنفسه، ومن هنا استغنى عن صاحبه جامع القمامة وتركه يغشى عليه وهو يترافع عن العالِم فيصدر قراره بإعدام العالِم لأنه استغنى عنه وعن صديقه الذي كان يكسبه الحركة بتحريك الزنمبرك!
تشبه تلك المشاعر التي يمتلكها البشر..




http://www.alriyadh.com/1996883]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]