المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل زُرت «العُلا» مؤخراً؟



المراسل الإخباري
03-05-2023, 04:34
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ ثلاث سنوات وأنا أؤجل زيارة "العُلا"، حتى تمكنّت هذا الأسبوع من الفوز بها، ودعني أخبرك كم تحسّرت على تسويفي هذه التجربة الاستثنائية! بحقٍ كانت من أجمل رحلاتي السياحية على الإطلاق!
آخر زيارة لي لمحافظة "العُلا" كانت قبل أكثر من 13 عاماً وبالتحديد ديسمبر 2008م، وكانت ضمن رحلة شبابية في ربوع المنطقة، زيارات خاطفة للمواقع البدائية، وخدمات شبه منعدمة، وغياب للتجربة السياحية.
الرحلة هذه المرة رُتبت عبر شركة سياحية سعودية، يمتلكها ويديرها شباب سعوديون رائعون، كم تمنيت ألا تنتهي ساعاتها! بدأت التجربة الرائعة من مطار "العُلا"، حيث اسُتقبلنا كما الجميع، بالضيافة العربية الأصيلة، وانطلقنا إلى منتجعنا، الذي كان مزرعة تقليدية، وتحوّل إلى سلسلة من النُزل الحديثة، وسط النخيل وأشجار البرتقال، ومنه إلى مسرح "مرايا" الشهير، حيث تناولنا طعام العشاء في جو ساحرٍ، وسط تشكلات جبال وادي "عشار" المحيطة بنا.
صباح اليوم الثاني وبعد الإفطار في مطعم ريفي، انطلقنا إلى مدائن صالح، التي تغيّرت تجربة زيارتها بشكل مذهل عن زيارتي السابقة، فشبابنا الرائع يستقبلك بالأزياء النبطية، وهم من يروي لك القصص، ثم تعرّفنا على "هينة بنت وهب" المرأة النبطية التي اُكتشفت في أحد مقابر الحِجر، ثم جبل الأحمر، فقصر الفريد، ثم جبل البنات، وتختم الجولة بالديوان وجبل أثلب، حيث تمركزت الطقوس الدينية للأنباط.
في مطلّ حرّة "عويرض" تملكتنا الدهشة ونحن نطلّ على واحة العلا، عبر صخوره السوداء وإطلالته الساحرة، وحين يخيم الظلام وتترصع السماء بالنجوم؛ لا مناص من مراقبتها بواسطة تلسكوبات أعلى المطل. ومنه توقفنا بجوار "جبل الفيل"، وابتهجنا بجلسة شاعرية على الرمال الذهبية المحيطة بالجبل ذي التشكيل الفريد، واكتمل هدوء سهرتنا بعروض الضوء والموسيقى.
في اليوم الثالث زُرنا الموقع التاريخي لمملكة "دادان" بأسودها الأربعة ومساكنهم في الجبال، ومنها إلى البلدة القديمة للعُلا، بساحاتها الخمس، وأزقتها المتعرجة، ومتاجرها الفنية والتراثية ومنازل الطوب الطيني، وبجوارها مسارات حي الجدّيّدة بروحه الشبابية. وبالطبع لا يمكن نسيان المقاهي الحديثة والمطاعم العالمية الفاخرة، التي أضحت إحدى مميزات "أفضل قرية سياحية بتصنيف منظمة السياحة العالمية".
لقد استطاعت "الهيئة الملكية لمحافظة العُلا" رغم عمرها القصير، أن تحوّل الحلم إلى "أيقونة" واقعٍ مدهش، وتمكنّت من بناء تجارب سياحية رائعة، معتمدة على رؤية استراتيجية واضحة، عبر مبادرات مختلفة في مجالات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون والبيئة.
غير أن أروع ما في "العلا" هم أبناؤها وبناتها، ممن تجدهم في كل الأرجاء، فهم المرشدون، وهم من يقوم بغالب الأعمال، وهم من استطاع تقديم الصورة الرائعة للشباب السعودي الشغوف.
عُدت بذكريات مبهجة وتذكارات نادرة، تجعلني لا أكتفي بهذه الرحلة الرائعة؛ بل أضع "العُلا" منذ الآن على رأس قائمة وجهاتي السياحية كل عام.




http://www.alriyadh.com/2000785]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]