تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة سقوط المصارف



المراسل الإخباري
03-17-2023, 04:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هذا أسبوع دراماتيكي جداً، وعاصف، للمستثمرين في قطاع البنوك، فقد بدأ بانهيار بنكين أمريكيين، الأول بنك سيليكون فالي في كاليفورنيا، في 10 مارس، والثاني بنك سيجنتشر في نيويورك في 12 مارس، ثم انتقلت العدوى إلى أوروبا عبر بنك كريدي سويس السويسري، الذي انهارت أسهمه بأكثر من 30%، ليتم تداولها عند أقل من دولارين، بالرغم من أن البنك الاستثماري العريق كان يخوض تحولات هيكلية كبيرة منذ عدة سنوات.
تطرح اضطرابات القطاع المصرفي، سؤالاً حول القواسم المشتركة بين بنك وادي السيليكون، الإقليمي الذي يملك قاعدة ودائع مركزة بقيمة 212 مليار دولار، وبين كريدي سويس البنك الدولي المتخصص في إدارة الأصول والثروات العالمية؟، ظاهرياً، لا يبدو أن هناك قواسم مشتركة، فكريدي سويس مؤسسة لديها أصول بحوالي 530 مليار فرنك (575 مليار دولار)، أي أكثر من ضعف أصول بنك سيليكون فالي، كما يعد واحداً من أهم 20 متعاملاً رئيساً مع البنك المركزي الأمريكي، فيما يعتبره بنك التسويات الدولية، بنكاً يستعصي على الفشل، فلديه خدمات مصرفية منتظمة في العديد من قارات العالم.
في السنوات الأخيرة، أصبح كريدي سويس أشد أعضاء القطاع المصرفي الأوروبي مرضًا، فقد عانى خسائر فادحة في تداولات السندات غير المرغوب فيها منتصف عام 2010، وتضررت سمعته عندما انهارت شركة الخدمات المالية في أستراليا والمملكة المتحدة، مما دفع البنك إلى تجميد مليارات الدولارات في صناديق الاستثمار، في حين تم تغريمه 475 مليون دولار بسبب فضيحة فساد في موزمبيق عرفت باسم "سندات التونة"، وكانت أحدث خطة تحول للبنك هي التركيز على أعمال إدارة الثروات، والابتعاد عن الخدمات الاستثمارية، مع خفض التكاليف.
شخصياً، لا أعتقد أن تهاوي سهم البنك السويسري، يمثل مفاجأة، فقد كان مهيأً تماماً للسقوط في لحظة كهذه، فلطالما شكلت تدفقات الودائع الخارجة، والغرامات الفلكية، وتكاليف إعادة الهيكلة عبئًا على السيولة، مما أضر بقدرة البنك على الوفاء بالالتزامات قصيرة الأجل، وهذا الأمر يثير القلق، لأنه إذا استمرت حركة التدفقات الخارجة، فإن كريدي سويس قد يضطر إلى البيع القسري للأصول طويلة الأجل، وهذا نفسه ما تسبب في انهيار بنك وادي السيليكون، عندما باع العديد من أصوله بخسارة فادحة بعد عام من ارتفاع أسعار الفائدة، وتدهور قيمة السندات.
حتماً، سيتدخل البنك المركزي السويسري لتوفير شريان الحياة للابن الكبير، لأن أي خسارة للمودعين، ولو كانت ضئيلة، كفيل بتدمير سمعة سويسرا كمركز مالي مرموق، وهذا أمر لا يمكن أن تسمح به بلاد المصرفية الكلاسيكية، إلا أن الأمور قد تتصاعد بشكل كبير، خاصة في ظل سريان الشائعات والتقارير الإعلامية عن تسارع عمليات سحب الودائع، وهذا مخيف جداً، لأنه عندما تهتز الثقة في واحد أو اثنين من البنوك، يبحث المستثمرون عن الضحية التالية، مما يدفع بأسهم البنوك للهبوط، لذلك نتوقع مشاكل أخرى مقبلة على الطريق، والأمر متروك للمنظمين لمنع تحول أزمة الثقة إلى أزمة مالية كاملة.




http://www.alriyadh.com/2002944]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]