المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمراض الاقتصادية.. ووصفة التعافي



المراسل الإخباري
02-24-2023, 03:34
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لسنوات طويلة، كنا مبهورين بتجربة النمور الآسيوية، فقد كانتْ تعني لنا صراحة اقتراب العصر الآسيوي، وأن صعوده مسألة وقت.. خذ سنغافورة على سبيل المثال، والتي كانت بلداً فقيراً لكنها تحولت إلى مصدر إلهام للكثيرين، وباتت نموذجاً فريداً للنمو الاقتصادي، أما تايوان فقد قفزت بنصيب الفرد من 170 دولاراً فقط في الستينيات إلى 22 ألف دولار 2022، وكوريا الجنوبية، الدولة الزراعية، التي أعادت هيكلة اقتصادها بشكل مذهل لتصبح بين أكبر المصدرين للتكنولوجيا، أما الصين، مصنع العالم، فقد استنقذت مئات الملايين من الفقر، واقتنصت وصافة الاقتصاد العالمي من اليابان، وأصابت الأميركيين بهاجس النفوذ الصيني، وأطارت النوم من عيونهم.
يبدو القاسم المشترك بين هذه الدول جودة التعليم، والاستثمار في العنصر البشري، ورفض الارتهان للقروض الخارجية، وبناء احتياطيات مالية قوية، ومكافحة الفساد، والاستثمار بكثافة في البنية التحتية، ولكن: ماذا بقى من التجارب الناجحة لإنقاذ الاقتصاد العالمي من شبح الركود؟.. هناك نوع من الإكسير السحري يظل جاهزاً لإشعال حماسة المتطلعين إلى زيادة الأجور، والحفاظ على الأرباح القوية، ومبارزة التضخم، إلا أن الأمر الغامض هو مدى قدرة الاقتصاد العالمي على العمل بهذه الوصفة؟، والتي نعني بها الإنتاجية، وعلى سبيل المثال، إذا نجح عامل في زيادة إنتاجه من أربع وحدات في الساعة، إلى خمس وحدات، فإن هذا يعني تحسناً في الإنتاجية بنسبة 20 ٪، وهنا يمكن للشركة رفع راتبه20 ٪ دون أن تتأثر الأرباح، علماً بأن التضخم لن يتغير لأن زيادة المعروض ستلغي زيادة الإنفاق من العامل الثري، وهكذا، بضربة واحدة تحسنت إنتاجية وأرباح المصنع، وارتفع أجر العامل، وتمت السيطرة على التضخم.
تاريخياً، فإن الإنتاجية المرتفعة كانت تعد سمة أساسية لازدهار الاقتصادات المختلفة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث تضافرت التقنيات الناشئة، والعولمة، والاختراعات الجديدة، وتحسن ممارسات الأعمال، وجودة التعليم على تحقيق الانتعاش الاقتصادي، إلا أن تلاشي طفرة الإنتاجية أواخر السبعينيات جعل التباطؤ واضحًا، وخاصة بعد تفجر الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وبالرغم من نمو الإنتاجية بمعدل 3٪ في 2022، إلا أن السؤال الكبير يدور حول قابلية هذه المكاسب للتكرار؟ خاصة وأنه توجد شكوك حقيقية بفعل غلبة الاتجاه الهبوطي في الأسواق.
تبدو الشركات عاجزة عن تحقيق انتعاش مستدام، بفعل عقبات كبيرة تعترض الإنتاجية، فالكثير من رواد الأعمال يفتقدون الأفكار الإبداعية الجديدة التي تستحق التمويل والتنفيذ، وسط تضاؤل حجم الاستثمار التجاري الناعم، بعدما خفضت الشركات الإنفاق على البحث والتطوير مما يحرم الاقتصاد من زرع بذور نمو الإنتاجية في المستقبل، وربما يمنح النقص طويل الأمد في العمالة، الشركات حافزًا أكبر للاستثمار في التكنولوجيا كبديل عن العنصر البشري وأبرز مثال على ذلك، استخدام روبوتات المطاعم في تلقي طلبات الزبائن، ومع انفجار التكنولوجيا وزيادة الإنتاجية، تظل توقعات العمل عن بعد جزءاً مهماً من معادلة التوازن بين العمل والحياة.




http://www.alriyadh.com/1999324]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]