المراسل الإخباري
02-10-2023, 04:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا يجادل الاقتصاديون أن العالم يتجرع الآن كوكتيلاً من العلقم والخمول، فهذا الاعتراف يفيد في إدراك الوضع الراهن، حتى لا ترفع الجماهير سقف التوقعات أكثر من اللازم، وتقنع بمحدودية التطلعات والأهداف، ويكفي فقط أن نشير إلى أننا نخوض حالياً غمار العام الرابع على التوالي من الجائحة، بينما تطفئ الحرب الروسية شمعتها الأولى، في ظل عواصف اقتصادية مدمرة من نوعية هشاشة النمو والديون، والفقر والجوع، وتهديد إمدادات الطاقة، والضغوط التضخمية، وارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي دفع ببعض الساسة إلى رفع شعارات التقشف باعتبارها الحل الأمثل للمعضلات الراهنة.
في بريطانيا على سبيل المثال، يبدو أن التقشف كلمة السر، فقد وجد ليبقى، وإذا كان اقتصاد المملكة المتحدة يواجه أطول فترة ركود منذ بدء تسجيل البيانات، والتي يتوقع أن تمتد آثارها حتى عام 2024، فإن أحدث ميزانية لحكومة المحافظين توصف بأنها تقشفية بامتياز، وهكذا، يمكن اعتبار سياسة التقشف الوضع الطبيعي المهيمن في سادس أكبر اقتصاد عالمي، ولإيضاح الصورة أكثر، علينا أن نتذكر أنه قبل أيام فقط تم إسدال الستار رسمياً على أشهر إذاعة عالمية في القرن العشرين، وهى راديو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، تحت مبرر توفير النفقات، وتم شطب مئات الوظائف، وهو أمر غير مسبوق حتى في الأوقات العصيبة حالكة السواد مثل الحرب العالمية والأزمات المالية.
ينعكس مدى قوة الشعور بالسياسات الاقتصادية في تأثيرها اليومي على حياة ملايين البشر عبر أزمة تكاليف المعيشة، والتدفئة، والرعاية الصحية، والتسوق، والسفر والسياحة، بينما تستمر آثار التخفيضات التراكمية للنفقات عبر الزمن والأجيال، الأمر الذي يفاقم من فجوة اللامساواة المنتشرة أصلاً، فيما تشكل الذكريات المؤلمة لسنوات الركود المفتاح الرئيس لفهم كيفية الاستجابة الشعورية للمستهلكين إزاء الكساد، وغالبًا ما يتم مشاركة هذه التجارب الإنسانية مع تاريخ العائلة بطريقة تؤثر على طبيعة النظرة الشعبية للقضايا المالية الشائكة.
يمكن اعتبار التقشف أزمة شخصية ومعضلة إنسانية تؤثر على أحلام الناس وتطلعاتهم المستقبلية، بما في ذلك التمتع بامتلاك منزل العمر، والأمان الوظيفي، بل إن آثار هذه التجربة المريرة تمتد لتشمل عجز البعض عن اتخاذ قرارات بديهية مثل الرغبة في إنجاب أطفال من عدمه، وهذا يعنى أن آثار السياسات الاقتصادية ليست مؤقتة، لأنها تنتشر عبر تاريخ العوائل وذرياتهم، حتى لو تحسنت الظروف المعيشية لجيل ما بعد التقشف، والأدهى، أن سياسات التقشف ترسخ عقدة عدم المساواة في المناطق المحرومة بفعل إعراض المستثمرين عن إقامة المشاريع في هذه المناطق النائية، وهذه فكرة متأصلة بشكل أعمق في الأجزاء الجنوبية من العالم.
