المراسل الإخباري
03-23-2023, 03:58
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
من فضائل هذا الشهر المبارك كونه موسم العبادات المتنوعة، فهنيئاً لمن قام فيه بالفرائض من صلاةٍ وصومٍ وزكاةٍ وبرٍ للوالدين وصلة الرحم الواجبة، وأكملها بالنوافل من قيامٍ وصدقةٍ واعتكافٍ وعمرةٍ..
لو كان أمر التعبد موكولاً إلى الخلق لقدَّمَ من شاء ما شاء، وفضَّلَ ما يظنه أجدى على غيره، ولكن الأمر بيد الله تعالى، وهو أعلم بما يقرِّبُ إليه زلفى، وما شرع لعباده أن يتقربوا به إليه فهو القربة، وإذا شرع لهم أنواعاً من العبادات فترتيبها في الأولوية على حسب ترتيبه لها، وكما أن التعبد له بما لم يشرعه ابتداعٌ مردودٌ على صاحبه فكذلك تقديم غير الأولى على الأولى مخالفةٌ للإرادة الشرعية، وتكلُّفٌ لا يليق بالمسلم أن يصبَّ فيه جهوده، بل الواجب عليه أن يتحرى تقديم ما قدمه الشرع، والمكلَّف مكفيٌّ رسمَ الخطط الملائمة لتعبداته، فما عليه إلا الانقياد للمأثور بالنظر إلى النصوص الشرعية إن كان أهلاً لذلك، وإلا فبسؤال أهل العلم الموثوق بهم، والعمل بما يقول له مُفْتِيه منهم، ولي مع ترتيب أولويات العبادات وقفات:
الأولى: الفرائض أهم العبادات، وإهمالها على حساب النوافل إهمالٌ عظيمٌ، وجهلٌ بأساسات التعبّد؛ لأن النوافل عبارةٌ عن زياداتٍ شُرعت لتكميل الفرائض، لا لتنحيتها عن مكانتها الثابتة لها، وتستمد الفرائض أهميتها وأولويتها من أمورٍ كثيرةٍ منها إيجاب الشرع لها وترتيب الإثم على تركها، وقصر ما دونها على الاستحباب بلا تأثيم تاركه، وسدّ أبواب الاجتهاد في مقارنتها بغيرها فقد أعلمنا الله تعالى أنها أحب القُرَبِ إليه، ففي الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ" أخرجه البخاري من حديث أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه، فمن الغبن الانشغالُ بالنافلة عن الفريضة لا سيما إذا كانت الفريضة من أركان الإسلام الخمسة التي هي أولى ما تشبث به المسلم، وقد يحصل من بعض الناس الاهتمام ببعض نوافل هذا الشهر المبارك بشكل يُفوِّتُ عليه فريضة الصلاة في وقتها، وهذا لا يسوغ بحالٍ من الأحوال، فالصلوات الخمس لا يعدلها شيءٌ من أعمال الجوارح، وصلاة المكتوبة في وقتها أحب ما يتقرب به المسلم إلى ربه، ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفق عليه، فليكن أهمَّ ما يشمر به المسلم في هذا الشهر تحسين أدائه فيما يتعلق بالعناية بالصلوات الخمس، والحرص على كون صومه خالياً من الخلل.
