المراسل الإخباري
02-12-2023, 03:19
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png انقضى عامٌ على فقد والدتي "نورة بنت سليمان السويلم"، ولا يزال طيف ذكراها يلوح في كل زاوية، مضت أيامٌ وشهور وكأنما لم ترحل.
يصادف اليوم 12 فبراير الذكرى الأولى لرحيل سيدتي الأولى، يومٌ لن أنساه ما حييت، خسرت فيه بوصلة حياتي ونور عيني، التي أدين لها بالفضل كله.. أدين لها بكل ما لدي اليوم.
تلكم المرأة التي شيّدت صرح ثقافتها بنفسها، وغرست حب الأدب والثقافة في عقول بناتها وأبنائها، كانت تقرأ كل ما تقع عليه عيناها، وتطالع دوماً الجديد والعميق، لتورث ذريتها هذه الخصلة المباركة، حرصت على توفير البيئة التعليمية المناسبة لهم، تلكم المرأة التي تجاوزت أبناءها لغيرهم، فـأمست أماً و"معلمة" للكثيرين، وخاصة لأبناء وبنات جيراننا، ممن ضحت بوقتها وجهدها لأجلهم.
تحمّلت "أمي" الثقيل من الآلام خلال سنواتها الأخيرة، ولا أزال أتذكر صبرها واحتسابها خلال الرحلة العلاجية الطويلة في معهد "دانا-فاربر" في "بوسطن" قبل سنوات، وكيف كان الرضا يلازم محياها رغم التعب والألم، خلال تلكم الرحلة استطعت -مع أخوتي- الاقتراب منها أكثر، سَمِعت منها قصص طفولتها في حي الشميسي -وسط الرياض-، كيف تزوجت وهي صغيرة واستطاعت بناء أسرة مباركة. عادت بي الذكريات إلى رحلاتنا العائلية الطويلة عبر ربوع بلادنا والولايات المتحدة الأمريكية وسيرلانكا وتركيا ومصر وغيرها، وحمداً لله أننا وَثقنا تلكم الذكريات صوتاً وصورة.
تلكم المُحسنة التي لم نعرف عن بذلها للخير إلا بعد رحيلها، حينما توافد جموع من كانت تهتم بهم وتساعدهم، ناهيك عن فيض التقدير والترحم من جمهور المعزين، وممن شارك في الصدقات الجارية عنها، عبر منصة "إحسان".
لا أزال أحتفظ برقم جوال والدتي، بل أحتفظ بجهاز جوالي حتى لا أفقد تلكم الرسائل، تعليقاتها على مقالاتي وقصصي، توجيهاتها ونصائحها.. في الليالي الداكنة أأنس بالعودة لرسائلنا المتبادلة، أقرؤها مرات ومرات، وكأنما تجلس في كرسيها المعهود، أستشعر دفء كلماتها وصدق مشاعرها، بالتأكيد هي أمي نورة.
ألوذ بمكتبتي، التي أسست بكتبٍ أهديت من أمي، أفتح الصفحة الأولى من كتابي الأول "رؤى صيدلانية"، الذي أصدرته قبل خمسة عشر عاماً، وأهديته لأمي وأبي عرفاناً بما قدماه لي من كثير الدعم والتشجيع، أتلمس مقالي "أمي نورة" الذي نشرته عنها هنا قبل وفاتها بستة أشهر، وسعدت أنها قرأته بنفسها وابتهجت به، والأهم زهوّها أن يكتب عنها ابنها في أعرق صحيفة سعودية، وأن أبلغها أن هذا المقال بالذات سجل أرقاماً مقروئية قياسية مقارنة بمقالاتي الأخرى! أستذكر فَخري حينما شرفتني بحضورها حفل توقيع كتابي الأخير "ماذا لو!" في معرض الرياض الدولي للكتاب.
