المراسل الإخباري
02-21-2023, 03:43
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في منتصف القرن الماضي اشتهر رسام الكاريكاتير الأميركي روبرت ربلي بجمع غرائب العالم تحت عنوان صدق أو لا تصدق. كان يجمع القصص الغريبة وينشرها مدعمة برسوم توضيحية ولاقت أعماله نجاحاً باهراً، وأصبح لديه مراسلون يمدونه بالغرائبيات من أنحاء العالم.
لو كان روبرت بيننا الآن فلن يحقق ذات النجاح، لأن الدهشة لدى العالم تبلدت بسبب ثورة التواصل التكنولوجية التي تصب علينا يوميا الآلاف من الصور والقصص والفيديوات، وما نطلب ولا نطلب من الأخبار والمعلومات.
هذا الكم الهائل من الضخ الذي يصل إلى عقولنا يدفع بنا نحو الكثير من المعاناة النفسية والجسدية، والتي بدأت آثارها بالفعل تظهر عبر تزايد حالات الحصر النفسي والاكتئاب والقلق والانتحار، وحتى التطرف في الأفكار وإيذاء الآخرين.
الاختصاصي النفسي نيكولاس كاردارس ألف كتاباً بعنوان "الجنون الرقمي" ناقشَ فيه هذه المعضلة وحذر من الهاوية التي يتجه إليها الإنسان، حيث يرى أن البشر جينياً وجسدياً وعقلياً غير مهيئين لهذا الهوس بأجهزتهم والمحتوى الذي تنقله لهم، فأجسامهم مخلوقة للحركة، وعقولهم للبحث عن المعنى في حين أن أجهزتنا تعوقنا عن كلا الأمرين، وبالتالي سيشكل ذلك كارثة على سلامتنا الصحية. وإذا كان الجوع قد فتك بالإنسان في مرحلة من مراحل حياته؛ فإن السمنة الآن تقتل ضحايا أكثر من أولئك الذين ماتوا بسبب المجاعات، إذ زادت البدانة نتيجة لقلة الحركة بمعدل 70 % خلال الثلاثين سنة الماضية.
ويضيف نيكولاس، "في غمضة عين، انتقلنا من الصيد والزراعة، وقفزنا فوق العصر الصناعي، واستبدلنا المحرك البخاري بمحرك البحث. ومع هذه النقلة السريعة جداً، لا تزال احتياجاتنا النفسية والاجتماعية والعاطفية المتوارثة في إطارها القديم. نحن بحاجة إلى مجتمع بشري، وتواصل إنساني، ونشاط بدني، وهدف، وطبيعة، وأمل. كل ذلك تم تقليصه أو تدميره بواسطة التكنولوجيا المتقدمة. ولذلك أصبح من الواضح أن ما يسمى بـ"المناطق الزرقاء" في العالم حيث يعيش المعمرون، تشترك في كونها مجتمعات تعيش أنماط حياة أقل حداثة، حيث تعيش تلك الحقبة ما قبل الرقمية.
العالم يتجه للمزيد من المعاناة مع هذا الجنون الرقمي لأن الطلب يزيد وبالتالي العرض والتوسع في إرضاء رغبات البشر سيزيد أيضاً، ولا يوجد حل سحري لإيقاف هذا المد بشكل جماعي، لكن على المستوى الفردي من المهم أن يعرف الإنسان أن هناك مشكلة وأن كرة الثلج تتضخم ومن ثم ينطلق من وعيه بهذه المشكلة لحلها أو على الأقل تقليص آثارها على نفسه وعلى مجتمعه الصغير المحيط به.
http://www.alriyadh.com/1998691]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
لو كان روبرت بيننا الآن فلن يحقق ذات النجاح، لأن الدهشة لدى العالم تبلدت بسبب ثورة التواصل التكنولوجية التي تصب علينا يوميا الآلاف من الصور والقصص والفيديوات، وما نطلب ولا نطلب من الأخبار والمعلومات.
هذا الكم الهائل من الضخ الذي يصل إلى عقولنا يدفع بنا نحو الكثير من المعاناة النفسية والجسدية، والتي بدأت آثارها بالفعل تظهر عبر تزايد حالات الحصر النفسي والاكتئاب والقلق والانتحار، وحتى التطرف في الأفكار وإيذاء الآخرين.
الاختصاصي النفسي نيكولاس كاردارس ألف كتاباً بعنوان "الجنون الرقمي" ناقشَ فيه هذه المعضلة وحذر من الهاوية التي يتجه إليها الإنسان، حيث يرى أن البشر جينياً وجسدياً وعقلياً غير مهيئين لهذا الهوس بأجهزتهم والمحتوى الذي تنقله لهم، فأجسامهم مخلوقة للحركة، وعقولهم للبحث عن المعنى في حين أن أجهزتنا تعوقنا عن كلا الأمرين، وبالتالي سيشكل ذلك كارثة على سلامتنا الصحية. وإذا كان الجوع قد فتك بالإنسان في مرحلة من مراحل حياته؛ فإن السمنة الآن تقتل ضحايا أكثر من أولئك الذين ماتوا بسبب المجاعات، إذ زادت البدانة نتيجة لقلة الحركة بمعدل 70 % خلال الثلاثين سنة الماضية.
ويضيف نيكولاس، "في غمضة عين، انتقلنا من الصيد والزراعة، وقفزنا فوق العصر الصناعي، واستبدلنا المحرك البخاري بمحرك البحث. ومع هذه النقلة السريعة جداً، لا تزال احتياجاتنا النفسية والاجتماعية والعاطفية المتوارثة في إطارها القديم. نحن بحاجة إلى مجتمع بشري، وتواصل إنساني، ونشاط بدني، وهدف، وطبيعة، وأمل. كل ذلك تم تقليصه أو تدميره بواسطة التكنولوجيا المتقدمة. ولذلك أصبح من الواضح أن ما يسمى بـ"المناطق الزرقاء" في العالم حيث يعيش المعمرون، تشترك في كونها مجتمعات تعيش أنماط حياة أقل حداثة، حيث تعيش تلك الحقبة ما قبل الرقمية.
العالم يتجه للمزيد من المعاناة مع هذا الجنون الرقمي لأن الطلب يزيد وبالتالي العرض والتوسع في إرضاء رغبات البشر سيزيد أيضاً، ولا يوجد حل سحري لإيقاف هذا المد بشكل جماعي، لكن على المستوى الفردي من المهم أن يعرف الإنسان أن هناك مشكلة وأن كرة الثلج تتضخم ومن ثم ينطلق من وعيه بهذه المشكلة لحلها أو على الأقل تقليص آثارها على نفسه وعلى مجتمعه الصغير المحيط به.
http://www.alriyadh.com/1998691]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]