الثانية: التخلية مقدمةٌ على التحلية، فالكفُّ عن المنهياتِ مُقدَّمٌ على تحصيل الفضائل؛ لأن الأول من باب درء المفاسد وهو مُقدَّمٌ على جلب المصالح، ومن أهم مهام الصائم التخلية؛ لأن الصيام في أصله كفٌّ وتخليةٌ وتصفيةٌ، فعمارة يوم الصائم بالفضول والتجاوزات الشرعية نقضٌ للأساس الذي بُنيت عليه عبادته، وتفريغٌ للصوم من مضمونه المتمثل في كونه جُنَّةً واقيةً من الوقوعِ في المعاصي القولية والفعلية، ومن جوامع الكلم النبوية قوله عليه الصلاة والسلام: "الصوم جُنَّة"، والجُنَّة ما يستتر به الإنسان ويتوقى به الشر، وهذه الجملة العظيمة تُفيدُ كون الصوم وقايةً من المعاصي ووقايةً من النار، وإنما يكون وقاية من النار إذا وقيت به المعاصي، أما إذا فُرِّغ من مضمونه الأسمى وهو التخلية عن المنكرات، فهو مبرئٌ للذمة إن اجتنبت المفطرات، لكنه غير مستكمل لمتطلباتِ الصومِ الموصوف بالجُنَّة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
الثالثة: ترتيب الأولويات بتقديم الأهم الذي هو الفرائض لا يلزم منه عدم العناية بما دونها من النوافل، فأداء وظائف العبادات على حسب ما ورد به الأمر الإلهي هو المعهود من أحوال المتقين، وفي مقدمتهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولم يشغلهم إتمام الفريضة عن إتقان النافلة، بل يسرَ الله لهم أمورَ العباداتِ، والمؤمن الباذل جهده فيما فرض الله تعالى عليه يرى يُمنَ ذلك ماثلاً في توفيق الله له إتيانَ ما وراء ذلك من أعمال الخير؛ فالبر يجرُّ بعضُه بعضاً، فأولوية الفريضة لا تقتضي التراخي في النافلة، فالعناية بالنوافل بشروطها مجلبةٌ لحب الله لعبده، ففي الحديث القدسي الآنف الذكر: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"، ومن فضائل هذا الشهر المبارك كونه موسم العبادات المتنوعة، فهنيئاً لمن قام فيه بالفرائض من صلاةٍ وصومٍ وزكاةٍ وبرٍ للوالدين وصلة الرحم الواجبة، وأكملها بالنوافل من قيامٍ وصدقةٍ واعتكافٍ وعمرةٍ، وَفَعَلَ ذلك إيماناً واحتساباً لما عند الله من الأجر.
http://www.alriyadh.com/2003994]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
من فضائل هذا الشهر المبارك كونه موسم العبادات المتنوعة، فهنيئاً لمن قام فيه بالفرائض من صلاةٍ وصومٍ وزكاةٍ وبرٍ للوالدين وصلة الرحم الواجبة، وأكملها بالنوافل من قيامٍ وصدقةٍ واعتكافٍ وعمرةٍ..
لو كان أمر التعبد موكولاً إلى الخلق لقدَّمَ من شاء ما شاء، وفضَّلَ ما يظنه أجدى على غيره، ولكن الأمر بيد الله تعالى، وهو أعلم بما يقرِّبُ إليه زلفى، وما شرع لعباده أن يتقربوا به إليه فهو القربة، وإذا شرع لهم أنواعاً من العبادات فترتيبها في الأولوية على حسب ترتيبه لها، وكما أن التعبد له بما لم يشرعه ابتداعٌ مردودٌ على صاحبه فكذلك تقديم غير الأولى على الأولى مخالفةٌ للإرادة الشرعية، وتكلُّفٌ لا يليق بالمسلم أن يصبَّ فيه جهوده، بل الواجب عليه أن يتحرى تقديم ما قدمه الشرع، والمكلَّف مكفيٌّ رسمَ الخطط الملائمة لتعبداته، فما عليه إلا الانقياد للمأثور بالنظر إلى النصوص الشرعية إن كان أهلاً لذلك، وإلا فبسؤال أهل العلم الموثوق بهم، والعمل بما يقول له مُفْتِيه منهم، ولي مع ترتيب أولويات العبادات وقفات:
