المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «طاش» لم يعد مقنعاً



المراسل الإخباري
03-31-2023, 04:05
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كما يقول المختصون فإن الدراما مرآة عاكسة للمجتمع تكشف سلبياته وإيجابياته، يُصنع منها حبكات هدم أو بناء فكر ووعي راق.. نشير إلى ذلك ونحن إلى ما قبل نحو عقد من الزمن نفتخر بالدراما السعودية مؤمنين بأنها قد تفوقت على أقرانها في الكوميديا الخليجية، من خلال النقلة الكبيرة التي وضعت مسلسل "طاش ما طاش" ذا تأثير كبير ومشاهدة عالية عربيا من المحيط إلى الخليج.
عرفنا ذلك في المسلسل المذكور في أجزائه العشر الأولى.. حتى أن هناك من أكد أن صناعتها قد ارتكزت على مبادئ درامية تعبّر بإتقان عن مجتمعها وناسها، وبوجود مؤلفين مدركين وممثلين مبدعين وطواقم تنفيذ ماهرة، فكانت وفق ذلك عند حسن الظن، من حيث قدرتها على انتزاع الضحكة المعبرة بجسارة الطرح وصدق الموقف، بعيداً عن التهريج والاستخفاف بالآخر.
لكن ماذا يحدث الآن من قبل الدراما السعودية المبنية على الكوميديا خلال شهر رمضان الكريم؟، الأمر بعيد كل البعد عن ما تم صناعته سابقا، وبإمكان أي مشاهد أن يكتشف أن الهدف أصبح التواجد والتكسّب، وفق مشاهد لمسلسلات عدة وبالأسماء الأهم تم اختزالها واستخدامها مرارا وتكرارا.. ناهيك عن الفكرة المفيدة الحاضرة التي لم تعد موجودة إلا فيما ندر.
ما يحدث ليس خاصا بنجوم التمثيل فقط، بل أيضا بمن ينتجون ويقيّمون ويجيزون وكأنهم غير قادرين على وضع الشروط المناسبة للأعمال التي سيعرضونها؟! لن أفصّل ولكن لنشاهد ما هم عليه من تراجع حاد فاق الاستخفاف بالمشاهدين، فلا ترابط في أحداث أعمالهم ولا معنى تفصيلاته.. كل ما في الأمر تجميع اسكتشات تم تكرار فكرتها وحوارها وشخصياتها قديما بهدف انتزاع الضحكة قسراً من المشاهد وحتى الأخيره لم تتسن لهم، وكأنه عمل مرتجل وليس مشاهد تم العمل والصرف عليها طويلا.. وما أعلمه وفقا للقيمة الكبيرة لمؤلفين ومنتجين ومخرجين سعوديين إننا لسنا بعاجزين عن صناعة الأعمال العظيمة.. وحتى المتصلة منها لا المتقطعة، وفي السجل أعمال درامية متصلة عبر حلقاتها لاقت كل النجاح ويكفي أن نشير إلى العاصوف وما أحدثه من أصداء إيجابية.
وأيضا لسنا بعاجزين عن إبراز الممثلين المبدعين، أو إعادة صياغة الحاليين للأفضل وبما يساهم في تعزيز الصورة الحقيقية عن هذا المجتمع، بل وتطوير الفهم والإدراك بين الناس، ناهيك عن مساهمتها في حل القضايا الاجتماعية، كما كانت عليه أعمال طاش الأولى.. نشدد على ذلك لأن الدراما حين تتخلى عن أساسياتها ومصداقيتها، فحتماً سوف تفقد أهميتها.
المهم في القول إننا نحتاج إلى مبادرة درامية وطنية تستطيع أن تصنع الفارق نحو العمل الكوميدي الراقي المقنع بعدما طغى التهريج المعنون بالتفاهة.. ناجعة لا تركن إلى الغوص في أعماق سلبيات المجتمع وترك إيجابياته من باب الإثارة وشد الانتباه.. ومعها نحتاج آلية جديدة لتقييم الأعمال التلفزيونية لا يحكمها اسم الممثل، بل ماهية العمل المقدم!




http://www.alriyadh.com/2005255]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]