المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغسيل القذر



المراسل الإخباري
02-12-2023, 03:19
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الوجه السياسي مملوء بندبات التلون، وملامح السياسة يشوهها دوماً الغباء الذاتي لدى مدمني نشر الغسيل القذر على أسطح وسائل الإعلام بتخمة عالية من الحقد الغائر في نفس متدنية، وعقل لا يعرف الحكمة، ووعي متلبس بالجهالة.
مجريات الأحداث تتدفق على مسارات متحولة، وتصب في زوايا ضيقة.. ومن يتابع اليوم يدرك أحجام التقلبات التي قد تطرأ على سياقات خاملة في علاقات دولية ساخنة أو باردة.
بعض الدول تتجسد نواياها على ألسنة آلتها الإعلامية المتأرجحة بين الوصاية والتوجيه وأحياناً الأطماع خاصة وعامة. وتضج بعض الأصوات معبرة عن واقع يعيشه نظام لا ضابط لإعلامه ولا يستطيع أن يسخره فيما ينفعه فيغدو ويمسي محتواه كالزبد الذي يطفو على جنبات الإهمال.
في المملكة العربية السعودية تسمو حالتنا السياسية في سماءات المؤشرات العالمية الإيجابية والصيت دولياً، وتبرز معالم التأثير والمكانة لكل باصر لديه بصيرة.. وفي المملكة يتجلى واقعنا الاقتصادي على أرضية البناء والتوازن وينتشر في جهات النمو والتنمية والاستدامة وتنويع مصادر الدخل وتكثيف الناتج المحلي من خلال المزاج العالي لرؤية 2030.
ولاشك أن السلوك السياسي والاقتصادي في واقع متقلب في العلاقات الدولية وعلى مستوى العالم يحتاج إلى مراعاة المصالح، وضبط التعامل، وترشيد الحالات الاقتصادية التقليدية.
المملكة بفضل الله ومنته ثم رشد القيادة بمراعاة الأخوة والصداقة تهب وتقرض وتساعد وتتعاون مع معظم دول العالم عامة وخاصة الدول العربية ذات العمق الإستراتيجي، والرابط التاريخي، واشتراك المصير ولا تكاد تخلو دولة عربية من وجود مالي داعم لحكوماتها في بنوكها ومؤسساتها حيث إن الشأن المالي هو أحياناً قد يعتبر محركاً أساسياً للمواقف السياسية وتداول العلاقة الثنائية بين الدول. فالكل يسعى لطلب المساعدة والاقتراض والهبات حين تعصف بتلك الدول احتياجات، أو متطلبات، أو إشكالات اقتصادية مقصودة وغير مقصودة، وما صندوق النقد الدولي، ومجموعة البنك الدولي ببعيدين والكل يعرف حجم المقابل الذي ستدفعه الأطراف المتورطة في الاقتراض معهما لاحقاً.. هكذا هي فلسفة سياسة العلاقة المالية بين منظمات عالمية وحكومات، ولكن بعض الدول تستطيع أن تقتنص فرصاً اقتصادية منوعة ما بين استثمار، أو بيع وشراء أصول، أو أسهم، أو إيداعات في البنوك المركزية وتثبيت العملات المحلية عبرها أو قروض طويلة وقصيرة الأجل، أو هبات.
والمملكة هي إحدى الدول الداعمة التي بفضل الله ومنته لم ينقطع لها مساعدة على مختلف أشكالها هبات كانت أم إيداعات، أو دعماً خاصاً، أو إقامة مشاريع، أو قروضاً ميسرة وقد تسقط لاحقاً.. لذا فكثير من تلك الدول بالذات العربية استفادت من سياسة العطاء السعودية بفضل الله ومنته والوقوف المالي والاقتصادي واللوجستي مع أشقائها العرب وأصدقائها في العالم.
وتبرز إشكالية كبيرة يظهرها الزمن في أن تلك المساعدات والعطاء والقروض والهبات يظنها المستفيد حقاً له مع مرور الزمن فتجد منابر الخراصين يثرثرون ويتهمون ويكذبون ويحاكمون ويتطفلون علينا ويتابعون تنميتنا وتطورنا بكل تفاصيله ويسخرون منه بأهوائهم العفنة ويصل بعضهم إلى مرحلة من المحاسبة واللوم والاستنكار وينتفخ فيطالب باستقطاع له من مقدرات بلادنا الاقتصادية كما تصل به الحال عند تغير الحال بإيقاف هبة أو اشتراط على مساعدات أو وضع شروط على ودائع إلى بيع موقفه إلى أول مشترٍ، وتجده ينقلب بشكل كبير خصوصاً إن كانت المملكة طرفاً في المساعدة وغيرت سياستها، ثم ينفجر بعضهم بالشتم والانتقاد والإساءة وكأن حقاً لهم تم قطعه وسلبه.. وكأن من المفروض والإجبار أن يوهبوا سبهللة.. وكأن المعطي أخذ منهم.. وكأن المكرم ظلمهم.
وتتعجب من أولئك فالبنك الدولي وصندوق النقد لا يطوله لوم ولا تصله شكوى ولا تطلق عليه أصوات الإعلام بالسب والاستنقاص، بل تجدهم في حالة من الخنوع والركوع السياسي والاستكانة الكاملة.
ويبقى القول: المملكة دولة عظيمة ومعطاءة لا تقف عند صغائر الأمور ولا صغار الأطراف ولا تبالي بأصوات الجاحدين وكفّار العشير، ولا تتأثر وتهتم بالمهاترات، فعقليتنا الراشدة هي التي تحكم الأمور وليست الرغبات، أو النوايا، أو المنافع المائلة، وهي تعطي بلا حدود، والكل يعرف ذلك سواء اعترفوا، أو جحدوا فلا يغطى فضل الله علينا بأن نساعد الآخرين بلا منة ولا تفاضل صوتي فتغطى بغربال السفاهة الدبلوماسية، أو الحمق الإعلامي، ولكن المملكة عبر تجربتها وخبرتها ومقومات سياستها الحكيمة تستطيع أن تفرز من معها، أو ضدها وترد بما يناسب في الوقت المناسب، حيث إن لوطننا سيادة محمية، ولشعبه أولوية عادلة ومن تدنى خلقه فشاء القلة فليستقلل ومن أراد الحكمة والصدق فرحابة الصدر لدينا أوسع.




http://www.alriyadh.com/1997154]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]