المراسل الإخباري
03-21-2023, 03:57
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ونحن في رحاب شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وقادتنا وشعبنا الكريم بكل الخير والسلامة والأمن والاستقرار، رأيت أن أفتح قلبي مع رواد منصات التواصل الاجتماعي من جميع الفئات؛ كي نناقش محتوى تلك المنصات في الفترة القليلة السابقة، وجدوى تلك النقاشات وما تؤول إليه، وما نستخلص منها.
ما أزعجني كثيراً حالة التحزب والتشنج عن طرح موضوع للنقاش، فما نراه من تشدد في تبني فكرة معينة ورفض الأفكار الأخرى دون نقاش موضوعي وتفكير، يعكس لنا تدني حالة الوعي.
لقد رأينا بعض الأطباء ينشرون حالات مرضية لمرضاهم، فوجدنا من يرفض فكرة نشر الحالات المرضية لمرضى لجؤوا لأطباء في تخصصات مختلفة، وكانت وجهة نظر الرافضين موضوعية، إذ يرون في نشر تلك الحالات تعدياً على خصوصية المرضى، صحيح لم يبح الأطباء بأسماء مرضاهم، ولكن الرافضين رأوا أن نشر حالات المرضى يُعد متاجرة بآلامهم، لأن المرض في تلك الحالة مرتبط بشخصيات بعينها، وعلى الجانب الآخر وجدنا المؤيدين لفكرة نشر الحالات المرضية بغرض التوعية يُعد أمراً محموداً يسهم في زيادة معدلات الوقاية، وبين الرفض والتأييد نجد التشدد غير المحمود، مع أن لكل فريق أسبابه المنطقية.
ما أريد إيضاحه أن الفريقين رفضوا احترام أفكار بعضهم البعض، من حق كل إنسان أن يقبل أو يرفض، مع احترام الرأي الآخر، وهذا ما نفتقده، ونفس الأمر فيما لجأ إليه بعض المحامين من نشر قضايا لمواطنين، فوجدنا نفس حالات التشدد في تقبل أو رفض الفكرة، دون احترام لوجهات النظر التي تخالف الآخر، إننا أمام ظاهرة تعد في مجال الفكر مراهقة فكرية ناتجة عن انعدام الوعي، وتلاشي فلسفة الاحترام للأفكار والآراء التي تخالف وجهات نظرنا، مع أننا أمام قضايا سطحية لا تستحق التشدد في تبني الرفض أو القبول.
وفي الأيام الأخيرة زاد الجدل على منصات التواصل لمناقشة أمر ديني -كما يحلو للبعض أن يسميه- فقد رأينا من يتشدد في فكرة كتابة أسماء الموتى على قبورهم، أو مجرد وضع أرقام على تلك القبور؛ ليتعرف الأهل على ذويهم المتوفين، فلم نرَ موضوعية في النقاش، بل رأينا تشدداً ممقوتاً واتهامات بالكفر، والعلمانية، والجهل، والسطحية، وكأن مجتمعنا كان في حاجة ماسة لتلك النقاشات العقيمة التي لا تصب نتائجها في صالح أحد.
الغريب في الأمر أن قضية كتابة الأسماء على القبور من عدمها اختلف فيها العلماء، وفي اختلافهم رحمة، وعندما اختلفوا لم يكفّر أحدهم الآخر، وكانوا يختتمون آراءهم وفتاواهم بالقول: والله تعالى أعلم. أما نحن فنتجاوز ونتبنى آراء تدعم وجهات نظرنا، أو توافق فتاواهم هوى في نفوسنا.
نحتاج ونحن في رحاب هذه الأيام المباركة أن نعيد النظر في تفكيرنا، وأن نغلق حقيبة الاتهامات، ونفتح جيباً مغلقاً منذ فترة طويلة يحتوى على فكرة احترام الرأي والفكر مهما اختلفنا، وأن تتغير القضايا التي نطرحها على منصات التواصل الاجتماعي؛ لتصبح أكثر عمقاً؛ لأن ذلك سيفتح نوافذ النقاش الموضوعي الذي يُفضي إلى شيء ذي قيمة نفتقده حالياً، فما أكثر القضايا التي تحتاج منا إلى نظرة فاحصة موضوعية؛ لنرتقي بفلسفة الوعي والإدراك واحترام الآخر مهما كانت الاختلافات.
http://www.alriyadh.com/2003621]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ما أزعجني كثيراً حالة التحزب والتشنج عن طرح موضوع للنقاش، فما نراه من تشدد في تبني فكرة معينة ورفض الأفكار الأخرى دون نقاش موضوعي وتفكير، يعكس لنا تدني حالة الوعي.
