تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكتابة بين الشغف والمسؤولية



المراسل الإخباري
03-11-2023, 03:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لكل كاتب هوية، والهوية هي المنتج الذي يتميز به ذلك الكاتب، وعندما تكون الحياة مشحونة بالانطباعات وغنية بالأحداث هي حتماً فرصة للمبدع بأن يكتبها بكل ما فيها من جماليات وقسوة وألم ورعب. الكتابة مع الوقت تتحول إلى مسؤولية، لأنها تولد من رحم الواقع متأثرة بالعالم الذي يعيشه الكاتب ليحرر ملكته في الكتابة ويسطر حكاية ربما تكون حقيقة سمعها وتأثر بها وفي كثير من الأوقات تأتي من خيال الكاتب. ولا يمكن أن تنفصل الكتابة عن الواقع والمجتمع والأحداث التي يمر بها انفصالا تاما بل لا بد أن تجد تأثر الكاتب بأحداث الواقع الراهنة، أو كتب عميقة قرأها، أو مغامرات قام بها، وكل ما حول الكاتب يؤثر به، فالعادات الاجتماعية والوضع الاقتصادي والتكنولوجي والتعليمي والصحي لكل منها أثر واضح على كتاباته وتطورها حتى مع انتشار الإنترنت وظهور وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها انعكست على تطور الكاتب وأدواته، وتجربتي في الكتابة بدأت عندما كنت مراهقة يأكلني ملح الطموح، هذه الكتابة التي تربيني أحياناً وأقوُمها أحايين أخرى، فعندما أكتب ينتابني شعور يصعب علي شرحه، ولكنه يأتي من منطلق الشغف الحب والمشاعر التي عشتها وأنا أكتبها، في صغري عشقت قراءة الروايات لأنها تعلمني وتطلعني على عوامل ومشاعر لا يمكن أن أعيشها كل يوم، لذلك عندما أكتب رواية أو قصة أو موضع مختلف أكون متلهفة تلهفاً ينذر بالتعلق بكل ماحولي، فالكتابة ابنة التوتر بداخلي، وغالباً أسمح لها بالانطلاق كالبرق، لتشعل شرارة الخيال، وتجعلني مفتونة بالعالم، بشروق الشمس وبصوت عصافير الصباح، بفراشة تداعب وردة، بطفل يكتشف محيطه لأول مرة، بالأشياء التي يفعلها الناس بعضهم ببعض، بالحب الذي بدأ يخبو ضوءه. لذلك كانت مثل الحلم الذي انتظر الليل حتى أنام لألقاه، ومن عاداتي أنني أتوغل في أحراش الفكرة والشخصية والحدث قبل أن أدرك ضخامتها، وبالفعل أبدأ في البحث عن الفكرة في تفاصيل حياة الناس مشاعرهم، تساؤلاتهم، وحيرتهم المزعجة، أكتب وكأني أعرف هؤلاء الناس الذين أكتب عنهم، أتعاطف معهم في بعض الأحيان، أحبهم وأكرههم كأي إنسان، وأنا من الكُتّاب الذين يتركون الرواية تدافع عن نفسها فأبطالي يشبهوني، فهم يثرثرون كثيراً، يسكبون دموعهم بجزع وحسرة واعتراض على كل شيء حولهم، تراودني مشاعر أبطالي اتألم لألمهم، وتنسكب دموعي كلما أحس بالعجز أحد منهم، أتعاطف معهم وأقول في نفسي "بعض الألم الذي يحس به أبطالي لا داعي له" وكل حدث في الرواية يسلمني للحدث الذي بعده بسلاسة، وكأنني خارجة من بركة مياه تدفعني المياه للأعلى دون أن أحس بها، هي هكذا الرواية والكتابة بشكل عام عندما أكتب تسلمني لفراشات الكلمات في غنائية جميلة، ولكن الكتابة مجهدة جداً وتستنزف الوقت والمشاعر، فأنت تنذر نفسك لها، لأنك ترسم عالماً كاملاً من مجرد لحظة قصيرة في عين التاريخ، والأكيد أن لكل كاتب منهجيته في الكتابة وبالنسبة لي منهجيتي تتمثل في البدء في عملية البحث، أجمع معلومات لا أتعمد وصف الأشياء بطريقة مرتبة زمنياً، ثم ألجأ للكتابة وأنا أنظر إليها بعين مشاعري، أحياناً أضع خطاً زمنياً لكي أتبع كل ما اكتب سواء كتبت عن شخصية، أو موضوع شائك، لأنه يجدر بالقارئ أن يعيش عالمك لا أن تشير إليه، فكل ما في الأمر يبدو فاتناً عند الكتابة لذلك هي إلهام تجعلني أعيش حياتي مرتين.




http://www.alriyadh.com/2001854]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]