لم أتصور يوماً ما أن أفقد "أمي"، وأن أعيش دون اهتمامها ورعايتها كيتيم في الأربعين، لكنها سنّة الحياة، وحسبي أني أتذكرها كل يوم بحنين الشوق والحب، وأستذكر أيامنا الجميلة ولحظاتنا الخالدة، والأهم أنها بجوار ربٍ غفورٍ كريم.. رحمك الله يا أماه.
http://www.alriyadh.com/1997156]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
يصادف اليوم 12 فبراير الذكرى الأولى لرحيل سيدتي الأولى، يومٌ لن أنساه ما حييت، خسرت فيه بوصلة حياتي ونور عيني، التي أدين لها بالفضل كله.. أدين لها بكل ما لدي اليوم.
تلكم المرأة التي شيّدت صرح ثقافتها بنفسها، وغرست حب الأدب والثقافة في عقول بناتها وأبنائها، كانت تقرأ كل ما تقع عليه عيناها، وتطالع دوماً الجديد والعميق، لتورث ذريتها هذه الخصلة المباركة، حرصت على توفير البيئة التعليمية المناسبة لهم، تلكم المرأة التي تجاوزت أبناءها لغيرهم، فـأمست أماً و"معلمة" للكثيرين، وخاصة لأبناء وبنات جيراننا، ممن ضحت بوقتها وجهدها لأجلهم.
تحمّلت "أمي" الثقيل من الآلام خلال سنواتها الأخيرة، ولا أزال أتذكر صبرها واحتسابها خلال الرحلة العلاجية الطويلة في معهد "دانا-فاربر" في "بوسطن" قبل سنوات، وكيف كان الرضا يلازم محياها رغم التعب والألم، خلال تلكم الرحلة استطعت -مع أخوتي- الاقتراب منها أكثر، سَمِعت منها قصص طفولتها في حي الشميسي -وسط الرياض-، كيف تزوجت وهي صغيرة واستطاعت بناء أسرة مباركة. عادت بي الذكريات إلى رحلاتنا العائلية الطويلة عبر ربوع بلادنا والولايات المتحدة الأمريكية وسيرلانكا وتركيا ومصر وغيرها، وحمداً لله أننا وَثقنا تلكم الذكريات صوتاً وصورة.
تلكم المُحسنة التي لم نعرف عن بذلها للخير إلا بعد رحيلها، حينما توافد جموع من كانت تهتم بهم وتساعدهم، ناهيك عن فيض التقدير والترحم من جمهور المعزين، وممن شارك في الصدقات الجارية عنها، عبر منصة "إحسان".
لا أزال أحتفظ برقم جوال والدتي، بل أحتفظ بجهاز جوالي حتى لا أفقد تلكم الرسائل، تعليقاتها على مقالاتي وقصصي، توجيهاتها ونصائحها.. في الليالي الداكنة أأنس بالعودة لرسائلنا المتبادلة، أقرؤها مرات ومرات، وكأنما تجلس في كرسيها المعهود، أستشعر دفء كلماتها وصدق مشاعرها، بالتأكيد هي أمي نورة.
ألوذ بمكتبتي، التي أسست بكتبٍ أهديت من أمي، أفتح الصفحة الأولى من كتابي الأول "رؤى صيدلانية"، الذي أصدرته قبل خمسة عشر عاماً، وأهديته لأمي وأبي عرفاناً بما قدماه لي من كثير الدعم والتشجيع، أتلمس مقالي "أمي نورة" الذي نشرته عنها هنا قبل وفاتها بستة أشهر، وسعدت أنها قرأته بنفسها وابتهجت به، والأهم زهوّها أن يكتب عنها ابنها في أعرق صحيفة سعودية، وأن أبلغها أن هذا المقال بالذات سجل أرقاماً مقروئية قياسية مقارنة بمقالاتي الأخرى! أستذكر فَخري حينما شرفتني بحضورها حفل توقيع كتابي الأخير "ماذا لو!" في معرض الرياض الدولي للكتاب.
لم أتصور يوماً ما أن أفقد "أمي"، وأن أعيش دون اهتمامها ورعايتها كيتيم في الأربعين، لكنها سنّة الحياة، وحسبي أني أتذكرها كل يوم بحنين الشوق والحب، وأستذكر أيامنا الجميلة ولحظاتنا الخالدة، والأهم أنها بجوار ربٍ غفورٍ كريم.. رحمك الله يا أماه.
http://www.alriyadh.com/1997156]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]