لقد رأينا بعض الأطباء ينشرون حالات مرضية لمرضاهم، فوجدنا من يرفض فكرة نشر الحالات المرضية لمرضى لجؤوا لأطباء في تخصصات مختلفة، وكانت وجهة نظر الرافضين موضوعية، إذ يرون في نشر تلك الحالات تعدياً على خصوصية المرضى، صحيح لم يبح الأطباء بأسماء مرضاهم، ولكن الرافضين رأوا أن نشر حالات المرضى يُعد متاجرة بآلامهم، لأن المرض في تلك الحالة مرتبط بشخصيات بعينها، وعلى الجانب الآخر وجدنا المؤيدين لفكرة نشر الحالات المرضية بغرض التوعية يُعد أمراً محموداً يسهم في زيادة معدلات الوقاية، وبين الرفض والتأييد نجد التشدد غير المحمود، مع أن لكل فريق أسبابه المنطقية.
ما أريد إيضاحه أن الفريقين رفضوا احترام أفكار بعضهم البعض، من حق كل إنسان أن يقبل أو يرفض، مع احترام الرأي الآخر، وهذا ما نفتقده، ونفس الأمر فيما لجأ إليه بعض المحامين من نشر قضايا لمواطنين، فوجدنا نفس حالات التشدد في تقبل أو رفض الفكرة، دون احترام لوجهات النظر التي تخالف الآخر، إننا أمام ظاهرة تعد في مجال الفكر مراهقة فكرية ناتجة عن انعدام الوعي، وتلاشي فلسفة الاحترام للأفكار والآراء التي تخالف وجهات نظرنا، مع أننا أمام قضايا سطحية لا تستحق التشدد في تبني الرفض أو القبول.
وفي الأيام الأخيرة زاد الجدل على منصات التواصل لمناقشة أمر ديني -كما يحلو للبعض أن يسميه- فقد رأينا من يتشدد في فكرة كتابة أسماء الموتى على قبورهم، أو مجرد وضع أرقام على تلك القبور؛ ليتعرف الأهل على ذويهم المتوفين، فلم نرَ موضوعية في النقاش، بل رأينا تشدداً ممقوتاً واتهامات بالكفر، والعلمانية، والجهل، والسطحية، وكأن مجتمعنا كان في حاجة ماسة لتلك النقاشات العقيمة التي لا تصب نتائجها في صالح أحد.
الغريب في الأمر أن قضية كتابة الأسماء على القبور من عدمها اختلف فيها العلماء، وفي اختلافهم رحمة، وعندما اختلفوا لم يكفّر أحدهم الآخر، وكانوا يختتمون آراءهم وفتاواهم بالقول: والله تعالى أعلم. أما نحن فنتجاوز ونتبنى آراء تدعم وجهات نظرنا، أو توافق فتاواهم هوى في نفوسنا.
نحتاج ونحن في رحاب هذه الأيام المباركة أن نعيد النظر في تفكيرنا، وأن نغلق حقيبة الاتهامات، ونفتح جيباً مغلقاً منذ فترة طويلة يحتوى على فكرة احترام الرأي والفكر مهما اختلفنا، وأن تتغير القضايا التي نطرحها على منصات التواصل الاجتماعي؛ لتصبح أكثر عمقاً؛ لأن ذلك سيفتح نوافذ النقاش الموضوعي الذي يُفضي إلى شيء ذي قيمة نفتقده حالياً، فما أكثر القضايا التي تحتاج منا إلى نظرة فاحصة موضوعية؛ لنرتقي بفلسفة الوعي والإدراك واحترام الآخر مهما كانت الاختلافات.
http://www.alriyadh.com/2003621]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]