المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاتفاق السعودي - الإيراني.. المنظور الأميركي



المراسل الإخباري
03-20-2023, 04:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png التعليق الرسمي الأميركي الأوضح على الاتفاق السعودي - الإيراني كان مصدره وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكين الذي قال: "من وجهة نظرنا، فإن أي شيء يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات وتجنب الصراع ووقف الأعمال الإيرانيّة الخطيرة أو المزعزعة للاستقرار بأي شكل من الأشكال هو أمر جيّد". ولكنّ كلمة "جيّد" ربما تلخّص وضعاً سياسياً أميركياً يائساً وباهتاً في قضايا الشرق الأوسط الكبيرة.
الحقيقة أن اتفاق الضرورة بين المملكة العربيّة السعوديّة وإيران برعاية صينيّة كان نتيجة طبيعيّة لإدراك السياسيين في منطقة الشرق الأوسط حقيقة أن السياسة الأمريكيّة لا تفعل شيئاً في منطقتهم سوى زيادة التوترات وزعزعة الاستقرار الجغرافيا السياسيّة. ويعلّق "مايكل سينغ" في صحيفة الواشنطن بوست على الاتفاق السعودي - الإيراني قائلاً: "هذا هو الواقع العالمي الجديد الذي يحتاج صانعو السياسة في الولايات المتحدة إلى قبوله - والتكيّف معه - للمضي قدمًا". وسينغ هذا كان قد شغل منصب مدير أول شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي.
ويلحظ الراصد أن هناك مدرستين أميركيتين رئيستين متباينتين بخصوص الاتفاق السعودي - الإيراني، المدرسة الأولى ترى أن هذا الاتفاق لا يغيّر كثيراً في مجريات العلاقات الدوليّة والتحالفات، ومدرسة أخرى تحذّر من دخول الصين كلاعب سياسي دولي، وأن هذا سيمهّد لنهاية دور واشنطن كفاعل رئيس في الأحداث الدوليّة.
أمّا الواقع فيقول: إن التغيّر في ثوابت التحالفات مع واشنطن لا يقتصر على قبول السعوديّة للتدخل الصيني في الخلافات السعوديّة - الإيرانيّة، إذ إن حلفاء أميركا الكبار الآخرين لم يعودوا يحسبون كثيراً للتحالفات التي تهدّد مصالحهم. وهنا تبرز الهند الحليف الوثيق لواشنطن التي رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة، بل وزادت من معدلات استيراد النفط الروسي، وكذا فعلت تركيا (عضو الناتو) التي قدّمت دعماً عسكريًا لأوكرانيا، ولكنها أيضاً حافظت على وتيرة علاقاتها الاقتصاديّة والسياسيّة مع روسيا.
السعوديون أدركوا هشاشة الموقف الأميركي مع الحلفاء حين تعرضت المنشآت النفطيّة والحيويّة السعوديّة للهجمات أثناء حكم الجمهوري ترمب. ثم تأكد الوضع في عهد الديمقراطيين بشكل أكبر مع رغبتهم إحياء الاتفاق النووي مع طهران، ناهيك عن سجلّ سياسي أميركي مخيّب للحلفاء في الرياض والمنطقة عموماً بدأ مع مطلع الألفيّة الثانية وتضخّم أكثر في حقبة ما يسمى بالربيع العربي وما بعدها.
مجلّة فورين أفيرز كانت أكثر واقعيّة سياسيّة حين عنونت تحليلها حول الاتفاق باستخدام الكلمة الفرنسيّة "Détente" السعودي - الإيراني "الانفراج السعودي - الإيراني" ووصفته بأنه بمثابة دعوة للاستيقاظ في أميركا. ومما لم يعد سرّا ربما أن حلفاء واشنطن أيقنوا أيضاً أن لدى الولايات المتّحدة ما يشغلها من المشكلات ربما لعقود قادمة، فهي في الداخل منشغلة بمشكلات مالية واقتصادية كبرى وانقسام سياسي حاد، وفي الخارج أمامها حاضر فيه روسيا تصول وتجول، وفي المستقبل المنظور تلوح بيارق الصين وحلفائها.
قال ومضى:
كيف أراعي إحساسك.. وهذا أثر فأسك.




http://www.alriyadh.com/2003369]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]