وحتى لو انعكست السياسات التقشفية اليوم على حياة الملايين، فإن الآثار طويلة المدى على الأجيال المقبلة لا يمكن حصرها، ولهذا يجب التوقف قبل تنفيذ أي سياسة اقتصادية أمام آراء المختصين بشأن نتائجها المستقبلية، وهنا، يمكن الاستعانة بتقييم الخبراء للتجارب السابقة واللاحقة، ونعتقد أن تسليط الضوء عليها يساعد في عدم تطبيع التقشف بما يمثله من دمار مالي واجتماعي ونفسي، وربما تكون صرخة للفت الأنظار إلى توابع الآثار السلبية طويلة المدى على الأجيال المقبلة، ونعتقد أن التحدي الأساسي أمام الحكومات التقشفية هو مراعاة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية، وتحصين الفقراء ومحدودي الدخل من تبعات هذه الإجراءات الاستثنائية.
http://www.alriyadh.com/1996940]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في بريطانيا على سبيل المثال، يبدو أن التقشف كلمة السر، فقد وجد ليبقى، وإذا كان اقتصاد المملكة المتحدة يواجه أطول فترة ركود منذ بدء تسجيل البيانات، والتي يتوقع أن تمتد آثارها حتى عام 2024، فإن أحدث ميزانية لحكومة المحافظين توصف بأنها تقشفية بامتياز، وهكذا، يمكن اعتبار سياسة التقشف الوضع الطبيعي المهيمن في سادس أكبر اقتصاد عالمي، ولإيضاح الصورة أكثر، علينا أن نتذكر أنه قبل أيام فقط تم إسدال الستار رسمياً على أشهر إذاعة عالمية في القرن العشرين، وهى راديو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، تحت مبرر توفير النفقات، وتم شطب مئات الوظائف، وهو أمر غير مسبوق حتى في الأوقات العصيبة حالكة السواد مثل الحرب العالمية والأزمات المالية.
ينعكس مدى قوة الشعور بالسياسات الاقتصادية في تأثيرها اليومي على حياة ملايين البشر عبر أزمة تكاليف المعيشة، والتدفئة، والرعاية الصحية، والتسوق، والسفر والسياحة، بينما تستمر آثار التخفيضات التراكمية للنفقات عبر الزمن والأجيال، الأمر الذي يفاقم من فجوة اللامساواة المنتشرة أصلاً، فيما تشكل الذكريات المؤلمة لسنوات الركود المفتاح الرئيس لفهم كيفية الاستجابة الشعورية للمستهلكين إزاء الكساد، وغالبًا ما يتم مشاركة هذه التجارب الإنسانية مع تاريخ العائلة بطريقة تؤثر على طبيعة النظرة الشعبية للقضايا المالية الشائكة.
يمكن اعتبار التقشف أزمة شخصية ومعضلة إنسانية تؤثر على أحلام الناس وتطلعاتهم المستقبلية، بما في ذلك التمتع بامتلاك منزل العمر، والأمان الوظيفي، بل إن آثار هذه التجربة المريرة تمتد لتشمل عجز البعض عن اتخاذ قرارات بديهية مثل الرغبة في إنجاب أطفال من عدمه، وهذا يعنى أن آثار السياسات الاقتصادية ليست مؤقتة، لأنها تنتشر عبر تاريخ العوائل وذرياتهم، حتى لو تحسنت الظروف المعيشية لجيل ما بعد التقشف، والأدهى، أن سياسات التقشف ترسخ عقدة عدم المساواة في المناطق المحرومة بفعل إعراض المستثمرين عن إقامة المشاريع في هذه المناطق النائية، وهذه فكرة متأصلة بشكل أعمق في الأجزاء الجنوبية من العالم.
وحتى لو انعكست السياسات التقشفية اليوم على حياة الملايين، فإن الآثار طويلة المدى على الأجيال المقبلة لا يمكن حصرها، ولهذا يجب التوقف قبل تنفيذ أي سياسة اقتصادية أمام آراء المختصين بشأن نتائجها المستقبلية، وهنا، يمكن الاستعانة بتقييم الخبراء للتجارب السابقة واللاحقة، ونعتقد أن تسليط الضوء عليها يساعد في عدم تطبيع التقشف بما يمثله من دمار مالي واجتماعي ونفسي، وربما تكون صرخة للفت الأنظار إلى توابع الآثار السلبية طويلة المدى على الأجيال المقبلة، ونعتقد أن التحدي الأساسي أمام الحكومات التقشفية هو مراعاة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية، وتحصين الفقراء ومحدودي الدخل من تبعات هذه الإجراءات الاستثنائية.
http://www.alriyadh.com/1996940]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]