تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العمل الحر.. لماذا الخجل؟



المراسل الإخباري
03-10-2023, 12:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تُبنى الدول وتُعمّر وتُعاد صياغتها بين الحين والآخر بسواعد أبنائها، وبمنهجية العمل الفني المهني الحر، القائم على استثمار القوى البشرية الشابة بالتأهيل والتدريب، وقبل ذلك بالتعليم، وقبل كل ما ذُكر، بالإعداد النفسي؛ لتعظيم قيمة عمل اليد المهنية الفنية الماهرة، وتلك الفلسفة كانت موجودة وبكثرة منذ نشأة الدولة السعودية، إلى أنها تغيرت مع طفرة النفط، وتبدلت النظرة الاجتماعية، لتصبح رافضة لكل عمل فني مهني، وقبل ذلك أصبحت النظرة دونية للتعليم المهني الفني، مع أن كل دول العالم المتقدم تولي الأهمية القصوى للعمل الفني؛ لإحداث نهضة صناعية تنموية تصديرية والتواجد بين كبار العالم اقتصادياً، ليس بالقدرات المالية فقط، بل بما تملك كل دولة من ذخيرة شابة قادرة على الإبداع والابتكار، ثم صيانة هذا الإبداع، ودعم الابتكار، وتنفيذ الاختراعات على أرض الواقع، هذا منهج الدول المتقدمة.
ولأن الدولة السعودية الشابة تؤمن بأهمية العمل الفني والمهني، والتقني، فقد سخرت كل الإمكانات والخطط والاستراتيجيات للارتقاء بمنظومة التعليم الفني، ونشره في كل ربوع المملكة، حتى لا تُحرم مدينة أو قرية من تواجد منظومة التعليم الفني والتدريب المهني، ثم الوصول إلى منهجية العمل التقني، فأنشئت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني كامتداد للعناية بالتعليم الفني الذي بدأ في بلادنا، وتم إنشاء أول معهد صناعي في جدة الصناعي، ثم تطورت المؤسسة من مؤسسة تشرف على عدد قليل من المعاهد المهنية إلى مؤسسة توازي قطاعات التعليم الأخرى بمعاهدها وكلياتها ومراكزها التدريبية المختلفة، فقد تجاوزت فكرة إنشاء المعاهد المهنية إلى إنشاء الكليات التقنية، فأصبحت النظرة على أن التعليم المهني هو ما تقدمه المعاهد المهنية والتقنية، هو نفسه ما تقدمه الكليات التقنية والمعاهد التقنية العليا.
وبالسؤال عن الخريجين، أين هم على ساحة العمل الحر المهني الفني التقني؟ يكون الإجابة، إن الخريجين تتلقفهم الجهات الحكومية؛ لتعملوا كموظفين!! فهل أدى التعليم الفني رسالته؟
مع التوسع والانفتاح الذي تشهده المملكة، وتغيير الصورة الذهنية عن العمل الحر؟ وإذا كانت مازالت النظرة الاجتماعية رافضة لمنهجية العمل المهني لأفراد الشعب السعودي، وترك الساحة لجنسيات أخرى تنعم بكنز الأعمال وحصيلته المادية الكبيرة، فأين أبناء المملكة الذين تدربوا وتعلموا أسس العمل الفني والمهني والتقني من المشاريع الخاصة بهم، والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها المملكة لهم، خاصة فيما يتعلق بالتمويل – الذي ظل لسنوات طويلة مشكلة مؤرقة – حيث أُنشئت مؤسسات وبنوك متخصصة في دعم وتمويل المشروعات الصغيرة، بل متناهية الصغر والمتوسطة، بقروض ميسرة وعلى فترات طويلة.
إن منهجية العمل الحر تحتاج استراتيجية عمل جديدة تعتمد على التأهيل النفسي للمجتمع ككل، وأرى أنه أصبح مهيئاً لاستقبال فلسفة العمل الفني في جنباته وأركانه، خاصة مع الانفتاح الذي تشهده البلاد، والحاجة الماسة لهؤلاء الشباب الذين تلقوا العلم التدريب والتأهيل التخصصي في جميع المجالات التي يحتاجها المجتمع، والساحة الصناعية التي قوامها وعمودها الفقري العامل المهني الفني الدارس المتعلم الذي يجيد اللغات الأجنبية التي تساعده على فهم الآلات والمعدات وطرق عملها وصيانتها، بل وتطوير أدائها.
إن العمل الحر يظل ركيزة للتقدم وعماداً لكل اقتصاد قوي لا يعتمد على كل ما هو مستورد من الخارج، بدءاً من العمالة، وانتهاء بالتقنيات الحديثة، فلدينا كل الإمكانات لتتغير النظرة للعمل الحر في أركان المملكة.




http://www.alriyadh.com/2001730]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]