تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بلاهة التنجيم ونباهة المتلقين



المراسل الإخباري
02-26-2023, 03:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في حفلة انصرام السنة وخصوصاً عشية رأسها أو بطنها تتساوى الوصوف هنا، وانقضاء العام تظهر مجامع من الهوائيين الذين يدّعون قدرتهم على استشراف المُستقبل، وقراءة الغيب، وكشف المستور وذلك عبر قنوات ووسائل ومنصات مختلفة استشاط غيّها مع تنوع وتعدد تلك الوسائط الجديدة.
أولئك تمر تفاهاتهم بتسويق مُباشر من مقامري المكاسب الذين يجعلون من شجون وعواطف وعقول الناس مساحات ومتاهات للتلاعب بها لا يمنعهم الوعي الإيماني ولا يردهم الهم الإنساني على ترديد المصائب، وتكرار الكوارث على المسامع يلهبون حواس المتلقين.
قائمة ملونة وملوثة بخيارات السفاهة والتجني والعبث العقلي تنطلق من لهو التنجيم وتمخر ترهات بيع الوهم والخيال والعبث بالمشاعر التي تمر عبر قراءة الفنجان والكف وتحليل رسوم الخطوط، وترقيص الودع، وتلحين الطالع، وتحركات الكواكب والمدارات والأفلام، وفنون التبصير المزيف، وخلط الورق، وترتيب الكروت، والتحضير، وتسخين الأبراج ثم يمر السوء إلى الخداع البصري وإقناع المستبصر بالاتصال بعالم آخر وكائنات كل ذلك هي إيهامات واسعة من الخدع وأساليب الغشّ والسخافات يقوم بها المُدّعون بالتمتّع بقدرات غير مألوفة ليسحروا المتوجسين والمرتبكين نفسياً، بهدف كسب الأموال من البُسطاء ومحدودي العلم والثقافة في أغلبيّة الأحيان، ومن محبّي التسلية والترفيه السطحي الخفيف في أحيان أخرى.
وتبرز إشكالية كبرى تتمثل في عدم اقتصار التأثيرات والمحتوى المقذوف تنجيماً على تلقين فرد بسيط والتأثر به أحادياً بل تطور الأمر إلى تناقل هذا المحتوى التافه وجعله مواد تثار حولها النقاشات والجدالات الفارغة خصوصاً مع التطوّر التواصلي التفاعلي ووسائله الساحرة، وتنامي تأثير بعض محطات التلفزة البياعة على المُتلقّين، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
ولا شك أن في صُفوف الكثير من الناس الذين يقعون بسهولة في الخداع المُشترك والمُنظّم بين بعض العاملين والمستخدمين وسائل الاتصال والتواصل، والمنجّمين وقرّاء الودع والبخت وكشف الغيب وقراءة المُستقبل من جهة أخرى، وذلك لأهداف مُرتبطة بالكسب المادي وبتحقيق أعلى نسب مشاهدة بالنسبة للطرف الأوّل، ولأهداف مُرتبطة بالكسب المادي وبتحقيق الشهرة للفريق الثاني.
ويبقى القول: العقلاء يعلمون أن هؤلاء الخرّاصين شرذمة طاغية في الجهل والنقصان ومتأكدون أن الرقص على منصات التنجيم حالة مثيرة ومربحة. والكل يفهم أن من نقاء العقيدة، وتأكيد الإيمان القلبي هو التسليم بأن الغيب لا يعلمه إلا الله وحده عز وجل حتى لو صدف أو صدق المنجمون وأهل البخت، وكلنا ندرك ونحن نسمع بعض ترهاتهم العابرة مدى البخس العقلي الذي يعيشونه بنيات سوداء وقلوب غير سليمة وعقيدة مفرغة من الإيمانيات، وليس اللوم على غير مؤمن خراص يرتزق بكذا طريق، ولكن العتب على مؤمن يمنحهم وقتاً ليسمع أو يردد أو ينقل تفاهاتهم في أي موضوع، وبالأخص ما يرتبط بواقعنا وديننا ووطننا، لذا هم أعداء الإيمان والعقل فاحذروهم وأميتوا باطلهم بالتجاهل، واحثوا في وجوههم تراب الاستنكار والانتقاص، فهم دوماً محلّ سخرية وشماتة.




http://www.alriyadh.com/1999528]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]