الأولى: الفرائض أهم العبادات، وإهمالها على حساب النوافل إهمالٌ عظيمٌ، وجهلٌ بأساسات التعبّد؛ لأن النوافل عبارةٌ عن زياداتٍ شُرعت لتكميل الفرائض، لا لتنحيتها عن مكانتها الثابتة لها، وتستمد الفرائض أهميتها وأولويتها من أمورٍ كثيرةٍ منها إيجاب الشرع لها وترتيب الإثم على تركها، وقصر ما دونها على الاستحباب بلا تأثيم تاركه، وسدّ أبواب الاجتهاد في مقارنتها بغيرها فقد أعلمنا الله تعالى أنها أحب القُرَبِ إليه، ففي الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ" أخرجه البخاري من حديث أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه، فمن الغبن الانشغالُ بالنافلة عن الفريضة لا سيما إذا كانت الفريضة من أركان الإسلام الخمسة التي هي أولى ما تشبث به المسلم، وقد يحصل من بعض الناس الاهتمام ببعض نوافل هذا الشهر المبارك بشكل يُفوِّتُ عليه فريضة الصلاة في وقتها، وهذا لا يسوغ بحالٍ من الأحوال، فالصلوات الخمس لا يعدلها شيءٌ من أعمال الجوارح، وصلاة المكتوبة في وقتها أحب ما يتقرب به المسلم إلى ربه، ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفق عليه، فليكن أهمَّ ما يشمر به المسلم في هذا الشهر تحسين أدائه فيما يتعلق بالعناية بالصلوات الخمس، والحرص على كون صومه خالياً من الخلل.
الثانية: التخلية مقدمةٌ على التحلية، فالكفُّ عن المنهياتِ مُقدَّمٌ على تحصيل الفضائل؛ لأن الأول من باب درء المفاسد وهو مُقدَّمٌ على جلب المصالح، ومن أهم مهام الصائم التخلية؛ لأن الصيام في أصله كفٌّ وتخليةٌ وتصفيةٌ، فعمارة يوم الصائم بالفضول والتجاوزات الشرعية نقضٌ للأساس الذي بُنيت عليه عبادته، وتفريغٌ للصوم من مضمونه المتمثل في كونه جُنَّةً واقيةً من الوقوعِ في المعاصي القولية والفعلية، ومن جوامع الكلم النبوية قوله عليه الصلاة والسلام: "الصوم جُنَّة"، والجُنَّة ما يستتر به الإنسان ويتوقى به الشر، وهذه الجملة العظيمة تُفيدُ كون الصوم وقايةً من المعاصي ووقايةً من النار، وإنما يكون وقاية من النار إذا وقيت به المعاصي، أما إذا فُرِّغ من مضمونه الأسمى وهو التخلية عن المنكرات، فهو مبرئٌ للذمة إن اجتنبت المفطرات، لكنه غير مستكمل لمتطلباتِ الصومِ الموصوف بالجُنَّة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
الثالثة: ترتيب الأولويات بتقديم الأهم الذي هو الفرائض لا يلزم منه عدم العناية بما دونها من النوافل، فأداء وظائف العبادات على حسب ما ورد به الأمر الإلهي هو المعهود من أحوال المتقين، وفي مقدمتهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولم يشغلهم إتمام الفريضة عن إتقان النافلة، بل يسرَ الله لهم أمورَ العباداتِ، والمؤمن الباذل جهده فيما فرض الله تعالى عليه يرى يُمنَ ذلك ماثلاً في توفيق الله له إتيانَ ما وراء ذلك من أعمال الخير؛ فالبر يجرُّ بعضُه بعضاً، فأولوية الفريضة لا تقتضي التراخي في النافلة، فالعناية بالنوافل بشروطها مجلبةٌ لحب الله لعبده، ففي الحديث القدسي الآنف الذكر: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"، ومن فضائل هذا الشهر المبارك كونه موسم العبادات المتنوعة، فهنيئاً لمن قام فيه بالفرائض من صلاةٍ وصومٍ وزكاةٍ وبرٍ للوالدين وصلة الرحم الواجبة، وأكملها بالنوافل من قيامٍ وصدقةٍ واعتكافٍ وعمرةٍ، وَفَعَلَ ذلك إيماناً واحتساباً لما عند الله من الأجر.
http://www.alriyadh.com/2003994]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]