المراسل الإخباري
02-21-2023, 03:43
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نحتفل غداً بيوم التأسيس وهو اليوم الذي احتفى في ذلك الوقت بالتاريخ السابق لهذه الأرض الحية والنابضة والعامرة بثقافات متنوعة وآثار مدهشة وحضارات عريقة تضمنت لغات وفلسفات وفنون أدبية ومعمارية ضخمة.
غداً نقطة فاصلة استرد فيها تاريخ المنطقة هيبته وانبثقت فيه من جديد الحياة المنظمة التي يتطلع لها كل إنسان سوي، صحيح أنها تعثرت في المرة الأولى، وتعثرت في المرة الثانية، حتى جاء الوقت الذي انتفضت فيه واستقامت على يد عبدالعزيز بن عبدالرحمن المؤسس العظيم، فعمل على التجديد والالتحام بالمكان، يستلهم منه القوة ليحرك الزمان والإنسان لبناء دولة مختلفة وقوية، وتعاقب عليها من واصلوا العمل بلا انقطاع لتزداد قوة على قوتها حتى يومنا هذا، الذي نحتفل فيه بتأسيس دولة لم تقم من فراغ بل قامت على أسس عظيمة وتاريخ ضخم السجلات، وتستحق منا أن نعرف بها من يجهلها.
كنت من المحظوظين الذين زاروا مناطق كثيرة في شمال البلاد وجنوبها ووسطها وغربها، وأعرف جيداً شرقها لإقامتي فيه، وأعرف جيداً الشأن العظيم الذي كان لهجر والقطيف ودارين وتاروت، وأعرف ما حفظه لها التاريخ من ذكر عن مكانتها في التجارة العالمية حينذاك وغيرها من الجوانب الأخرى الاقتصادية والثقافية.
ثم زرت العلا، ويا لها من أرض! يلفك فيها الجمال والفخار، ويأخذانك إلى أعالي الجبال وعمق المدائن في الحجر المبهر، وكذلك هو الحال في نجران والطائف وأبها والقصيم، ومؤخراً زرت الدرعية نقطة البداية، وتجولت في بيوتها، وارتجفت أضلعي في أزقتها وأنا أتخيل مشاهد الحياة فيها ذات يوم بعيد استفاقت فيه الدرعية على حدث مهيب نعرف قيمته وأثره على الأرض والإنسان، ونعيش اليوم على ما خلفه لنا الأوائل من خيرات.
معظم المناطق التي زرتها في بلادي كنت قد قرأت عنها أو شاهدتها في مشاهد مصورة، ولكني عندما أقف عليها كنت أردد (ليس من سمع كمن رأى)، وأتمنى لو استطعت أن أصحب كل من أعرف ومن لا أعرفهم لرؤية كل تلك الأماكن، والعيش فيها للحظات في حضن تاريخها ومكانتها وجمالها، والتعرف على ذلك عن قرب يستحضر الماضي حتى يكاد الناظر يسمع أصوات من مروا هناك، ومن عاشوا في دروبها وتغنوا بقصائدهم في أرضها، ومن حملوا السيوف دفاعاً عنها، ومن سجلوا فيه كل ما سطرته الكتب عن أخلاقهم وأعمالهم وفنونهم. ولهذا أن تتفتق الأفكار في المدارس والجامعات لتحقيق ذلك لتتعرف الأجيال الناشئة على ما تملكه بلادنا من تاريخ عظيم سواء كان ذلك برحلات ميدانية أو أفلام وثائقية أو برامج تلفزيونية ليدركوا أن ثروتنا ليست في البترول والصناعات والمدن الحديثة التي يعيشون فيها اليوم ويتمتعون بكل وسائل الراحة والترفيه، وأنهم حين يرددون السلام الملكي وكثيراً من الأغاني الوطنية إنما يتغنون بتاريخ حافل وعامر يجب أن يتعرفوا من خلاله على هويتهم الثقافية التي تضرب جذورها في عمق الزمن منذ ملايين السنوات.
http://www.alriyadh.com/1998690]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
غداً نقطة فاصلة استرد فيها تاريخ المنطقة هيبته وانبثقت فيه من جديد الحياة المنظمة التي يتطلع لها كل إنسان سوي، صحيح أنها تعثرت في المرة الأولى، وتعثرت في المرة الثانية، حتى جاء الوقت الذي انتفضت فيه واستقامت على يد عبدالعزيز بن عبدالرحمن المؤسس العظيم، فعمل على التجديد والالتحام بالمكان، يستلهم منه القوة ليحرك الزمان والإنسان لبناء دولة مختلفة وقوية، وتعاقب عليها من واصلوا العمل بلا انقطاع لتزداد قوة على قوتها حتى يومنا هذا، الذي نحتفل فيه بتأسيس دولة لم تقم من فراغ بل قامت على أسس عظيمة وتاريخ ضخم السجلات، وتستحق منا أن نعرف بها من يجهلها.
كنت من المحظوظين الذين زاروا مناطق كثيرة في شمال البلاد وجنوبها ووسطها وغربها، وأعرف جيداً شرقها لإقامتي فيه، وأعرف جيداً الشأن العظيم الذي كان لهجر والقطيف ودارين وتاروت، وأعرف ما حفظه لها التاريخ من ذكر عن مكانتها في التجارة العالمية حينذاك وغيرها من الجوانب الأخرى الاقتصادية والثقافية.
ثم زرت العلا، ويا لها من أرض! يلفك فيها الجمال والفخار، ويأخذانك إلى أعالي الجبال وعمق المدائن في الحجر المبهر، وكذلك هو الحال في نجران والطائف وأبها والقصيم، ومؤخراً زرت الدرعية نقطة البداية، وتجولت في بيوتها، وارتجفت أضلعي في أزقتها وأنا أتخيل مشاهد الحياة فيها ذات يوم بعيد استفاقت فيه الدرعية على حدث مهيب نعرف قيمته وأثره على الأرض والإنسان، ونعيش اليوم على ما خلفه لنا الأوائل من خيرات.
معظم المناطق التي زرتها في بلادي كنت قد قرأت عنها أو شاهدتها في مشاهد مصورة، ولكني عندما أقف عليها كنت أردد (ليس من سمع كمن رأى)، وأتمنى لو استطعت أن أصحب كل من أعرف ومن لا أعرفهم لرؤية كل تلك الأماكن، والعيش فيها للحظات في حضن تاريخها ومكانتها وجمالها، والتعرف على ذلك عن قرب يستحضر الماضي حتى يكاد الناظر يسمع أصوات من مروا هناك، ومن عاشوا في دروبها وتغنوا بقصائدهم في أرضها، ومن حملوا السيوف دفاعاً عنها، ومن سجلوا فيه كل ما سطرته الكتب عن أخلاقهم وأعمالهم وفنونهم. ولهذا أن تتفتق الأفكار في المدارس والجامعات لتحقيق ذلك لتتعرف الأجيال الناشئة على ما تملكه بلادنا من تاريخ عظيم سواء كان ذلك برحلات ميدانية أو أفلام وثائقية أو برامج تلفزيونية ليدركوا أن ثروتنا ليست في البترول والصناعات والمدن الحديثة التي يعيشون فيها اليوم ويتمتعون بكل وسائل الراحة والترفيه، وأنهم حين يرددون السلام الملكي وكثيراً من الأغاني الوطنية إنما يتغنون بتاريخ حافل وعامر يجب أن يتعرفوا من خلاله على هويتهم الثقافية التي تضرب جذورها في عمق الزمن منذ ملايين السنوات.
http://www.alriyadh.com/1998690]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]