المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرار للمريض



المراسل الإخباري
02-14-2023, 03:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يختلف الأطباء -مثل غيرهم- في الرأي حول حالة مرضية معينة. قد يكون الاختلاف حول التشخيص وقد يكون حول طريقة العلاج، يعتمد الثاني على الأول ويثق المريض بعد الله في رأي الطبيب في المرحلتين، التقدم العلمي والتقني في مجال الطب لا يعني اختفاء تعدد الآراء، هذا التعدد ظاهرة طبيعية في كل مجال ولهذا لا يكتفي المريض برأي واحد، لكنه سيجد نفسه في حالة الاختلاف بين رأيين أنه في حالة حيرة حين يقال له (القرار لك).
وجدت نفسي في هذا الموقف فذهب بي التفكير إلى مقارنة اختلاف الرأي بين الأطباء مع الاختلافات أو لنقل النقاشات الفكرية والأدبية والاجتماعية.
القرار في موضوع الصحة أحيانا يكون قرارا لا يقبل الانتظار، أما القضايا الفكرية فالقرار أو الرأي فيها هو ليس قرارا عاجلا، هو حصيلة رحلة فكرية.
الرأي في موضوع الصحة يتكون على أساس علمي وتشخيص وحقائق، هذا الواقع ليس دائما ما يحدث في النقاشات الفكرية.
القرار الصحي في الحالات الطارئة لا مجال فيه للانتظار وليس للمريض دور في اتخاذ هذا القرار. هل يوجد قرارات طارئة في النقاشات الفكرية والأدبية؟ القرارات الحاسمة تكون في القضايا الاجتماعية والإدارية والقانونية، أما الحوار أو الجدل أو المناظرات فهي مستمرة إلى يوم لا يعلمه إلا الله.
القرار الصحي لا تراجع عنه، القرار الفكري يتغير بتغير الظروف. ينتقل الإنسان من فكر إلى فكر مناقض خلال فترة زمنية معينة. القرار الصحي في كثير من الحالات مسؤولية مشتركة، القرار الصحي مسؤولية فردية.
القرار الصحي قرار لا يقبل النقاش في معظم الحالات نتيجة الثقة بالطبيب، القرار الفكري مجال للجدل، القرار الصحي قد يكون سببا في إنقاذ الإنسان من الخطر، القرار الفكري قد يقود الإنسان إلى سكة الخطر كما يفعل الفكر المتطرف.
تتعدد الآراء والاجتهادات والتدخلات أحيانا من غير المختصين في القضايا الصحية، وكذلك يجد الإنسان نفسه أحيانا محاصرا بين تيارات فكرية مختلفة أو وسط نقاشات ثقافية واجتماعية، قد تسعفه ثقافته في التقييم والتفكير النقدي واختيار الطريق الصحيحة، وقد ينقاد لفكر معين بتأثيرات غير موضوعية.
القرار للمريض، ما يساعده على اتخاذ القرار المناسب هو أخلاقيات الطبيب وقدراته العلمية ومهاراته في التواصل مع المريض، الواقع يقول إن معظم الأطباء من هذه الفئة لأن الطب مسؤولية لا ينتمي إليها إلا من هو أهل لها، والحالات الفردية لا يقاس عليها، وهنا أجد من المناسب ختام ما سبق من خواطر أو هواجس بالفخر والاعتزاز بالقطاع الصحي في المملكة والإشادة بالطبيب السعودي والممرض السعودي وجميع العاملين في هذا القطاع بالتخصصات كافة.




http://www.alriyadh.com/1997477]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]