المراسل الإخباري
03-03-2023, 03:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في قصة يوسف عليه السلام الكثير من العبر والفوائد، وفي مقالة اليوم نحاول استعراض عدد من الدروس القيادية من الفتى الذي رأى في منامه أنه يسقي ربه خمراً والذي ورد في بعض التفاسير أن اسمه كان "نبو"، ومن هذه الدروس ما يلي:
سؤال أهل الخبرة: الكثير من الناس وحتى صناع القرار لا يسعون إلى سؤال أهل الاختصاص والخبرة في المجالات المختلفة، أو في حالات أخرى يتم سؤال الأشخاص الخطأ مما يقود إلى نتائج كارثية بسبب عدم الإلمام وضعف المعرفة. وفي قصة صاحبي السجن درس مهم عندما قرر الفتيان أن يسألا يوسف عليه السلام موضحين السبب في قولهم:"( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). ومن المتطلبات المهمة عند سؤال الخبراء الصراحة ووضوح المعلومة حيث تشرح كتب التفسير أن الفتى "نبو" قال:"رأيت فيما يرى النائم أن غرست حبلة من عنب فنبتت، فخرج فيه عناقيد فعصرتهن، ثم سقيتهن الملك". فأجابه يوسف عليه السلام:"تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقيه خمرا".
التفاؤل وعدم اليأس: كان "نبو" يعمل ساقياً للملك، ولكن تم الزج به في السجن مع الفتى الآخر "مجلث" والذي كان يعمل خبازاً عند الملك بعد ورود أنباء عن محاولته تسميم الملك، فغضب عليهما وأدخلهمها السجن. ورغم الظروف الصعبة والانتقال من باحات القصر إلى ضيق السجن وعتمته واحتمال قتله رغم براءته، إلا أن "نبو" لم ينهر ويسقط تحت كل تلك الظروف، وفعلا عاد مرة أخرى ليخدم ملكه ويسقيه كما يصنع من قبل. وهذه هي الدنيا التي تتطلب صلابة وصبراً في وجه التحديات والضغوط بمختلف أشكالها.
معرفة الناس قوة: في الوقت الذي لم يجد فيه الملك من يفسر له رؤياه وراح أناس من حاشيته يقولون أضغاث أحلام، بزغ نجم "بنو" بينهم لأنه كان يعرف يوسف عليه السلام الشخص القادر على تفسير تلك الرؤيا. وفي الحياة العملية فشبكة العلاقات والمعارف كنز وقوة لأي شخص وأي منظمة. ومن المهم للإنسان أن يحرص على علاقاته وأصدقائه ولا يكون من المتنفعين المتلونين الذين لا تلقاهم إلا وقت المصلحة والحاجة.
حس المبادرة: لم يخجل "بنو" من طبيعة عمله كساقي ويتردد في عرض المساعدة في تفسير الرؤيا التي عجز عنها وزراء الملك وحاشيته. وهكذا فإن حس المبادرة من أهم الصفات للقيادي الناجح الذي لا يكتفي بردات الفعل بل يبادر ويتفاعل بإيجابية مع مختلف القضايا التي يستطيع أن يساهم في معالجتها بشكل فعال.
الأدب والتعامل المحترم: وصف "بنو" نبي الله يوسف عليه السلام بالصديق بكل أدب واحترام قبل أن يطلب منه تفسير الرؤيا. ولم يكن فظاً ويعتبره سجيناً بينما هو يعمل في قصر الملك. وهكذا حال القيادي الناجح الذي يتعمل مع الجميع باحترام ورقي بغض النظر عن مناصبهم أو طبيعة عملهم أو وضعهم الاجتماعي.
نسبة الإنجازات لأصحابها: يتفنن بعض المسؤولين في سرقة إنجازات غيره أو محاولة تهميش أدوارهم أو التخلص منهم في أقرب فرصة في انتفاء الحاجة الآنية لخدماتهم، ولكن في حالة "بنو" فقد كان صادقا في إيصال تعبير يوسف عليه السلام للرؤيا وما ذكره من خطة اقتصادية للتعامل مع السنين العجاف ونسبتها ليوسف عليه السلام. الأمر الذي دعا الملك أن يستخلصه ويمكنه بعد أن أثبت براءته باعتراف نسوة المدينة وامرأة العزيز. والقائد الناجح ينسب الإنجازات لأصحابها ويحتفي بهم ويقدرهم مما يحفزهم لتقديم المزيد والتعامل بنفس الثقافة مع غيرهم مما يخدم مصلحة المنظمة والمصلحة العامة.
