المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صائدو الثروات والأزمات



المراسل الإخباري
03-31-2023, 04:05
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تمنح الأزمة المصرفية الراهنة الفرصة أمام البعض لجني المزيد من الأموال عبر الاستثمار في الأزمات، والواقع أن الإخفاقات الأخيرة لحفنة من البنوك في الولايات المتحدة وسويسرا تعتبر مثالاً صارخاً على جشع وانتهازية قادة مصرفيين، يفترض فيهم أعلى مستويات الكفاءة والمهنية، لكنهم فشلوا في إدارة المخاطر، أو حتى التنبؤ بالكارثة، رغم أنهم كانوا يحصلون على رواتب ومكافآت خيالية، الأمر الذي دفع بالرئيس الأميركي جو بايدن لمطالبة الكونجرس بالتحرك من أجل فرض عقوبات مشددة على كبار المديرين التنفيذيين بسبب سوء الإدارة.
تعطي أجواء الغموض قبلة الحياة لقناصي الفرص في أوقات الأزمات، فيزدهرون ويراكمون الثروات، بينما يعاني الآخرون، وعلى سبيل المثال، فإن البنوك الأميركية الكبرى تعد أحد أكبر المستفيدين من الأزمة الراهنة، فقد امتلأت خزائن «جي بي مورجان تشيس»، و»بنك أوف أمريكا»، و»ويلز فارجو»، في غضون أيام قليلة بودائع مليارية عبر استقطاب العملاء الفارين من البنوك المنهارة، والحقيقة، أن تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية، وانتهاء عصر المال الرخيص قد غير قواعد اللعبة تماماً، ووضع الأسواق في ورطة حقيقية، فلا زالت تكافح للتكيف، فاتجهت إلى محاولة إعادة تسعير بعض الأصول المقيمة بأكثر من قيمتها، ولهذا لم تنج العملات المشفرة، والشركات الناشئة، وصناديق الاستثمار، وحتى البنوك من هذا التحول الدراماتيكي العنيف. رغم أن توابع الجائحة، وقسوة أسعار الفائدة، وفوضوية الأسواق فاقموا جميعاً من متاعب الشركات والأفراد حتى شاعت طلبات الإفلاس، إلا أنهما كانا أيضاً سبباً في ثراء البعض ممن نجحوا في تصفية الحطام، وإمضاء الصفقات، ونعتقد، أن لدى هؤلاء القناصين طريقة نفسية مهذبة في السيطرة على السوق، فكلما أطال الرأي العام الحديث عن فقدان الثقة في القطاع المصرفي، زادت المخاطر، وكلما سمع الناس أن النظام المالي على وشك الانهيار، زاد احتمال تحقق الانهيار، خاصة في ظل شعور المودعين بالخوف وانخراطهم غير المبرر في سحب المدخرات، وهذه استراتيجية يستخدمها تجار الخوف في وضع الناس تحت ضغط، وجعل الأمور أسوأ من أجل تخلية الساحة لهم. ترتكز الأعمال المصرفية على الثقة بين البنك والعميل، على عكس الصناعات الأخرى تقريبًا، إذ يحق للمودعين الحصول على مدخراتهم في أي وقت، ومع هذا فإنه لا أحد يتوقع أن يقوم المودعون باسترداد أموالهم في لحظة واحدة، فهذه وصفة للإفلاس ليس إلا، وأكثر ما يحتاجه صانعو الثروات وقت الأزمات عنصران أساسيان، الأول: السيولة، وهذه هي العمدة وأداة الصيد، والثاني: قلب جريء، والمستثمر الذكي يدرك أن ردة الفعل السلبية للأسواق وقت الأزمات أمر طبيعي، وأن انخفاض أسعار الأصول فرصة قوية لتحقيق مكاسب هائلة على المدى البعيد، فيما يتعين علي صغار المستثمرين الصبر وعدم الاستجابة للضغوط البيعية التي تتأثر بالشائعات، وضعف المؤشرات، ولهذا، فإن التوازن النفسي والثبات الانفعالي ضروري لصناعة الثروات في الأوقات العصيبة.




http://www.alriyadh.com/2005286]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]