المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القوارير والجلد السميك



المراسل الإخباري
03-31-2023, 04:05
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كتب عبد الرحمن القرين على منصة لينكدين مقالة جميلة بعنوان (انتبه أمامك موظف قابل للكسر!)، حكى فيها عن تجربته مع فريقه أثناء عمله في أحد المشروعات حينما عقد اجتماع لهم مع فريق الإدارة العليا. ورغم حماس الفريق لخطة مشروعهم ومقترحاتهم إلا أنهم اصطدموا وصدموا في الاجتماع بسيل من الانتقادات القوية وذات النبرة الحادة والرسائل المباشرة الواضحة الخالية من أي مشاعر. ووصل الأمر لدى بعض الحاضرين إلى تجاوز نقد الفكرة والمشروع إلى الهجوم الشخصي على موظفين ممن قدموا المشروع. ورغم الأجواء المكهربة والمشحونة، فما إن انتهى الاجتماع حتى عادت الابتسامات والتحايا وكأن شيئاً لم يكن. وتبع ذلك جلسة عشاء بين جميع الحاضرين ساهمت في إذابة الجليد والشحناء الناتجة بسبب نقاشات الاجتماع الحادة.
ويعلق القرين على هذه القصة بأن هذه البيئات تساهم في صقل الكثير من الصفات في الإنسان وفهم أن الجو العام يجب أن يكون لصالح العمل فليس هنالك أفكار مقدسة أو أفكار سيئة والنقاشات والنقد في نهاية الأمر هي لصالح المشروع خاصة إذا كانت من أشخاص متمرسين وأصحاب خبرات يتعلم الإنسان منها.
في الواقع اتفق مع هذا الطرح إجمالا. ولكن من المهم الحذر من جانبين، أولهما يتعلق بالموظفين أو القياديين الذين لا يصح أن يكونوا قوارير تتكسر أو تتهشم مع أول ضربة ومن أي انتقاد. بالعكس فمن المهم تدريب الموظفين على أن يكون جلدهم سميكاً لا يتأثر بأي ضربة وقادر على تحمل التحديات والظروف المختلفة. وهذا يشمل الصراحة في النقد الذاتي بين أعضاء الفريق الداخلي. لأنه وبكل بساطة أن ينتقد أعضاء الفريق بعضهم بصراحة ويطوروا المنتج أو الخدمة أفضل من أن يكون هنالك مجاملات وصمت عن الأخطاء تؤدي إلى فشل الفريق أو المنظمة أمام الإدارة العليا أو في الأسواق أو مع العملاء. ومن الضروري أن يفهم الجميع أن هذا النقد هو للمصلحة العامة ولخدمة المنظمة وليس فيها انتقاص أو هجوم على أي شخص. وبالعكس فالأشخاص القادرون على طرح آرائهم الموضوعية بصراحة وشجاعة هم كنز لدى أي منظمة ومن أهم مهام القائد أو المسؤول هو تمكينهم وحمايتهم من انتقام خصومهم.
أما الناحية الثانية فتتعلق بأسلوب النقد الذي يجب أن يكون مهنياً ومحترماً دون أي تجريح للأفراد أو شخصنة بعيدة عن الاحترافية. فمهما كان جلد الإنسان سميكاً وقادراً على تحمل الضغوط فلا يوجد إنسان يقبل العمل في مكان تمتهن فيه كرامته أو يساء فيها لشخصه. ومن الضروري على من يكون في موقع قيادي أن يضبط الأمور ويحكم السيطرة بحيث لا تخرج النقاشات عن إطارها المهني والاحترافي.
باختصار؛ رحب بالانتقادات البناءة وتعلم منها ولا تفقد أعصابك أمام التجريح والنقد السيئ ولا تشخصن الأمور، بل ركز دوماً على الاستفادة بما يطور عملك ومهاراتك ويخدم مشروعك ومصلحة العمل. وأختم بكلمات ديوك روبنسون: "قد لا تكون بنفس القوة والكفاءة التي كنت تتمناها لنفسك، ولكنك أيضا لست بنفس الضعف والعجز الذي تعتقده في نفسك".




http://www.alriyadh.com/2005254]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]