المراسل الإخباري
02-28-2023, 03:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل عدة سنوات كنت في نقاش مع صحفي وشاعر مكسيكي حول الصحافة في المملكة، ذُهِل الصحفي عندما أخبرته أن صحيفة الرياض لا تكاد تخلو من الشعر كل يوم، أذكر أنه قال لي حينها، لم أسمع بأحد يهتم بالشعر لهذه الدرجة إلا أنتم وربما، اليابانيون. وملاحظة الصحفي والشاعر المكسيكي في محلها، فالشعر لدى العرب لعب على امتداد التاريخ دورا محوريا ومهما، وكان في يوم من الأيام بمثابة التغطية الصحفية للحروب والأحداث التاريخية، وخلد أشخاصا وسحق آخرين. وكما قال أبو تمام:
ولولا خلالٌ سَنَّها الشعر ما درى
بُناة العلا من أين تؤتى المكارم
لكن في السنوات الأخيرة خبا سحر الشعر العربي الفصيح تحديدا، فقد أصبح من النادر أن تسمع بيتا شعريا فصيحا يطربك أو يهز مشاعرك أو تستطيع حفظه وتستمتع بترديده كما كان الحال سابقا، وربما يكون السبب في ذلك اتجاه شعراء الفصحى نحو مدارس تجريبية جعلت من إنتاجهم الشعري أكثر نخبوية مما صعب عليه الوصول إلى الشريحة الواسعة من متذوقي الشعر وإحداث ذلك الأثر اللذيذ الذي يطرب ذائقتهم.
لذلك أصبح أكثر أشكال الشعر رواجا هو ذلك الذي يتموضع في مكان أبعد قليلا من الفصيح وأقرب كثيرا للشعبي؛ المكتوب بلغة سهلة بيضاء معبأة بالتعابير الجميلة والتراكيب الذكية التي تشبع ذائقة الجمهور، ولذلك أيضا أصبح من السهل على شعراء الفصحى المتمكنين الذين يعرفون ما يريده عشاق الشعر، السطوع والانتشار وبقاء أعمالهم لوقت أطول في أذهان الناس.
ربما يكون أقرب وصف لحال الشعر الفصيح بأشكاله التجريبية الحالية هي تلك المقارنة بين الفنون التشكيلية القديمة بتفاصيلها الآسرة، وبين الأعمال الفنية الحديثة التي تبدو جميلة فقط في ذهن صاحب العمل، وربما تحتاج أن يكون إلى جانبك وأنت تشاهد لوحته ليشرح لك مغزى اللون الأحمر، أو معنى النقطة الوحيدة في اللوحة، في مقابل تلك اللوحات الكلاسيكية الجميلة التي قد تفهمها من أول وهلة أو تستمتع بتأمل تفاصيلها لكنك تصل في النهاية إلى مغزاها.
ما قلته سابقا ليس ثناء على الوضوح والمباشرة، فهناك متعة حقيقية في تحليل النص والاستمتاع بعبقرية الشاعر في توظيف العبارات وتركيب الجمل، لكن الإغراق في الغموض والتعقيد يدخل القارئ في لحظة توتر غير محببة وبالتالي يمل من القراءة ويترك النص، وربما يهجر الشعر وشياطينه التي لم تعد تعمل بالشكل المطلوب.
http://www.alriyadh.com/1999941]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ولولا خلالٌ سَنَّها الشعر ما درى
بُناة العلا من أين تؤتى المكارم
لكن في السنوات الأخيرة خبا سحر الشعر العربي الفصيح تحديدا، فقد أصبح من النادر أن تسمع بيتا شعريا فصيحا يطربك أو يهز مشاعرك أو تستطيع حفظه وتستمتع بترديده كما كان الحال سابقا، وربما يكون السبب في ذلك اتجاه شعراء الفصحى نحو مدارس تجريبية جعلت من إنتاجهم الشعري أكثر نخبوية مما صعب عليه الوصول إلى الشريحة الواسعة من متذوقي الشعر وإحداث ذلك الأثر اللذيذ الذي يطرب ذائقتهم.
لذلك أصبح أكثر أشكال الشعر رواجا هو ذلك الذي يتموضع في مكان أبعد قليلا من الفصيح وأقرب كثيرا للشعبي؛ المكتوب بلغة سهلة بيضاء معبأة بالتعابير الجميلة والتراكيب الذكية التي تشبع ذائقة الجمهور، ولذلك أيضا أصبح من السهل على شعراء الفصحى المتمكنين الذين يعرفون ما يريده عشاق الشعر، السطوع والانتشار وبقاء أعمالهم لوقت أطول في أذهان الناس.
ربما يكون أقرب وصف لحال الشعر الفصيح بأشكاله التجريبية الحالية هي تلك المقارنة بين الفنون التشكيلية القديمة بتفاصيلها الآسرة، وبين الأعمال الفنية الحديثة التي تبدو جميلة فقط في ذهن صاحب العمل، وربما تحتاج أن يكون إلى جانبك وأنت تشاهد لوحته ليشرح لك مغزى اللون الأحمر، أو معنى النقطة الوحيدة في اللوحة، في مقابل تلك اللوحات الكلاسيكية الجميلة التي قد تفهمها من أول وهلة أو تستمتع بتأمل تفاصيلها لكنك تصل في النهاية إلى مغزاها.
ما قلته سابقا ليس ثناء على الوضوح والمباشرة، فهناك متعة حقيقية في تحليل النص والاستمتاع بعبقرية الشاعر في توظيف العبارات وتركيب الجمل، لكن الإغراق في الغموض والتعقيد يدخل القارئ في لحظة توتر غير محببة وبالتالي يمل من القراءة ويترك النص، وربما يهجر الشعر وشياطينه التي لم تعد تعمل بالشكل المطلوب.
http://www.alriyadh.com/1999941]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]