وتبقى دروس أخيرة عندما طلب يوسف عليه السلام من الفتى "بنو" أن يذكره عند ربه قبل أن يخرج من السجن، ولكن الشيطان أنسى "بنو" ذلك، فلبث يوسف عليه السلام في السجن بضع السنين، ونتعلم من ذلك ضرورة أن يسعى الإنسان لبذل الأسباب، ويصبر ولا يستعجل النتائج، فالخير الذي تزرعه لن يضيع وسيأتيك حصاده عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الآخرة. وتأكد دوماً أن البشر مهما اجتمعوا عليك وتكالبت عليك الظروف فاجعل ثقتك بالله عزوجل الذي لن يضيعك فهو الذي سخر الظروف وجعل الملك يرى الرؤيا وساقيه يسعى إلى يوسف في السجن لطلب تفسيرها مما مهد الطريق ليصبح يوسف عليه السلام على خزائن الأرض.
http://www.alriyadh.com/2000491]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
سؤال أهل الخبرة: الكثير من الناس وحتى صناع القرار لا يسعون إلى سؤال أهل الاختصاص والخبرة في المجالات المختلفة، أو في حالات أخرى يتم سؤال الأشخاص الخطأ مما يقود إلى نتائج كارثية بسبب عدم الإلمام وضعف المعرفة. وفي قصة صاحبي السجن درس مهم عندما قرر الفتيان أن يسألا يوسف عليه السلام موضحين السبب في قولهم:"( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). ومن المتطلبات المهمة عند سؤال الخبراء الصراحة ووضوح المعلومة حيث تشرح كتب التفسير أن الفتى "نبو" قال:"رأيت فيما يرى النائم أن غرست حبلة من عنب فنبتت، فخرج فيه عناقيد فعصرتهن، ثم سقيتهن الملك". فأجابه يوسف عليه السلام:"تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقيه خمرا".
التفاؤل وعدم اليأس: كان "نبو" يعمل ساقياً للملك، ولكن تم الزج به في السجن مع الفتى الآخر "مجلث" والذي كان يعمل خبازاً عند الملك بعد ورود أنباء عن محاولته تسميم الملك، فغضب عليهما وأدخلهمها السجن. ورغم الظروف الصعبة والانتقال من باحات القصر إلى ضيق السجن وعتمته واحتمال قتله رغم براءته، إلا أن "نبو" لم ينهر ويسقط تحت كل تلك الظروف، وفعلا عاد مرة أخرى ليخدم ملكه ويسقيه كما يصنع من قبل. وهذه هي الدنيا التي تتطلب صلابة وصبراً في وجه التحديات والضغوط بمختلف أشكالها.
معرفة الناس قوة: في الوقت الذي لم يجد فيه الملك من يفسر له رؤياه وراح أناس من حاشيته يقولون أضغاث أحلام، بزغ نجم "بنو" بينهم لأنه كان يعرف يوسف عليه السلام الشخص القادر على تفسير تلك الرؤيا. وفي الحياة العملية فشبكة العلاقات والمعارف كنز وقوة لأي شخص وأي منظمة. ومن المهم للإنسان أن يحرص على علاقاته وأصدقائه ولا يكون من المتنفعين المتلونين الذين لا تلقاهم إلا وقت المصلحة والحاجة.
حس المبادرة: لم يخجل "بنو" من طبيعة عمله كساقي ويتردد في عرض المساعدة في تفسير الرؤيا التي عجز عنها وزراء الملك وحاشيته. وهكذا فإن حس المبادرة من أهم الصفات للقيادي الناجح الذي لا يكتفي بردات الفعل بل يبادر ويتفاعل بإيجابية مع مختلف القضايا التي يستطيع أن يساهم في معالجتها بشكل فعال.
الأدب والتعامل المحترم: وصف "بنو" نبي الله يوسف عليه السلام بالصديق بكل أدب واحترام قبل أن يطلب منه تفسير الرؤيا. ولم يكن فظاً ويعتبره سجيناً بينما هو يعمل في قصر الملك. وهكذا حال القيادي الناجح الذي يتعمل مع الجميع باحترام ورقي بغض النظر عن مناصبهم أو طبيعة عملهم أو وضعهم الاجتماعي.
نسبة الإنجازات لأصحابها: يتفنن بعض المسؤولين في سرقة إنجازات غيره أو محاولة تهميش أدوارهم أو التخلص منهم في أقرب فرصة في انتفاء الحاجة الآنية لخدماتهم، ولكن في حالة "بنو" فقد كان صادقا في إيصال تعبير يوسف عليه السلام للرؤيا وما ذكره من خطة اقتصادية للتعامل مع السنين العجاف ونسبتها ليوسف عليه السلام. الأمر الذي دعا الملك أن يستخلصه ويمكنه بعد أن أثبت براءته باعتراف نسوة المدينة وامرأة العزيز. والقائد الناجح ينسب الإنجازات لأصحابها ويحتفي بهم ويقدرهم مما يحفزهم لتقديم المزيد والتعامل بنفس الثقافة مع غيرهم مما يخدم مصلحة المنظمة والمصلحة العامة.
وتبقى دروس أخيرة عندما طلب يوسف عليه السلام من الفتى "بنو" أن يذكره عند ربه قبل أن يخرج من السجن، ولكن الشيطان أنسى "بنو" ذلك، فلبث يوسف عليه السلام في السجن بضع السنين، ونتعلم من ذلك ضرورة أن يسعى الإنسان لبذل الأسباب، ويصبر ولا يستعجل النتائج، فالخير الذي تزرعه لن يضيع وسيأتيك حصاده عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الآخرة. وتأكد دوماً أن البشر مهما اجتمعوا عليك وتكالبت عليك الظروف فاجعل ثقتك بالله عزوجل الذي لن يضيعك فهو الذي سخر الظروف وجعل الملك يرى الرؤيا وساقيه يسعى إلى يوسف في السجن لطلب تفسيرها مما مهد الطريق ليصبح يوسف عليه السلام على خزائن الأرض.
http://www.alriyadh.com/2000491]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]